بعد 100 يوم من الغزو الروسي.. كيف أثّرت الحرب على العالم؟

: 6/3/22, 4:50 PM
Updated: 6/3/22, 4:50 PM
(أرشيفية)

 Foto: AP/ TT
(أرشيفية) Foto: AP/ TT

مجاعات محتملة في افريقيا ومشارف أزمة اقتصادية في الغرب

11 نتيجة للحرب في أنحاء مختلفة من العالم

الكومبس – تقارير: مر 100 يوم على غزو روسيا لأوكرانيا الذي سبب أضراراً بالغة لأوروبا وأجزاء وسعة من العالم. ويبدو أنه لم يفلت أحد من عواقب الحرب التي بدأت في 24 فبراير، بل أن بعض التغييرات التي طرأت على العالم لا رجعة فيها. وفق ما ذكرت صحيفة أفتونبلادت.

إليكم ما ترتب على الحرب:

أولاً: مجاعات في شرق إفريقيا

تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر منتجي القمح وزيت عباد الشمس ومنتجات زراعية أخرى. ويوجد أكثر من 20 مليون طن من الحبوب في الصوامع الأوكرانية، في انتظار تصديرها، لكن بعد إغلاق روسيا لموانئ أوكرانيا، فالحصاد يواجه خطر التعفن.

من ناحية أخرى يصعب نقل مثل هذه الكميات عن طريق القطار أو الشاحنات، لذلك تسعى الأمم المتحدة لإنشاء ممر بحري آمن للشاحنات الأوكرانية كي تتمكن من نقل بضائعها، لكن روسيا تتصدى لذلك.

وبالتالي، تعاني البلدان التي تعتمد على الصادرات الغذائية الأوكرانية من نقص الغذاء، وخصوصاً مع أزمة الجفاف في شرق إفريقيا، فهناك حاجة ماسة لشراء حبوب إضافية من السوق العالمية.

ولذلك تحذر الأمم المتحدة من مجاعة جديدة قد تقتل الملايين في شرق إفريقيا.

ثانياً: أزمة عالمية في موارد الطاقة

تسببت الحرب في ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز الطبيعي، ما أدى بدوره إلى ارتفاع حاد في أسعار الكهرباء. والمفارقة أن روسيا باتت مستفيدة من الحرب من خلال زيادة عائدات التصدير من النفط والغاز بشكل حاد. لذلك قررت أوروبا فرض حظر على النفط الروسي، لكنه لن يسري بالكامل حتى نهاية العام، وحينها ستكون روسيا قد وجدت مشترين جدد. أما الدول الأوروبية، فتقف أمام تحدي إيجاد بديل لتجديد مخزونها من النفط والغاز الطبيعي قبل حلول الشتاء.

ثالثاً: تفاقم أزمة المناخ

زادت الحرب من استخدام الوقود الأحفوري، ما يتعارض مع الأهداف المناخية التي وضعها العالم. كما أن الطلب على الفحم يزداد كلما أصبحت صادرات الغاز والنفط الروسية غير مضمونة. وفي أحسن الأحوال، قد تؤدي الحرب إلى تسريع “التحول الأخضر”، حيث يستثمر الاتحاد الأوروبي بكثافة في مزيد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية للتعويض عن فقدان الغاز والنفط الروسيين.

التحدي الآن ما إذا كانت الحالة الاقتصادية للدول ستسمح بذلك، مع العلم أن بعضها سيتعين عليه بناء محطات باهظة الثمن لتلقي الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

رابعاً: زيادة خطر الكساد في العالم

أصابت الحرب اقتصاد أوكرانيا وروسيا بالشلل بشكل أساسي، لكنها ستحد أيضاً من النمو في أجزاء كبيرة من بقية العالم. وتسهم الحرب في حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد الدولية، فالبضائع لا تصل في الوقت المحدد أو لا تصل على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، يرتفع التضخم بشكل حاد، ما يعني ارتفاع أسعار جميع السلع تقريباً. واستجابةً لكل هذه التغيرات، ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بحدة، الأمر الذي يؤثر على كل من لديه قروض بنكية.

