الكومبس – ستوكهولم: تبدو المناقشة حول عضوية السويد في حلف الناتو، أحيانًا، وكأنها قضية أبدية، في السياسة السويدية، برأي المحلل السياسي في التلفزيون السويدي، ماتس كنوتسون، الذي أوضح أن الحديث عن هذا الموضوع، يعاد ويثار في كل مرة يتم فيها الإبلاغ عن أوجه قصور في قدرات الدفاع السويدية، أو حين تندلع أزمات دولية كتلك التي حدثت في أوكرانيا.

وأظهر استطلاع لمركز نوفوس، زيادة كبيرة في نسبة السويديين، الذين يريدون أن تصبح بلادهم عضوا في الناتو. فمقارنة بالشهر الماضي، كانت الزيادة أربع نقاط مئوية، من 37 إلى 41 في المئة، أما نسبة الذين قالوا لا فهي لم تتغير وبقيت عند، 35 في المئة، فيما انخفضت نسبة المترددين من 28 إلى 24 في المئة.

واعتبر المحلل السياسي، أنه قد يكون لنتائج الهجوم على أوكرانيا تأثيرات مستمرة على النقاش السويدي حول عضوية حلف شمال الأطلسي.

ويعتقد أنصار عضوية السويد في الحلف، أن التعاون مع الناتو كعضوٍ كاملٍ، يعد فرقًا جوهريًا. فبرأي هؤلاء، فقط العضوية الكاملة تضمن الحماية الكاملة.

وتعتقد الحكومة والاشتراكيون الديمقراطيون، الذين يقولون “لا” لعضوية الناتو، أن التعاون المتطور كافٍ، وأن حرية السويد في التعاون مع التحالف يجب أن تستمر.

وبرأي كنوتسون، مع حقيقة أن أوكرانيا لا تتلقى أي دعم عسكري من العالم الخارجي والناتو، وأن عليها أن تواجه الهجوم الروسي منفردة، فمن المحتمل أن يستخدم دعاة الناتو في السويد هذه الحقيقة كحجة مفادها، أن السويد يجب أن تنضم للناتو، وأنه خلاف ذلك، لا يمكن التأكد تمامًا من تلقي المساعدة في حالة وقوع هجوم.

من ناحية أخرى، يرى المحلل السياسي، أنه مع محاولة الجيش الروسي على قدم وساق، إخضاع أوكرانيا، فإن الأحزاب البرلمانية السويدية حريصة على كبح النقاش السياسي حول القضايا المتعلقة بالخيارات الأساسية للسياسة الخارجية السويدية، باعتبار أنه في حالات الأزمات، من المهم إظهار جبهة داخلية موحدة للعالم الخارجي.

ويشير الكاتب، إلى وجود حالة مختلفة وجديدة قد تؤثر على إمكانية أن تتضاءل رغبة الناخب السويدي بالانضمام إلى الناتو بعد انتهاء الحرب على أوكرانيا، وهذه الحالة تتمثل في أن روسيا وبوتين، هذه المرة، أظهرا بطريقة جديدة موقفًا عدوانيًا لا يمكن التحكم فيه تجاه دولة مجاورة، كما أن موسكو هددت العالم بشكل علني بأسلحتها النووية، وهذا برأي الكاتب، ما قد يخلق بشكل أساسي، وضعًا جديدًا للسياسة الأمنية في السويد، ويمكنه أيضًا في الخطوة التالية تغيير وجهة النظر السويدية بشأن الحاجة إلى عضوية السويد في الناتو.