تحذيرات من وصوله إلى أيدي المراهقين والشبان: انتشار تعاطي عقار طبي بالسوق السوداء في السويد

: 3/31/16, 12:22 PM
Updated: 3/31/16, 12:22 PM
تحذيرات من وصوله إلى أيدي المراهقين والشبان: انتشار تعاطي عقار طبي بالسوق السوداء في السويد

الكومبس – تحقيقات: وصلت “الكومبس” رسائل من قبل عدد من القراء، تطلب تناول خطورة انتشار ظاهرة قد تكون جديدة، في أوساط الشباب، وهي استخدام دواء يدعى Tramadol المسكن، بدون وصفة طبيب كنوع من أنوع الإدمان، وذلك بعد الحصول عليها في السوق السوداء.

وبحسب المعلومات التي وصلتنا، فأن تكلفة شراء الدواء بالسوق السوداء تبلغ 1400 كرون، فيما لا يزيد سعره في الصيدليات عن 350 كرون! ولا تقف الخطورة عند هذا الحد فقط، بل أن الإدمان على تعاطي هذا المسكن، لا يقل خطورة عن إدمان تعاطي المخدرات بشكل عام، خاصة أنه مشتق من مشتقات مادة المورفين المخدرة.

الكومبس اتصلت بالدكتور زياد يانس المختص بالطب النفسي في السويد لتوضيح مخاطر انتشار هذا العقار خاصة في أوساط الشبان، والذي أكد أن هذا الدواء هو أحد مشتقات مادة المورفين المخدرة، وأن هذا الدواء يتواجد على شكل كبسولات، من فئة 50 و 100 مليغرام، هو مُسكن مركزي للألم، ويُصف للمرضى في حالات الآلام المزمنة خاصة الأمراض المرتبطة بالجهاز الحركي، كآلام الظهر والمفاصل والعمود الفقري، ويتوفر بشكل أكثر من أدوية المورفين بحد ذاته، لسببين، الأول أنه غير مشمول بالأدوية المصنفة ضمن المخدرات والثاني لوسع شريحة المرضى الذين يتعاطونه، قياساً مع إجمالي عدد المرضى بشكل عام، وهذا ما يجعل من السهل الوصول إليه كدواء مسكن.

وبحسب موقع الدليل الصحي السويدي 1177، فأن مخاطر الإدمان عليه تكون أقل بكثير في حال تناوله وفقاً لإرشادات الطبيب والجرعة الموصي بها.

مخاطر الإدمان على “الترامادول” قد تكون أخطر من الإدمان على المورفين:

وبحسب د. يانس، فأن أضرار الإدمان على دواء “الترامادول” لا تختلف إطلاقاً عن أضرار المورفين، لكن الجانب الأكثر خطورة هو التأثير بطريقة أبطأ، ومن أهم آثاره الجانبية: الغثيان والدوار، الآم في المعدة، ارتفاع مستوى السكر في الدم، نقص التركيز في الإداء الحركي والجنسي والتفكير بشكل منطقي، والأهم من ذلك أنه يعمل على تأخير تطور المدارك الحسية ويؤثر على علاقة الشخص بمحيطه الاجتماعي الخارجي، ما يعني أن الإفراط في تناوله قد يحجم من تطور قدرات الفرد الاجتماعية والنفسية والإخلال بعلاقته مع محيطه.

يتسبب تناول جرعة زائدة من الترامادول (تزيد عن 400 مليغرام ضمن الجرعة الواحد) على المدى الطويل، بانهيار متبوع بتقلصات عضلية كبيرة في حالة تشبه عرضياً الصرع، لذا لا ينصح بأخذ جرعات تفوق 400 مليغرام خلال اليوم الواحد، من قبل طبيب بطبيعة الحال.

حبوب-منع-الحمل1

المدمنون يحصلون عليه في السوق السوداء

وحول كيفية وصول الدواء الى السوق السوداء، رغم أن الحصول عليه لا يتم بغير وصفة طبية، يقول الدكتور يانس: “إن الآلام المرتبطة بالجهاز الحركي والعمود الفقري، اي الآلام غير العضوية والناتجة عن الجهاز العصبي، غير قابلة للقياس من قبل الأطباء، بل هي أعراض يحس حجمها المريض نفسه، كما أنها غير قابلة للتحليل والتشخيص ويعتمد الطبيب في وصفه الادوية المسكنة للمريض على حجم الألم الذي يصفه المريض بنفسه للطبيب “.

ويوضح: ” هناك من الأشخاص من نطلق عليهم بـ الآلميين، أي الذين يدعون الألم أو يبالغون في وصفه، ولأن موضوع الألم في الجهاز الحركي بشكل خاص، موضوع شخصي لا يمكن للطبيب البت فيه ومعرفة قوته، فأن الكثير من الأشخاص من هذا النوع يتمكنون من الحصول على الدواء بدون أن تكون لهم حاجة فعلية له، وهذا ما يؤدي الى انتشاره وتداوله في السوق السوداء”.

وبحسب د. يانس، فأن الأشخاص المذكورين يعملون على إقناع الأطباء بقوة الآمهم من خلال ما يبدونه من سلوكيات أثناء زيارتهم للطبيب او أنهم يعكسون سلوكاً يكونوا قد تعلموه من محيطهم، بهدف الحصول الدواء وبالتالي بيعه في السوق السوداء.

ضرورة الانتباه إلى المراهقين والشبان ممن يبحثون عن Tramadol

وكما سبق أن ذكرنا فإن تأثير الإدمان على الترامادول لا يختلف عن تأثير الإدمان على تعاطي المواد المخدرة الفعلية كالمورفين والهيروين ومشتقاتهما، بحسب الدكتور يانس، فإن المدمنين على الترامادول هم أولاً مدمنين على كافة مشتقات المورفين وعند عدم توفر الأخير في الأسواق، يلجؤون الى الترامادول، موضحاً أن جميع الادوية المنومة والمسكنة المركزية لديها نفس آليات العمل في العموم، محذرا من تعاطيها، دون وصفات وإشراف طبي. ومن هنا يجب أن ينتبه الأهل والأصدقاء والعاملين في المدارس إلى سلوك بعض المراهقين والشبان ممكن يسهل انزلاقهم إلى تقليد الآخرين وحل مشاكلهم الشخصية عن طريق جرعات من دواء هو بالأصل مخدر ومن المخدرات الفتاكة، إذا استعمل بغير اشراف من الطبيب.

لينا سياوش

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.