خامساً: تقليص المساعدات للدول النامية

تشهد منظمات الإغاثة تقليص عدد من الدول المتقدمة مساعداتها للبلدان النامية من أجل تقديم الدعم لأوكرانيا. السويد على سبيل المثال، اقتطعت من ميزانية مساعدات التنمية لتمويل استقبال اللاجئين الأوكرانيين. ما يعني أن عدداً من النزاعات في أجزاء أخرى من العالم ستتلقى قدراً أقل من الدعم المادي والاهتمام.

سادساً: ألمانيا من داعية سلام إلى قوة عسكرية

قبل 24 فبراير أنفقت ألمانيا الحد الأدنى على الدفاع، نتيجة لشعور العديد من الألمان بالذنب لما فعلوه خلال الحرب العالمية الثانية. وبين عشية وضحاها تقريباً، تحولت ألمانيا من دولة مسالمة إلى قوة عسكرية مستقبلية. يتلقى الدفاع أموالاً طائلة هائلة وسيحصل الإنفاق الدفاعي قريباً على 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

سابعاً: تعاون وثيق في الاتحاد الأوروبي

يجد الاتحاد الأوروبي صعوبة في اتخاذ القرارات السريعة. فعادة يستغرق الأمر وقتاً طويلاً جداً. فيما خلق الغزو الروسي تعاوناً جديداً من نوعه داخل الاتحاد الأوروبي. ففي وقت قياسي، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، تم فرض أشد العقوبات صرامة على دولة كبيرة مثل روسيا. وانحرف كذلك الاتحاد الأوروبي عن بعض مبادئه السابقة وقرر منح ما يزيد على مئة مليار كرون لدعم أوكرانيا عسكرياً.

ثامناً: تقدم فنلندا والسويد بطلب عضوية الناتو

بعد أكثر من 200 عام من سياسة عدم الانحياز، تقدمت السويد وفنلندا بطلب للحصول على عضوية الناتو. كانت الدولتان قد عملتا سابقاً بشكل وثيق مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) لكنهما لم ترغبا في الحصول على عضوية كاملة، حتى جاء الغزو الروسي ليغير الحسابات.

وبالنسبة لروسيا، يعني ذلك أنه سيكون لديها الآن 135 ألف كم من الحدود المباشرة مع الناتو. على عكس ما أراد بوتين تحقيقه بحربه في أوكرانيا. وإذا تمت الموافقة على عضوية السويد وفنلندا، فلن يغادرا الناتو، حتى لو أنهت روسيا حربها.

تاسعاً: أزمة لاجئين جديدة في أوروبا

تواجه أوروبا أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، بعد فرار 6.5 مليون أوكراني إلى الدول المجاورة. مع العلم أن البعض بدأ في العودة منذ أن تخلت روسيا عن محاولة الاستيلاء على كييف.

وبشكل عام، استقبلت الدول الأوروبية اللاجئين بشكل جيد، والسؤال هنا، ماذا سيحدث إذا استمرت الحرب عدة سنوات؟

عاشراً: تبلور “كتلة استبدادية

قرّبت الحرب بين روسيا والصين، والآن يواجه الرئيسان اللذان يصفهما الغرب بالديكتاتورين، شي جين بينغ وفلاديمير بوتين، ما يسمى “العالم الحر”. وترى الصين أن روسيا حليف مهم في صراعها مع الولايات المتحدة.

وبناء عليه، غيرت دول غربية عدة موقفها تجاه الصين، وأصبحت الآن، مثل الولايات المتحدة، يتنظر إلى النفوذ الصيني المتزايد في العالم على أنه تهديد للنظام العالمي الليبرالي.

أخيراً: روسياً بمعزل عن العالم

باتت روسيا معزولة تماماً عن أجزاء كبيرة من العالم، فتم إقصاؤها من جميع الأنشطة الثقافية والرياضية عالمياً، مثل كأس العالم في قطر الخريف المقبل. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تبقى العقوبات المالية القاسية سارية لفترة طويلة، أملاً في أن يجبر الرد الغربي بوتين على إنهاء حربه. فيما لا توجد حتى الآن مؤشرات على أنه ينوي ذلك، خصوصاً أن دولاً مثل الصين والهند وتركيا، لم تفرض أي عقوبات على روسيا، مما يساعد بوتين على تجاوز الأزمة.

هذه مجرد مجموعة من التغييرات التي أحدثتها الحرب. وكلما طالت مدة الحرب، زادت المخاطر.

Source: www.aftonbladet.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.