الكومبس – أوروبية: تحقيق أجرته جامعة هولندية رصد أكثر من 40 عملية استخباراتية روسية في أوروبا خلال عام 2024. بينما وللمقارنة لم تسجل في عام 2021 أي قبل غزو أوكرانيا سوى ثلاث عمليات فقط. وهو ما دقع القائمون على التحقيق إلى دقّ ناقوس الخطر.
قائمة عمليات الاستخبارات الروسية في أوروبا تطول أكثر فأكثر، فهي وفقاً لخبراء تشمل أعمال تخريب وحملة دعاية مظللة موالية لروسيا، بل وحتى عمليات قتل. فمنذ بداية الحرب العدوانية على أوكرانيا في فبراير 2022، تمّ إحصاء المزيد من الحالات حسب تحقيق أجري في جامعة ليدن. واعتبر بارت شورمان، مدير مجموعة أبحاث الإرهاب والعنف السياسي في الجامعة الهولندية والمشرف أيضا عن هذه الدراسة أن ما خلص إليه فريقه بمثابة “جرس إنذار” للسياسيين في أوروبا.
وقال إن روسيا ليست مسؤولة فقط عن “الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية الأوروبية للطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية”، بل أيضا عن “الهجمات الإرهابية على الطيران المدني والتهديدات التي تتعرض لها المرافق العامة والتي يمكنها أن تعرض حياة آلاف الأشخاص للخطر”.
يُظهر هجوم الحرق المتعمد على حاوية شحن جوي تابعة لشركة الخدمات اللوجستية الألمانية “دي إتش إل” قبل وقت قصير من تحميلها على متن إحدى الطائرات أن العقول المدبرة الروسية المشتبه في وقوفها وراء الهجوم مستعدة للمخاطرة بحياة المدنيين. وكما كان الحال في الحرب الباردة، فإن روسيا تستخدم مجموعة كاملة من التدابير الاستخباراتية، كما يقول غيرهارد كونراد، العميل السابق في جهاز الاستخبارات الألمانية في مقابلة مع DW. ويتابع بأن الأمر يتعلق بـ “زعزعة الاستقرار” بالإضافة إلى “التجسس على أهداف ذات صلة عسكريا”.
أسلوب جديد: تجنيد عملاء “يمكن التخلص منهم”
موظف المخابرات السابق هو اليوم عضو في مجلس إدارة “نادي الحوار الاستخباراتي (Gesprächskreis Nachrichtendienste)” الألماني. وهو فضاء يتيح للأعضاء التحدث بدون قيود كانت مفروضة خلال فترات الخدمة.
ويوضح كونراد عن وجود أسلوب جديد للاستخبارات الروسية بالاعتماد على “عملاء يمكن التخلص منهم” . وغالبا ما يكون هؤلاء متعاطفين مع روسيا يتم تجنيدهم من داخل دول الاتحاد الأوروبي مقابل مبالغ مالية من أجل إحداث اضطرابات. وإذا تم اكتشاف أمرهم، فإن الضرر الذي قد يلحق بالأجهزة الروسية سوف يكون في حده الأدنى. كما باتت روسيا حسب الخبير تقوم بتحنيد عملاء هواة للتجسس على المواقع العسكرية.
تهديد متزايد من روسيا منذ عام 2014
ويقول كونراد إن التهديد المتزايد من روسيا كان معروفا “ليس فقط منذ عام 2022″، بل منذ عام 2014 على أبعد تقدير. وهي السنة التي ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في أعقاب ثورة الميدان المؤيدة لأوروبا وأرسلت جنودها إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
الموظف السابق في جهاز الاستخبارات الألمانية كونراد مقتنع بأن على الناس في أوروبا أن يدركوا أن التهديد الروسي “لن ينتهي غدًا”، ويحث ألمانيا وأوروبا على الاستعداد لـ “دفاع طويل الأمد ضد التهديدات الهجينة”. ولا يتعين على دول الاتحاد الأوروبي أن تسلح نفسها عسكريا فحسب، بل استخباراتيا أيضا. و”للقيام بذلك تحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية والإمكانات التقنية والقانونية”، كما يوضح كونراد، مشددا أنها “الطريقة الوحيدة” لرصد الهجمات الروسية الهجينة في مرحلة مبكرة.
أعده للعربية: م.أ.م
ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW