تحليل إخباري.. البحث عن بالمه لا عن قاتله

: 6/10/20, 6:08 PM
Updated: 2/28/24, 3:08 PM

Foto: Claudio Bresciani / TT / Kod 10090
Foto: Claudio Bresciani / TT / Kod 10090

الكومبس – خاص: لم تُهل السويد التراب على قضية بالمه، رغم تقديم المحققين رواية قالوا إنها الأقرب للحقيقة، ورغم تسمية القاتل المحتمل.

من قتل بالمه؟ ظل السؤال يتردد طيلة 34 عاماً. وكان للسؤال أكثر من صدى. هل كان القاتل واحداً أم دولة أم خطاب كراهية؟ وهل كان المقتول بالمه أم دفاعه عن المساواة في السويد أم مناصرته للتحرر في العالم؟

بقي السؤال معلّقاً، حتى بعد الكشف عن القاتل المفترض. تقنياً، يبحث الجميع عن أدلة دامغة. وحقيقةً فإنهم يبحثون عن بالمه نفسه.

“خطاب الكراهية الذي قتله مازال منتشراً اليوم”، هكذا قال ابنه هرباً من جراح الشخص إلى جراح الشعب. وهذا ما أحب السويديون بالمه لأجله.

كانت المساواة بين البشر، وبين الجنسين، والتصدي لكراهية الأجانب عناوين لشخصية بالمه.

عرفه الفلسطينيون مناصراً لقضيتهم حين كان العالم يراهم إرهابيين. وعرفه الجنوب إفريقيون مناهضاً للفصل العنصري حين كانت العنصرية عادة. وعرفه الفيتناميون حين انتقد القصف الأمريكي بصوت عال. وعرفه التشيكيون حين انتقد غزو الاتحاد السوفييتي. وبالمقابل كان للرجل أعداء كثر.

“لقد أخذ بالمه السويد إلى العالم وأخذ العالم إلى السويد” يكتب رئيس الوزراء ستيفان لوفين على فيسبوك اليوم.

لقد تدخل في العالم أكثر مما ينبغي، يعتقد أنصار نظريات المؤامرة الكثيرة حول مقتله.

والمؤامرة نفسها كانت حاضرة اليوم. فهذا هو القاتل “ولا أدلة لدينا على مؤامرة”، لكننا “لا نستبعدها”. جملة ستبقي الأفق مفتوحاً لكتب وتحليلات لا نهاية لها، مرةً عن إسرائيل كقاتل محتمل، وأخرى عن بقايا نظام الفصل العنصري، وثالثة عن الإمبريالية.. وغيرها.

لم يكن أعدء الرجل في الداخل أقل عدداً. زاد بالمه قوة النقابات العمالية ووسّع كثيراً الرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي، وسحب السلطات من النظام الملكي.

غير أن بالمه كان يقول “لست نادماً، لأني مضطر للتحدث بصوت عال لجعل كل شخص في هذا العالم يسمع. لا يمكنني السكوت عن هذه القضايا ولا أحد يستطيع إجباري”.

في وسط ستوكهولم أسكتته رصاصة، ظلت السويد تبحث عن صاحبها طويلاً. دفعت كثيراً من الوقت والمال والجهد لتحصل على إجابة. أما وقد حصلت عليها اليوم فإنها ستستمر في البحث عن بالمه نفسه.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.