الكومبس – دولية: طغت خيبة كبيرة على تصريحات المسؤولين الغربيين في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بعد أن غيرت روسيا المعادلة على أرض أوكرانيا رغم تصريحاتها المتكررة باستعدادها مواصلة الحوار. فيما أعلن الرئيس الامريكي جو بايدن استعداده لإطلاق أولى العقوبات.
خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي إثر اعتراف موسكو باستقلال إقليمي لوهانسك ودونيتسك، المعروفتين بدونباس، هددت روسيا أوكرانيا بـ “عواقب شديدة الخطورة” في حال مضت كييف في “خطط عسكرية”.
وحمل فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، القيادة الأوكرانية المسؤولية عن تصعيد التوترات، معتبراً أن “رفض كييف القاطع” التحدث مباشرة مع قادة الانفصاليين في دونباس كان دليلاً على أن أوكرانيا “لا تعتزم الوفاء بالتزاماتها” في اتفاق مينسك، في إشارة إلى اتفاق أبرم بين روسيا وأوكرانيا العام 2015 لحل الصراع في منطقة دونباس.
ومع الاعتراف الروسي في دونباس، أمر الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال وحدات عسكرية إلى الإقليم كـ “قوات حفظ سلام”، في خطوة تؤكد المخاوف من اقتراب اجتياح وشيك باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف. وهو ما وصفته ألمانيا في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بأنه “يكشف” نية موسكو الحقيقية لدى أمرها بإرسال ما تسميه بقوات حفظ سلام إلى المنطقتين المذكورتين.
وقالت مندوبة ألمانيا لدى الأمم المتحدة أنتيه ليندرتزه للمجلس إن “روسيا أكدت مرارا أنها ليست طرفاً في الصراع (الأوكراني). ونزعت اليوم قناعها، وأظهرت أنها كانت (طرفاً) دوما”. وأضافت ليندرتزه “سنتخذ إجراءات صارمة وكافية إلى جانب حلفائنا وشركائنا في ردّ فعل تجاه انتهاك روسيا للقانون الدولي الذي ستكون له تبعات اقتصادية وسياسية وجيواستراتيجية خطيرة”. وفق ما نقلت DW.
“قوات احتلال”
وطالبت كييف موسكو بالتراجع عن هذه الخطوة وقال مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، خلال الاجتماع “نطالب روسيا بإلغاء قرار الاعتراف، والعودة إلى طاولة المفاوضات”. وأضاف “ندين أمر نشر قوات احتلال روسية إضافية في أراضي أوكرانيا. ونطالب بانسحاب فوري وكامل لقوات الاحتلال”.
ولفت إلى أوجه التشابه بين قرار موسكو أمس بشأن الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك بما قامت به أيضا العام 2008، عندما انفصلت منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا.
وكانت روسيا اعترفت بالمنطقتين كدولتين مستقلتين العام 2008، بعد حرب شهدتها جورجيا. وأتاح الاعتراف لموسكو بنشر آلاف الجنود هناك.
“ذريعة للحرب”
وفي انتظار ما سيقوم به الغرب من خطوات تجاه موسكو لحثها على التراجع، ركزت مداخلات مندوبي الدول الغربية في اجتماع مجلس الأمن على التنديد بالخطوة الروسية باعتبارها “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وذريعة للحرب”.
وسخرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد من تأكيد بوتين أن القوات الروسية قوات “حفظ السلام”. وقالت “إنه يدعوها قوات حفظ سلام. هذا هراء. نحن نعرف ما هي حقيقة هذه القوات”.
وجاءت تعليقاتها قبيل تصريح أدلى به متحدث باسم البيت الأبيض لوكالة فرانس برس، قال فيه إن واشنطن تعتزم الثلاثاء فرض عقوبات على موسكو.
أما السفيرة البريطانية باربرا وودوارد فقالت إن المجلس يجب أن يكون متحداً في حض روسيا على “خفض التصعيد” و”احترام التزاماتها”. وأضافت “لقد جرتنا روسيا إلى حافة الهاوية. نحض روسيا على التراجع الى الوراء”.
وكانت موسكو التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن منذ بداية فبراير، تريد عقد جلسة مغلقة لكن واشنطن عارضت ذلك.
حذر صيني
وحضت الصين “جميع الأطراف” على ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد في الأزمة الأوكرانية. ودعت خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى حل دبلوماسي.
وقال تشانغ جون سفير الصين لدى الأمم المتحدة “على جميع الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه تأجيج التوتر. نرحب بكل جهد للتوصل الى حل دبلوماسي ونشجعه”.
(أ ف ب، د ب أ، رويترز)