الكومبس- خاص: بعد خمس سنوات من تطبيق قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في أكشاك الأسواق بمدينة مالمو بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بإعادة النظر في القرار وإتاحة خيار استخدام الأكياس البلاستيكية وسط مشاكل يواجهها الباعة والزبائن مع الأكياس الورقية أثناء الأمطار.
في مايو 2019 أصبحت مالمو أول مدينة سويدية تحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في الأسواق بهدف تقليل التلوث الناتج عن الأكياس البلاستيكية المتطايرة والتي كانت تساهم بشكل كبير في مشكلة النفايات. ومع مرور الوقت واجه الباعة في ساحة الموليفون، وهي إحدى أكبر ساحات المدينة وفيها واحد من أقدم أسواق الخضار في السويد، مشكلة تتعلق بتمزق الأكياس الورقية بفعل المطر ما دفع بعض الباعة إلى المطالبة بخيار بديل يتيح لهم استخدام أكياس بلاستيكية مستدامة جنباً إلى جنب مع الأكياس الورقية.
الباعة بين الاحتجاج والالتزام
بعض الباعة أعربوا عن استيائهم من صعوبة استخدام الأكياس الورقية خصوصاً خلال فصل الشتاء. وأوضح عماد حسن أحد الباعة في الساحة أن الأكياس الورقية ذات الجودة العالية لا تتحمل أكثر من وزن 2 كيلوغرام وتتمزق بسرعة أثناء المطر مشيراً إلى أن بعض الزبائن يأتون بأكياس بلاستيكية معهم تفادياً للمشكلة. وتساءل عماد “إذا كان الزبائن يجلبون أكياساً بلاستيكية معهم، فلماذا لا يُسمح لنا كباعة بتوفيرها كخيار إضافي؟” كما أبدى استعداده لدعم الأكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة في حال توفرها.
وأشار بائع آخر إلى أن قرار الحظر صدر نتيجة مشكلة تطاير الأكياس البلاستيكية في الساحات وتسببها في انسداد مجاري تصريف المياه، لكنه شدد على التزام الباعة بتنظيف الساحة بعد انتهاء فترة البيع ما يحدّ من احتمالية ترك النفايات بشكل عشوائي. وأضاف “الأكياس الورقية تتحلل بسرعة نسبياً مقارنة بالبلاستيكية التي تحتاج عقوداً للتحلل ولكن هذا الحل لم يكن عملياً بالنسبة لنا كمستخدمين”.
رأي الزبائن حول الأكياس الورقية
وعبر عدد من الزبائن عن آراء متباينة تجاه الحظر. إذ يرى يوسف أحد المتسوقين أن الأكياس الورقية تعد خياراً صديقاً للبيئة لكنه غير عملي إذ لا تتحمل الأوزان العالية. بينما عبّرت امراة عن عدم رضاها عن الأكياس الورقية معتبرة أنها “لا تفي بالغرض” بسبب سهولة تمزقها أثناء المطر.
التوجهات البيئية والأهداف المستقبلية
بحسب أرقام مصلحة حماية الطبيعة في العام 2023، تم تصنيع أو استيراد 232 مليون كيس بلاستيكي إلى السوق السويدية. ومن بين هذه الأكياس، كان هناك 171 مليوناً من الأكياس البلاستيكية الرقيقة المدرجة في هدف التخفيض الذي حدده الاتحاد الأوروبي.
وبلغ الاستهلاك السنوي في العام 2023 في السويد من نوع الأكياس البلاستيكية التي يُحمل بها الطعام عادةً إلى المنزل (بسمك 15-50 ميكرومتر) 17 كيساً للشخص الواحد، وهو المستوى نفسه في العام 2022.
ويهدف الاتحاد الأوروبي لتقليل استهلاك هذا النوع بالذات من الأكياس البلاستيكية من 90 كيساً للشخص الواحد في العام 2019 إلى 40 في العام 2025. وكان المستوى في السويد في عام 2019 هو 74 كيساً للشخص الواحد، مما يعني أن السويد تجاوزت الهدف الجزئي الأول. وإذا ظل الاستهلاك عند مستوى 2021-2023 حتى العام 2025، فهذا يعني أن السويد حققت الهدف المرحلي الثاني أيضاً.
شادي فرح
مالمو