الكومبس ـ خاص: “أنا راضٍ جداً … لم أحقق حلماً فقط بل كان تحد بالنسبة لي وهو أن أكون أو لا أكون في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي مررت بها، لقد حققت إنجازاً”، هذا ما قاله الشاب، خالد محجازي للكومبس، بعد أن حقق هو وزوجته، هند دكة، طموحهما في الحصول على شهادة كومبيوتر في نفس الدفعة من جامعة هالمستاد.
اضطر خالد البالغ من العمر 30 عاماً للسفر للسويد عام 2014 نتيجة ظروف الحرب وكانت تلك بداية رحلة طويلة له من التحديات. حيث بدأ بداية كمتطوع مع الصليب الأحمر السويدي ليستغل الوقت في تعلّم اللغة حتى يحين موعد حصوله على الإقامة.
درس خالد اللغة السويدية في أفيستا بمقاطعة دالارنا وأنهاها خلال شهرين. وبعد أن أنهى المرحلة التأسيسية في اللغة السويدية عمل كمساعد مدرس في المدرسة نفسها وذلك بدعم من معلمته ومديرة المدرسة اللتين رافقتاه ودعمتاه طيلة مشواره في السويد، وخاصة أن الحاجة كانت لمساعدة الطلاب الجدد الذين لا يعرفون اللغة وفي هذه الأثناء كانت خطيبته هند البالغة من العمر 27 عاماً في سوريا.
يقول خالد: حصلت على الإقامة السويدية وأصبحت عند مفرق طريقين فإما أن أدرس لأحقق حلمي وذلك سيحتاج وقت لأن دراستي في سوريا كانت أدب عربي وشهادتي الثانوية أدبي وبذلك أحتاج لدراسة المزيد من المواد ليتم قبولي في فرع هندسة الكومبيوتر أو أن أعمل بعقد عمل مئة بالمئة والذي كان أحد شروط مصلحة الهجرة حتى أستطيع أن أقوم بلم شمل لخطيبتي هند.
ما فعله خالد هو أنه اختار الطريقين معاً أي أنه عمل بعقد عمل ثابت خلال أيام الأسبوع إلى جانب الدراسة عن بعد، حيث كان يدرس كل يوم ليلاً وخلال أيام العطل حتى أنهى كل المواد المطلوبة لقبوله في الجامعة.
استطاع خالد أن يلّم شمل هند والتي قدمت من سوريا عام 2018 وتزوجا في السويد وبدأت هي أيضاً بمرحلة تعلّم اللغة و من ثم عملت كمعلمة مساعدة ستة أشهر حتى تم قبولها بالجامعة.
يقول خالد: حلمي كان أن أدرس هندسة الكومبيوتر منذ أن كنت في سوريا لكن وضعي العائلي والظروف الصعبة التي كنت أعيشها والتحديات الكبيرة التي تعرّضت لها حالت أن أختار فرعاً آخر، بينما هنا في السويد فالأوضاع ملائمة من سكن وظروف أخرى وخاصة أن هند كانت الداعم الأكبر لي على مدى سنوات عدة إضافة لمساعدتي في دراسة المواد لذلك استطعت تحقيق حلمي. وهكذا قمنا أنا وهند بدراسة هندسة الكومبيوتر معاً حيث أخذت إجازة من عملي في “البيلتما” لأتفرغ للدراسة.
تقول زوجته هند: خلال سنة وثمانية أشهر استطعت أن أنهي دراسة اللغة وكل المطلوب لدخول الجامعة والطريق بالطبع لم تكن سهلة وخاصة بالنسبة للغة السويدية، لكن خالد كان الداعم والمساند لي فلولاه لا أتوقع أنني كنت أستطيع تخطي كل هذه المراحل.
لم تكن الطريق سهلة أمام الزوجين هند وخالد، ولكن تعاونهما ومحاولتهما لتحدي كافة الصعوبات ومساندتهما بعضهما لبعض مكنتهما من التخرّج من الجامعة بعلامات عالية وبالتالي حصول خالد على عقد عمل على الفور في يوتيبوري، حيث سيبدأ به في سبتمبر وهو مستمر في عمله الآن في البيلتيما حتى ذلك الوقت.
يقول خالد “ما حدث معي ليس حلماً بل أكثر من حلم فهو إنجاز وأنا على يقين أن ما مررت به من ظروف وتحديات كان دافعاً لي لأنجز أكثر و أتحدى أكثر لأنني أردت التخلص من الوضع الذي كنت أعيشه.”
يختم خالد حديثه مع الكومبس :أحلامي لن تقف هنا بل سأتابع حتى أصبح مدير في إحدى الشركات وبالطبع أنا مدين بالشكر للسويد التي قدّمت لي الكثير وحان الوقت أن أرد الجميل.
ريم لحدو