حملات التأثير

تحقيق صحفي سويدي: الجزيرة تنشر الشائعات ضد السويد

: 9/15/23, 4:30 PM
Updated: 9/15/23, 4:38 PM
البرنامج الذي شارك فيه الأستاذ في جامعة أوبسالا ستين فيدمالم على قناة الجزيرة
البرنامج الذي شارك فيه الأستاذ في جامعة أوبسالا ستين فيدمالم على قناة الجزيرة

الكومبس – ستوكهولم: نشرت صحيفة Sydsvenskan السويدية، اليوم الجمعة تقريراً مطولاً عن تحقيق صحفي حول دور قناة الجزيرة القطرية في ما أسمته “نشر الشائعات” ضد السويد. التحقيق الذي شاركت فيه أيضاً صحيفة HD اعتمد على مساعدة الذكاء الاصطناعي في رصد ومراجعة المواد التي تبثها القناة خاصة المتعلقة بالسويد. وحسب الصحيفتين ووفقاً لنتائج البحث والمراجعة تبين أن الجزيرة تنشر مراراً وتكراراً معلومات مضللة وغير صحيحة عن السويد. ومع أن القناة تحاول أن تظهر بمظهر الجهة المحايدة، وتستضيف سياسيين وخبراء لمناقشة المواضيع المتعلقة بالسويد، فإن هذه الاستضافة تتحول أمام جمهور من ملايين المتابعين، إلى مبارزة سياسية مليئة بالمعلومات الخاطئة حول السويد. حسب تعبير الصحيفة.

يقول ستين فيدمالم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوبسالا، الذي ظهر بمقابلة في بث على قناة الجزيرة يوم 20 يوليو من هذا العام “أثناء إجراء المقابلة، لم يتم التركيز على موضوع حرية التعبير. لقد تم طرح هذا الموضوع في البداية، لكن كل شيء سرعان ما تحول إلى اتهامات”.

مقابلة ستين فيدمالم هي واحدة من مئات المنشورات على قناة الجزيرة العربية حول السويد منذ بداية العام 2022. واختار التحقيق الصحفي السويدي 100 مقال منها حول السويد، وباستخدام أداة الذكاء الاصطناعي Chat GPT أظهرت النتائج أن تقارير الجزيرة عن السويد تركز بشكل شبه حصري على ثلاثة موضوعات: حرق المصحف، وأزمة الناتو، والادعاءات بأن الخدمات الاجتماعية (السوسيال) تختطف بشكل منهجي أطفالاً مسلمين.

ولفت التحقيق إلى أن الجزيرة في كل هذه المواضيع لم تمنح وجهة النظر السويدية سوى مساحة صغيرة جداً، في حين منحت المساحة الأكبر للضيوف الذين ينشرون “نظريات المؤامرة والأخبار المزيفة”، بحيث أصبح الأمر مكرراً وشائعاً، خصوصاً أن الجزيرة هي واحدة من أكبر شركات الإعلام في العالم العربي، حيث تصل موادها إلى 430 مليون أسرة في أكثر من 150 دولة.

وأكدت الصحيفتان السويديتان أنهما قامتا بالاتصال بممثلين للجزيرة في عدة مناسبات، لكنهم اختاروا عدم الرد على أسئلة المتصلين.

وشارك ستين فيدمالم في برنامج الجزيرة الإخباري في نهاية شهر يوليو. وروى كيف حاول الرد على “اتهامات باطلة” للسويد من ضيف آخر اسمه صلاح القادري الذي قدمته الجزيرة كباحث في الشؤون الإسلامية والعربية.

وقال صلاح القادري في البرنامج إن أطفال المسلمين أصبحوا “سلعة” للخدمات الاجتماعية في السويد، وأنه بإمكانك حرق المصحف في السويد، لكن ليس بإمكانك حرق العلم السويدي أو علم المثليين، معتبراً ذلك “دليلاً على أن السويد دولة معادية للإسلام”.

قرر مقاطعة القناة

وقال فيدمالم إنه أمام هذه الادعاءات حاول شرح الفرق بين التحريض على مجموعة عرقية أو دينية، مثل المسلمين أو المثليين، وعلى حرق شيء ما، مثل الأعلام والكتب المقدسة. وتساءل فيدمالم “نعم هناك جرائم كراهية ضد مختلف الأقليات الدينية والعرقية في السويد. ليس هناك شك في ذلك. ولكن إذا كان الجميع في السويد كارهين للإسلام، فلماذا نستقبل اللاجئين أولاً ثم نخطف أطفالهم؟”..

بعد المقابلة التلفزيونية، شعر الأستاذ في جامعة أوبسالا أن ما كان المقصود منه الغوص العميق في موقف السويد بشأن حرية التعبير قد تحول إلى مواجهة دراماتيكية على الهواء مباشرة، وشعر أن هناك نقصاً في الاهتمام حول كيف كان يجب أن تسير الأمور في المقابلة. وبعد هذا المقال نشرت الجزيرة مقالاً على موقعها كررت فيه اتهامات صلاح القادري ضد السويد.

وبعد المقابلة الثانية، قرر فيدمالم التوقف عن المشاركة في برامج الجزيرة، معللاً “قاطعوني مرات عدة، وكان من الصعب جداً إجراء حوار، المقابل لي شخص ليس لديه أي فكرة عن السويد وما يجري فيها وهو فقط مشحون بشكل كبير بالدعاية. كان انطباعي أنهم أحضروا هذا الشخص الذي يدعى صلاح القادري من فرنسا فقط ليكرر كل هذه الاتهامات بازدواجية المعايير”.

وذكرت “سيد سفينسكان” أنه تبين أن صلاح القادري يعمل في مؤسسة خاصة لتعليم المسلمين لصالح أئمة في فرنسا. وقال في البث التلفزيوني “أريد أن أذكّر بالتدخلات الظالمة ضد المئات، إن لم يكن الآلاف، من العائلات المسلمة المهاجرة في السويد، والتي أصبح أطفالها سلعة للخدمات الاجتماعية”.

وأكد ستين فيدمالم أنه حتى عندما تتم دعوة خبراء سويديين، فإن “المحتوى يكون مضللاً”.

تقرير الصحيفة السويدية تضمن مقابلة مع محمد المحفلي وهو باحث مساعد في جامعة مالمو وكان سابقا أستاذاً للدراسات الأدبية العربية في جامعة حضرموت في اليمن، ووفقاً للمحفلي فإن الجزيرة جزء من السياسة الخارجية لقطر، ورسالتها باللغة العربية تختلف بشكل واضح عن تلك التي تبثها قناتها الإنجليزية. مضيفاً “عندما تأسست الجزيرة عام 1996، كان هناك طموح معين لممارسة العمل الصحفي فعلياً. وحتى اليوم، قد تكون قناة الجزيرة أفضل قليلاً من القنوات العربية الأخرى المملوكة للدول. لكن من الواضح أنهم يمارسون الصحافة الأيديولوجية”.

“الجزيرة لم تهتم بالمسلمين الإيغور في الصين

تقرير الصحيفة السويدية لفت إلى أن الجزيرة نقلت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 29 يونيو قوله “عاجلاً أم آجلا سنعلّم ممثلي الغطرسة الغربية أنه ليس من حرية التعبير إهانة المسلمين”. كما نقلت عن المتحدث باسم السياسة الخارجية الصينية وانغ وين أثناء مؤتمر صحفي في بكين في أبريل الماضي قوله “يجب ألا تصبح حرية التعبير ذريعة للتمييز العنصري أو تقسيم المجتمع (..) نأمل أن تحترم السويد المعتقدات الدينية للأقليات، بما في ذلك المسلمين”.

فيما لم تنشر الجزيرة خلال الفترة نفسها -منذ بداية عام 2022- سوى عشرة مقالات تتناول أو تذكر اضطهاد الصين لأقلية الإيغور المسلمة على موقعها، حسب تحقيق الصحيفتين.

“السويد لا تمنح تصاريح إلا لحرق المصحف”

واستعرض التحقيق عدداً من المعلومات “الكاذبة” و”المغالطات” وقعت فيها الجزيرة عند نقلها الأخبار والتقارير عن السويد، مثل الإصرار على أن السويد لا تعطي تصاريح لحرق أعلام المثليين والدول الأخرى أو الكتب المقدسة، وأنها تتقصد فقط ما يخص المسلمين.

وفي مقطع فيديو على حساب الجزيرة باللغة العربية على موقع X (تويتر)، ذكرت القناة القطرية أن السويد رفضت منح متظاهر سوري تصريحاً بحرق التوراة. واعتبر التحقيق الصحفي أن هذه المعلومات “مضللة وغير صحيحة”، لأن التصريح الذي منحته الشرطة السويدية للشاب السوري هو نفس التصاريح التي تمنحها للآخرين مثل سلوان موميكا وغيره، لكن الشاب الذي اتيحت له نفس فرصة حارقي المصحف، ومع أنه لم يكن بطبيعة الحال ينوي حرق التوراة اعتقد أن التصريح يجب أن يتضمن عبارة السماح بحرق التوراة، وهذا شيء لا تكتبه الشرطة عادة ولم تكتبه لغيره من قبل.

السوسيال أعطى طفلة مسلمة لعائلة مثلية الجنس”

وبحسب التحقيق الصحفي فإن قناة الجزيرة العربية نشرت على اليوتيوب في نوفمبر 2022 خبراً كاذباً مفاده أن طفلة مسلمة “وقعت ضحية” عندما أعطت الخدمات الاجتماعية حق رعايتها لزوجين سويديين مثليين، فيما قامت HD وSydsvenskan بالتحقق من صحة القضية العام الماضي، وتبين أن الفتاة لا تنحدر من عائلة مسلمة، وأنها سويدية العرق، وأن الأم البيولوجية للطفلة هي من وافقت على رعاية الزوجين المثليين للابنة لأن الأم لا تستطع أن تفعل ذلك بنفسها (الكومبس كانت أول من اكتشف هذه الحقيقة ونشر عنها، ما دفع الجزيرة لتعديل الفيديو).

Source: www.sydsvenskan.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.