تصريحات عباس عن “الهولوكوست الإسرائيلي” تثير غضباً في ألمانيا

: 8/17/22, 4:32 PM
Updated: 8/17/22, 5:14 PM
صحف ألمانية: كان على شولتس الرد فوراً وبحزم على عباس
صحف ألمانية: كان على شولتس الرد فوراً وبحزم على عباس

صحف ألمانية تشن هجوماً “بذيئاً” على الرئيس الفلسطيني وترفض المقارنة بين إسرائيل والنازية

عباس: إسرائيل ارتكبت 50 مجزرة و50 هولوكوست

الكومبس – دولية: أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المتعلقة بالهولوكوست والذكرى الخمسين للهجوم على الفريق الأولمبي الإسرائيلي في ميونيخ، ضجة كبيرة في ألمانيا. وهاجمت وسائل الإعلام الألمانية بشدة تصريحات عباس التي أطلقها خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس. واستخدمت وسائل إعلام ألفاظاً حادة مثل “العجوز” و”كان ينبغي طرده من برلين” و”ثرثرة عباس”.

لا تزال تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين عن المحرقة النازية (الهولوكوست) وتجاهل سؤال صحفي بشأن الاعتذار لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للهجوم الفلسطيني على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونيخ 1972، تثير ضجة في ألمانيا.

وقال عباس في المؤتمر إن إسرائيل ارتكبت “هولوكوست” بحق مواطني بلاده. وأضاف “إسرائيل ارتكبت منذ العام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعاً فلسطينياً”، مردفاً “50 مجزرة 50 هولوكوست”.

تصريحات عباس جاءت رداً على سؤال من صحفي حول ما إذا كان عباس سيعتذر لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للهجوم الفلسطيني على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ 1972. ورد عباس على السؤال قائلا “هناك يومياً قتلى يسقطهم الجيش الإسرائيلي ” نعم، إذا أردنا مواصلة النبش في الماضي”، ولم يتطرق في إجابته إلى الهجوم على البعثة الأولمبية الإسرائيلية.

وتابع شولتس تصريحات عباس بتعبيرات وجه متيبسة وبدا غاضباً وأن لديه النية للرد، غير أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت أعلن نهاية المؤتمر بعد إجابة عباس مباشرة.

واثارت تصريحات عباس ورد فعل شولتس كثيراً من ردودد الفعل الغاضبة في الصحف الألمانية.

مجلة “دير شبيغل” كبرى المجلات السياسية في ألمانيا وأوروبا كتبت تقول “مع كل الاحترام الواجب، من الصعب تخيل أن يسمح المستشار بالتهوين من الهولوكوست في عقر دار الحكومة الألمانية، لمجرد أن المتحدث باسم حكومته أعلن انتهاء المؤتمر الصحفي. على أي حال، كان شولتس قد لام ضيفه في المؤتمر الصحفي لأنه وصف السياسة الإسرائيلية بأنها “نظام فصل عنصري”. ولأن عباس بعد ثرثرته عن الهولوكوست تمادى في حديثه لفترة طويلة، كان بإمكان شولتس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن يشير بسهولة إلى المتحدث باسمه أنه لا يزال لديه ما يقوله، لكن الآن جاء الاعتراض الثاني (على كلام عباس) مع تأخير، وعبر صحيفة بيلد، بتأكيد شولتس: “بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي تهوين من شأن المحرقة أمر لا يطاق وغير مقبول”. وتابعت المجلة “كنا نتمنى أن يكون هذا الموقف الواضح مباشرة” خلال المؤتمر الصحفي.

أما صحيفة “بيلد” فقد كانت أكثر حدة في تعليقها وكتبت تقول “كم مرة يجري فيها ترسيخ، حتى في عقول تلاميذ المدارس، عدم الصمت وإنما التدخل عندما ينكر أحدهم الإبادة الجماعية لليهود، الهولوكوست؟ أو عندما يهذي أحدهم بهراء النازية؟ لحسن الحظ يجري باستمرار (ترسيخ ذلك). انهض ولا تغض الطرف وتدخل. كل ألماني عاقل يعرف ذلك، فالأمر يتعلق بالمصلحة العليا لدولتنا، أي الكفاح غير القابل للتفاوض ضد كراهية اليهود، وضد الأكاذيب القذرة حول القتل الجماعي. إنكار الهولوكوست في ألمانيا جريمة يعاقب عليها القانون!”.

وتابعت بيلد “أرفع منصب في الدولة، المستشار، يستمع إلى رئيس الفلسطينيين عباس يتحدث عن “50 محرقة” وكيف يساوي بين الجيش الإسرائيلي والنازيين. وأين؟ في المستشارية الاتحادية الألمانية! لا يمكن أن يحدث أسوأ من ذلك! والمستشار شولتس لا يتدخل ويغلق فمه بل ويصافح عباس! وبعد فوات الأوان، وفيما بعد يفترض أن الذنب ذنب المتحدث الصحفي. إنه ليس إلا كبش فداء، فقد كان على كل الحاضرين في المؤتمر الصحفي التدخل ومواجهة عباس والتصحيح له وطرده”.

أما يومية “هامبورغر آبندبلت” فقد كتبت “إنها ضربة ثقيلة لسمعة ألمانيا أن يسُمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحريض ضد إسرائيل في مقر الحكومة الألمانية دون رد عليه. الاتهام بأن إسرائيل ارتكبت “50 محرقة في 50 مكاناً” هو دعاية قلل بها ضيف المستشار أولاف شولتس بشكل لا يطاق من فظاعة المحرقة التي أودت بحياة ستة ملايين شخص. لقد كان خطأً فادحاً أن يقف المستشار الألماني وأمام الكاميرات أثناء حديث عباس دون أن يرد عليه وبشدة على الفور. ويجب ألا يحدث شيء من هذا القبيل لشولتس، السياسي المحترف سريع البديهة. وليس مهماً هنا القواعد التنظيمية التي وضعها مسبقا المتحدث الصحفي للمؤتمر، إذ لا يمكنك ببساطة ختام ظهور عام بمثل هذه التصريحات غير المعقولة دون تعليق”.

أما صحيفة “تاغس شبيغل” فقد علقت بما كان يمكن أن يكون رد المستشار فقالت “ما كان يجب أن يسمعه عباس هو: لا توجد إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. وكون رئيسهم العجوز يساوي بين المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القرى والمدن وبين القتل الممنهج لملايين اليهود، فهذا أمر غير مقبول وغير مفهوم. يا له من استفزاز في برلين! سيكون للحادث تأثير طويل الأمد. لأنه، كما قال الديمقراطي المسيحي والمرشح في الانتخابات ضد شولتس لمنصب المستشار، أرمين لاشيت: “كان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية سيحظى بالتعاطف لو اعتذر عن الهجوم الإرهابي على الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية عام 1972 في ميونيخ. إن اتهام إسرائيل بـ “50 محرقة” هو الخطاب الأكثر إثارة للاشمئزاز على الإطلاق في مبنى المستشارية الاتحادية”.

صحيفة “دي فيلت” كتبت من جانبها “بقيت جملة “دولة إسرائيل ارتكبت 50 محرقة ضد الفلسطينيين في العقود القليلة الماضية” عالقة في أجواء قاعة المؤتمر الصحفي بمبنى المستشارية، دون رد عليها. إنها أكثر من مجرد فضيحة عندما يحدث ذلك على بعد مئات الأمتار من النصب التذكاري للهولوكوست، لكنها فضحية أكبر لوقوعها في مثل هذا المكان”.

وتابعت “يجب ألا يظل أي رئيس لحكومة ألمانية صامتاً عندما يتم استغلال الإبادة الجماعية، التي ارتكبها النازيون بشكل ممنهج، سياسياً بهذه الطريقة. خاصة أن شولتس لم يترك عباس يقول ما يريد، عندما اتهم عباس إسرائيل بإقامة “نظام فصل عنصري”، فتقد رد شولتس “أود أن أقول صراحة عند هذه النقطة إنني لا أتبنى كلمة فصل عنصري ولا أعتبرها صحيحة لوصف الموقف”.

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.