الكومبس – خاص: رحلة سياحية إلى دبي تحولت إلى حادثة سيتذكرها علاء وزوجته، هبة (أسماء مستعارة) طيلة حياتهما، حيث كانا يخططان لقضاء خمسة أيام فيها ، لكن نزيفاً مفاجئاً أصاب هبة خلال حملها غيّر مخطط الرحلة. فاضطر الزوجان للبقاء في دبي حوالي 11 يوماً مع تكاليف إجمالية تقترب من الـ15 ألف دولار وفق تقدير علاء.
يوضح علاء للكومبس ما حصل مع العائلة بالقول: “قبل يومين من عودتنا إلى السويد أُصيبت زوجتي بنزيف، وشعرنا بالقلق لأنها حامل. ظننا في البداية أنه أمرٌ عارض ويمكن الانتظار لحين عودتنا إلى السويد لكن النزيف استمر، وازدادت حالة زوجتي سوءاً، فطلبنا الإسعاف على الفور وتواصلت مع أكثر من جهة طبية من بينها مستشفى راشد ومشفى لطيفة في دبي، لكن مستشفى لطيفة الذي دخلت إليه زوجتي أولاً أخبرني أنني سأتكفل شخصياً بتكاليف العلاج، لهذا اقترحوا تحويلنا إلى المستشفى السعودي الألماني في دبي الذي لديه تعاقد مع مكاتب SOS International”.
التقييم الطبي الأولي وتحاليل المخابر التي أجرتها هبة في المستشفى السعودي الألماني، أظهرت أن حالتها خطيرة، ويجب إجراء تدخل جراحي سريع لإنقاذ الحمل، وبالتالي تمت الموافقة من جانب الـSOS International على التكفل بجميع تكاليف هذه العملية الجراحية والتكاليف الأخرى كالإقامة وتذاكر العودة للسويد وغيرها، على اعتبارها جهة دولية تقدم الدعم الطبي اللازم في حالات الطوارئ إضافة إلى تقديمها العديد من التعويضات الأخرى.
التأمين المنزلي وتأمين السفر
يوضح علاء أنه تواصل مع SOS International وكان على معرفة بأن شركة التأمين المنزلي في السويد قد تتحمل كافة التكاليف المادية بحالة التعرض لعارض طبي إن كان الشخص في دولة خارج الاتحاد الأوروبي، لكن الأمر اللازم لذلك هو أن تكون شركة التأمين على تواصل مع مكاتب الــSOS International في بلد الوجهة، ومحددة بشكل مسبق أسماء المشافي المعتمدة التي تتعاون مع هذه الجهة الدولية.
ويضيف: “غالبية شركات التأمين السويدية لديها تواصل مباشر مع مكاتب SOS International، لكن الأمر الذي يجب على الشخص مراجعته هو هل تأمين المنزل الذي لديه يشمل تأمين السفر أم أنه تأمين إضافي يجب على الشخص بنفسه أن يطلبه، وما هو حجم “حماية السفر” أو (Reseskydd) الذي تقدمه شركات التأمين للأشخاص المسجلين عندها، ولحسن الحظ في حالتي كان تأمين المنزل متضمن لتأمين السفر بشكل كاملاً أو كما تسميه شركة التأمين المُسجل عندها (Resklar)، لكن ما اخرنا قليلاً هو معرفة المشفى المعتمد من قبل هذه الجهة الدولية”.
يذكر علاء، أنه تم تحديد موعد عملية زوجته في الساعة السابعة صباحاً وكان قرر إجراء العملية في كل الأحوال لكن الموافقة على تحمل كافة نفقات العلاج والإقامة والسفر للسويد من قبل SOS International أتت قبل نصف ساعة فقط من موعد العملية، وبالتالي تحول هذه الجهة بشكل تلقائي ما يسمى “موافقة الدفع” لشركة التأمين في السويد، دون أن يدفع علاء شيئاً.
