الكومبس – خاص: أفادت تقارير إعلامية سويدية أن الطفلين، الذين تعرض احدهما لاعتداء من حارس أمني الجمعة الماضية في مالمو، عثر عليهما في الدنمارك، فيما توقعت الشرطة السويدية أن يكونا نفس الطفلين الظاهرين في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت السويد شهدت في الأيام الماضية، جدلاً حول لقطات فيديو أظهرت حارساً أمنياً، وهو يتعامل بعنف وقوة مفرطة مع صبي يبلغ من العمر 9 أعوام، دون أن تتوضح الأسباب الحقيقية لسبب تعامل الحراس معهم بهذا الشكل.
وقالت الشرطة السويدية إنها لا تعرف بالضبط الظروف التي عثر فيها على الطفلين أو المكان بالتحديد، لكنها أكدت أنها تتعاون مع الشرطة الدنماركية للتأكد من أنهما نفس الطفلين.
وفي حال التاكد منهما فسيتم إعادتهما إلى السويد، وفق ما أكدت الشرطة، وإلى نفس دار الرعاية الاجتماعية التي هربا منها. وبحسب صحيفة أفتونبلادت فإن الطفلين بعد هروبهما كانا يبحثان عن قريب لهما، قد يكون على الأغلب أخ غير شقيق لأحدهما.
وكان الطفلان، 12 عاماً وتسعة أعوام، قد عُثر عليهما الأسبوع الماضي بدون أوراق الإقامة، فاهتمت السلطات الاجتماعية بمالمو بهما، ووضعتهما في دار للرعاية، إلا أنه بعد يوم واحد فقط، ضُبطا من قبل حراس الامن.
لكن المعلومات تضاربت حول ما إذا كانا هما اللذان قاما بالإعتداء على الحراس، أم العكس. فبعد أيام من إنتشار الفيديو، ظهرت لقطات جديدة، صُورت بكاميرا أخرى ومن زاوية مختلفة، تُظهر ان الطفلان قاما بفعل لا يُعرف بالضبط ماهو، فاستدعى تدخل حراس الأمن.
وتظهر اللقطات الجديدة اعتداء الطفل نفسه على الحارس بعد تكبيله، في وقت انتشرت فيه على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات غير مؤكدة بشكل رسمي، تفيد بأن الطفلين كانا يحاولان سرقة محل، فيما ذكرت معلومات أخرى انهما أصرا على الصعود الى قطار رغم عدم وجود بطاقة لهما.
مصلحة الهجرة حددت موعدا لهما لكنهما اختفيا
وقال المسؤول الصحفي في مصلحة الهجرة فريدريك بينغتسون، للتلفزيون السويدي SVT، إن السلطات الاجتماعية تواصلت معهما وحجزت موعداً ليتم تسجيل طلب لجوء الطفلين، لكنهما لم يظهرا أبداً.
مؤكداً أن مئات الأطفال الذي لا يحملن تصاريح الإقامة في البلاد يختفون سنوياً، دون أن تعرف السلطات شيئاً عنهم.
وقال التلفزيون السويدي SVT إنه وبالرغم من اختفاء الطفلين فإن الشرطة لم تفعل شيئاً، ولم تطلق عملية البحث مباشرة، ناقلة عن الشرطة قولها: “نأسف عن هذا التصريح، لكننا نرى البشر وراء الإحصائيات”.
“المئات يختفون سنوياً”
وانتقدت وسائل الإعلام السويدية، تصرف السلطات مع حالات اختفاء الأطفال اللاجئين، مشيرة إلى أن المئات منهم يختفون سنوياً بنفس الطريقة دون أي ردة فعل، مع تزايد عددهم في البلاد، حيث اختفى في العام 2011 ما يقارب 168 طفلاً، عاد منهم 18 فقط، فيما وصل الرقم إلى مستوى قياسي عام 2014 بـ 374 طفلاً، بمعدل طفل واحد في اليوم، عاد منهم 58.
وأشارت التقارير إلى أن السلطات الاجتماعية في البلديات (السوسيال) هي المسؤولة عن جميع الأطفال، الذين يتوجهون إلى المدن الكبرى، بعد اختفائهم.
من جهته قال الصحفي في سيدسفنسكا داغبلادت Jens Mikkelsen الذي أصدر كتاباً بعنوان “الاطفال المفقودون” إنه من غير المعروف أين يذهب الأطفال، حيث ينتهي مصيرهم بأشكال مختلفة، بعد أن التقى بطفل يعيش في شوارع لندن، وآخر أجبر على بيع المخدرات في أوسلو، وثالثة باعت جسدها من أجل العيش، مشيراً إلى أن جميع من التقى بهم، عدا واحد، يعيشون خارج المجتمع والنظام.
وأضاف: “إن المجتمع يخذل هؤلاء الأطفال، والجهات المعنية ترتكب خطأ كبيراً بافتراضها أن اختفاءهم يحدث طوعياً، وإن مصلحة الهجرة تسجلهم في الإحصائيات “هروب طوعي” دون معرفتها إن كانوا يعانون ويُستغلون أم لا”.
وبحسب أرقام مصلحة الهجرة، فإن معظم الذين يختفون هم بأعمار 15 و 17 عاماً، إلا أنه في العام 2012 اختفى 90 طفلا تحت 12 عاماً، 30 منهم تحت ست سنوات.
الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر
من ناحيتها أشارت الأمينة العامة لمنظمة أنقذوا الأطفال Elisabeth Dahlin إلى أنه من الشائع أن يصبح الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، قائلة للتلفزيون: “إن ما يحدث هو استغلال هؤلاء الأطفال بأقصى طريقة ممكنة، وقد سمعنا الكثير عن وجود شقق في المدن الكبرى يعيش فيها عدد كبير من الأطفال الهاربين، حيث لا يحصلون على رعاية صحية ولا تعليم ولا حياة منظمة”.
وكان مقطع الفيديو تسبب بإثارة الكثير من ردود الأفعال، حيث أظهرت اللقطات حارس الأمن وهو يقوم بالضغط على رأس وفم طفل بعد إلقاءه أرضاً، واضعاً كامل ثقل جسده عليه.
وقد أثار الفلم حفيظة الكثير من المشاهدين ومتابعي الأخبار، حيث توالت الردود الغاضبة لتصرف الحارس فيما أدانت منظمة أنقذوا الأطفال السويدية بشدة ما قام به من عمل، لكن تقارير صحفية أشارت الى ان الشرطة لم تعتقل الحارس، بعد التحقيق معه، اعتقادا منها أنه كان يمارس عمله في ظروف خاصة.
ترجمة وتحرير: نادر عازر