مكتب العمل يقول لعلي: إترك المدرسة وأبحث عن عمل !
يقول علي لـ الكومبس إنه في البداية وقبل وصول عائلته الى السويد كان يحصل على تعويضات من” السوسيال" الشؤون الاجتماعية ومن CSN لجنة الدعم الدراسي السويدي، لكي يكمل دراسة اللغة السويدية ومتابعة تعليمه.
مجموع المبالغ التي كان علي يتقاضاها على شكل مساعدة اجتماعية ومساعدة دراسة، وقدرها 4500 كرون كانت تعتبر كافية، إلى حد ما بالنسبة، لتغطية تكاليف المعيشة، إلا أن "السوسيال" أوقف المساعدة التي كان يمنحها له بعد قدوم والده.
وفقا لعلي فإن مكتب العمل أجابه أن الحل هو بترك المدرسة والبحث عن عمل مبينا أنه يريد متابعة دراسته لحين إتقان اللغة السويدية ودخوله الجامعة حيث انه لا يرغب بالعمل حاليا نتيجة استغلال أصحاب العمل للقادمين الجدد وخاصة الذين لا يتقنون اللغة السويدية جيدا. متمنيا أن تتم معاملته معاملة الشاب السويدي عند بلوغه سن 18 حيث يعتبر بالغا ولم تعد عائلته مسؤولة عنه.
حنان: فرص العمل قليلة لانني لا أتكلم السويدية
مثال آخر ولكن هذه المرة لفتاة اسمها حنان العايدي-18 عاما -موجودة في السويد منذ مدة قصيرة ولم تحصل على أي مساعدة مالية منذ حصولها على الإقامة.
حنان سألت مكتب العمل لمعرفة وضعها وكيف ستتم معاملتها فكانت الإجابة: إن مساعدة الترسيخ لا تمنح لهذه الفئة العمرية القادمة مع عائلتها.
حنان حاولت ان تحل مشكلة الحصول على تعويضات للتمكن من متابعة دراستها بطريقة أخرى، فلجأت إلى تقديم طلب إلى لجنة CSN إلا أنها عادت إلى المربع الأول حيث طلبت اللجنة منها أن تكون مسجلة أولا في SFI مع العلم أنها قدمت طلبا للتسجيل ولم يأتيها الرد إلى حد الآن.
حنان تقول إنها تستطيع أن تضحي بوقتها الذي كانت تنوي تخصيصه للدراسة للحصول على العمل، لأنها تريد ان تساعد عائلتها، إلا أن فرص العمل المتاحة لها قليلا جدا لأنها لا تتكلم السويدية.
مرشد لوتس: المشكلة حقيقية يعاني منها من لا يرغب السكن مع عائلته
للاطلاع أكثر على هذه المشكلة تحدثنا مع مرشد الترسيخ (اللوتس) عبد الله الأمين الذي أكد أن هذه الحالة تعد فعلا مشكلة حقيقية لهؤلاء الأشخاص وخاصة أولئك الذين لا يرغبون بالسكن مع ذويهم.
يقول من تجربته إنه قدم طلبات لكل من مكتب العمل و"السوسيال" والبلدية من أجل مساعدة شاب قادم مع أهله لكنه يعيش بعيدا عنهم ولديه عنوان مختلف عن عنوان عائلته إلا أنهم رفضوا طلبات المساعدة مبررين ذلك بأن القانون ينص على أن رعاية هذه الفئة هي من مسؤولية الأهل، لأن الأهل ملزمين بتقديم الدعم المادي لأولادهم.
المرشد عبد الله ذكر أيضا أن مكتب العمل نصح هؤلاء الشبان بالبحث عن العمل، متجاهلا رغبة البعض بمتابعة تعليمهم بالإضافة إلى الصعوبات التي سيوجهها هؤلاء لعدم اتقان اللغة واحتمال استغلال أصحاب العمل لهؤلاء الشبان من خلال عدم تشغيلهم بشكل نظامي.
ويتابع عبد الله أنه يحاول البحث عن حلول أخرى لهذه المشكلة بما يسمح به القانون لكي متمنيا من الحكومة السويدية أن تنتبه إلى هذه الثغرة وتجد حلول أخرى تسهم في حل هذه المشكلة.
مكتب العمل يوضح الموقف القانوني
ولكن ما هو رأي مكتب العمل بهذه المشكلة؟ الكومبس طرح هذا السؤال عبر الموظفة في القسم الإعلامي في مكتب العمل Susanna Berger والتي أكدت أولا على وجود هذه المشكلة، موضحة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى20 عاما والحاصلين على تصريح الإقامة، ليس لديهم الحق في أن يكونوا جزءا من خطة الترسيخ إذا كان أولياء أمورهم موجودون في السويد.
فيما بينت المسؤولة في مكتب العمل بعض الإمكانيات المتاحة أمام هؤلاء الشباب، قائلة إن جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-20 عاما والذين لم يحصلوا على التعليم الثانوي في بلدهم، لديهم الفرصة لدراسة الثانوية في السويد، حيث توفر جميع البلديات البدء في البرنامج التمهيدي لاستكمال بعض المقررات بالإضافة إلى أن هؤلاء لهم الحق في الحصول على منحة إذا كانوا يدرسون في المرحلة الثانوية أو في الجامعة بعد تقديم طلب مثل غيرهم من الشباب. مشيرة إلى أنه إذا كان هؤلاء الشباب يرغبون بالبحث عن وظيفة، فإنهم موضع ترحيب للانخراط في خدمة التوظيف، أما إذا كان الشاب لا يزال يبحث عن عمل ولم يجد بعد 90 يوم، فإنه يستطيع أن يقدم تقريرا حول الأماكن التي بحث فيها عن عمل وبالتالي يمكنه الحصول على تعويض أقل، كما انه يمكن للذين يشاركون في ضمان العمل للشباب دراسة السويدية في SFI أو في مدرسة ثانوية شعبية في نفس الوقت.
يمكن الحصول على المساعدة المالية في حال البحث عن عمل!
وأخيرا بينت المسؤولة في مكتب العمل، أنه يمكن للشاب أن يطلب الحصول على المساعدة المالية، أي تقديم دعم الدخل إلى البلدية على أن يكون مسجلا في خدمات التوظيف كباحث عن عمل.
ومن الجدير بالذكر أن تعويض الترسيخ لا يمنح لجميع المهاجرين الوافدين حديثا للسويد، بشكل تلقائي، بل وفقا لمعايير محددة، ووفقا للقانون 197 لعام 2010 يحتوي مخطط الترسيخ على أنشطة توفر للقادم الجديد الدعم اللازم لتعلم اللغة السويدية في أسرع وقت ممكن والحصول على العمل وتدبير إعالة الشخص لنفسه.
فيما لا يحق للشخص الحصول على دعم مادي دراسي من اللجنة المركزية للدعم الدراسي CSN في الفترة التي يحصل خلالها على تعويض الترسيخ .