الأشخاص الذين تواصلوا مع علاء من جانب SOS International طلبوا منه توثيق كل شيء بما فيه مواعيد دخول زوجته العملية والحالة الصحية لها، حيث أنه يحق لشركة التأمين السويدية الاطلاع على كافة المراسلات التي جرت بينه وبين هذه الجهة بغرض التأكد من صدق الحالة، ولهذا يجب أن تكون كل التقارير الطبية مكتوبة رقمياً، وليس بخط اليد كما هو متعارف عليه في بعض الدول الأخرى.
وقد تتطلب بعض شركات التأمين أن يمتلك المُسافر (resebevis) أو (Reseintyg vid utlandsresa) كما تسميها شركات تأمين أخرى قبل موعد السفر، لأن هذه الوثيقة تظهر أن الشخص لديه تأميناً وحماية سفر في حالة حدوث أي شيء أثناء الرحلة. كما يجب أن توضح وثيقة السفر هذه المكان الذي يمكن التوجه إليه للحصول على رعاية مضمونة الجودة في حالة الإصابة بمرض أو أي أمر طارئ آخر أثناء الرحلة.
التكاليف الإجمالية
حوّل المكتب التابع لـ(SOS International) الذي تعامل معه علاء كل فواتير المستشفى والرعاية الصحية إلى شركة التأمين السويدية، ولم يتمكن علاء من الاطلاع عليها بشكل مباشر لكن وفقاً لتقديره فإن التكلفة الإجمالية لتذاكر السفر، والعملية الجراحية لزوجته، مع حجز الفندق قد تصل إلى نحو 15 ألف دولار (أكثر من 150 ألف كرون).
وقال: “تذاكر الطيران وحدها كانت نحو 40 ألف كرون، وتكلفة العلاج في هذا المشفى تتراوح بين 5 إلى 6 آلاف دولار وبالتالي يصل المبلغ مع الإقامة في الفندق إلى نحو 15 ألف دولار تقريباً”.
وعن الصعوبات، التي واجهت العائلة في بداية هذا الحادث، يقول علاء: ” في البداية أخذ الأمر بعض الوقت لمعرفة المستشفى الذي يجب إجراء العملية فيه. كما أنني طلبت من صديقي في السويد مساعدتي في الاتصال بالتأمين لأنني لم أتمكن من إجراء مكالمة دولية وأنا في دبي فكما هو معروف توجد فترة انتظار على الهاتف قد تصل إلى 15 دقيقة، وهذا الأمر لا يمكن إجراؤه ضمن لحظات التوتر التي عشناها، بينما التواصل مع مكاتب الـSOS International كان سريعاً لأنهم يعملون على مدار الساعة بشكل يومي، كل هذه التفاصيل التي حدثت معنا هي أمور مهمة يجب التفكير بها قبل السفر إلى دولة خارج الاتحاد الأوروبي حيث أن بطاقة التأمين الصحي “البطاقة الزرقاء” (EU-kortet från Försäkringskassan) ستصبح بلا قيمه في هذه اللحظة على اعتبار أن دبي خارج الاتحاد الأوروربي وهي مكان يسافر إلى كثيرون ممن يقيمون في دول أوروبا”.
أصبحت هبة بحالة جيدة الآن وتتابع حالتها الصحية وحالة جنينها في السويد بعد معالجتها في دبي وإلزامها بالبقاء هناك مدة 3 أيام بعد العملية للتأكد من أنها جاهزة للسفر.
قانون جديد من بداية 2025
أعلنت جميع شركات التأمين السويدية منذ مطلع العام الحالي أنه سيتم تطبيق قواعد جديدة على تغطية السفر المشمول بالتأمين المنزلي، حيث لا تنطبق حماية السفر على البلدان أو المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها، بغض النظر عن مستوى التحذير، وسيتم تطبيق هذه القواعد الجديدة اعتباراً من تاريخ تجديد تأمين المنزل، حتى لو تم تجديده أثناء رحلة قد قام بها الشخص بالفعل.
راما الشعباني