تقرير عن مهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم لعام 2012

: 10/6/12, 1:44 PM
Updated: 10/6/12, 1:44 PM
تقرير عن مهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم لعام 2012

الكومبس – ثقافة: تقرير من نادي 14 تموز
بحضور جماهيري غفير، أقام نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم مهرجان أيام الثقافة العراقية لعام 2012 على قاعة بيت الشعب في منطقة رنكبي Folketshus Rinkeby في الفترة الواقعة ما بين الرابع عشر والسادس عشر من أيلول/سيبتمبر 2012. وقد تميز مهرجان هذا العام بمشاركة شبابية متميزة في فن السينما والتصوير الفوتوغرافي والرقص الفولكلوري.

الكومبس – ثقافة: ستوكهولم تقرير من نادي 14 تموز
عرس ثقافي جميل..جمهور متميز وضيوف كبار
بحضور جماهيري غفير، أقام نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم مهرجان أيام الثقافة العراقية لعام 2012 على قاعة بيت الشعب في منطقة رنكبي Folketshus Rinkeby في الفترة الواقعة ما بين الرابع عشر والسادس عشر من أيلول/سيبتمبر 2012. وقد تميز مهرجان هذا العام بمشاركة شبابية متميزة في فن السينما والتصوير الفوتوغرافي والرقص الفولكلوري. وكما هو معروف فإن هذا المهرجان السنوي يقام برعاية اتحاد الجمعيات العراقية في السويد ودعم مديرية الثقافة والاندماج في ستوكهولم.
الفنان مقداد عبد الرضا يفتتح المهرجان
في يوم الافتتاح، الجمعة 14/9، تقدم الفنان مقداد عبد الرضا جمهور الجالية العراقية وضيوف المهرجان قاطعًا الشريط بعد كلمة قصيرة حيا فيها النادي وأشاد بجهود العاملين على إقامة هذا المهرجان، بعدها أعلن رئيس النادي الزميل حكمت حسين بكلمة ترحيب قصيرة بدء مهرجان أيام الثقافية العراقية لعام 2012، فكانت الصور نموذجا موعودا لشابتين ضمنتا لهما مستقبلا مبهرا في فن التصوير الفوتوغرافي وكانت إشادة الجمهور بمعرضهما المشترك ملمحا لفخرنا جميعا بما أنجزتاه وقدمتاه. وجاء معرضهما ضمن مشاركة جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم في منهاج المهرجان.
جانب من الحضور.jpg
على منضدة طويلة أخذت من نهاية القاعة مكانا بارزا عرضت مطبوعات من الإصدارات الصحفية لاتحاد الجمعيات العراقية في السويد. وداخل القاعة علقت أيضا لوحات تشكيلية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المبدعين، منهم الفنانة التشكيلية أشنا احمد والفنانة سمية ماضي والفنان عباس الدليمي والفنان رائد حامد والفنان شاكر بدر عطية والفنان وسام الناشئ والفنان لؤي خليل وكذلك الفنان ضياء علوان. وجاءت لوحاتهم بألق تلاوينها ومحتواها الفني دلالة على قدرات هؤلاء وإبداعهم في عالم الفن التشكيلي. وجاءت العروض ضمن مشاركة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في ستوكهولم في المهرجان.
في بداية اليوم الأول أفتتح المهرجان بالنشيد الوطني العراقي الذي قدمته فرقة دار السلام بقيادة الفنان مخلد قابل ثم أعتلى المنصة عريف الحفل الأستاذ فرات المحسن حيث رحب بالحضور وأيضا بالدكتور حكمت داوود الوزير المفوض لسفارة جمهورية العراق في السويد وطاقم السفارة، كذلك رحب بالدكتورة بتول الموسوي المستشارة الثقافية لوزارة التعليم العالي لجمهورية العراق في الدول الاسكيندنافية والدكتور أسعد راشد مدير المركز الثقافي العراقي في الدول الأسكيندنافية وقدم الشكر لضيوف المهرجان الممثل الفنان مقداد عبد الرضا والممثل والمخرج الفنان حمودي الحارثي والدكتور الفنان والملحن مفيد الناصح لتلبيتهم الدعوة والمشاركة في إحياء أيام المهرجان، بعد ذلك قدم عريف الحفل السيد رئيس نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي الأستاذ حكمت حسين ليلقي كلمة النادي بالمناسبة ومما جاء بكلمته:
" أسمحوا لي باسم الهيئة الإدارية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي وباسم اللجنتين الثقافية والفنية فيه أن أحيي حضوركم ومشاركتكم الجميلة في مهرجان أيام الثقافة العراقية لعام 2012. على مدى السنوات الستة عشر درج نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم على إقامة مهرجانه وصرحه الثقافي السنوي (مهرجان أيام الثقافة العراقية) ومن خلاله يحرص النادي وجمهوره على تقديم الكثير من الفعاليات النوعية.
أن مهرجان أيام ثقافتنا العراقية هو الصرح الثقافي الأول في السويد الذي يخصص شطرا من مهماته لإحياء ثقافة العراق وألق المعرفة فيه.
فرقة الفنون الجميلة.jpg
و في هذا التقليد السنوي أستطاع نادي 14 تموز الديمقراطي ترسيخ تقاليد ثابتة وفعالة في عرض الثقافة الغنية والجميلة لشعبنا أمام هيئات ومؤسسات سويدية شهدت وشادت بقدراتنا ومثابرتنا وحرصنا على بث روح المعرفة والسلام والمحبة. هذا الصرح الذي حرص أعضاءه منذ البداية على أن يكون مؤسسة ديمقراطية اجتماعية تتعدى ضيق الأفق الطائفي والقومي وليكون بمختلف طوائف ومذاهب وقوميات أعضاءه ومؤازريه نموذجا راسخا للتعايش والألفة والحوار العقلاني الحضاري والمنبر الذي يسعى دائما لتقديم ما ينفع جاليتنا العراقية ويعمق وعيها بواجباتها تجاه وطنها الثاني السويد ويوطد عرى الروابط الإنسانية والعملية مع شرائح الشعب السويدي .. كذلك حرص ويحرص النادي على رفع وتعزيز لحمة ارتباط أبناء الجالية بالوطن الأم والدفاع عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان فيه.
أن الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا تجعلنا أكثر وعيا بالمهام الملقاة على عاتقنا كأبناء لذلك الوطن الجريح، يهمهم مصيره وأوضاعه الحياتية بكل تفرعاتها ومشاهدها. و لذا نعمل دوما على أن نكون جنبا إلى جنب مع أبناء شعبنا في السراء والضراء. نفخر بما يتحقق من إنجازات ونمنح ثقتنا ودعمنا لكل ما هو ديمقراطي تقدمي يهب الحرية والحياة الكريمة لشعبنا. أيضا، وبوعينا المستقر نفكك الأحداث بكل تجلياتها ونوجه لها نقدنا ونشارك في استنكار ورفض ما هو مسيء ومضر. وإذا أبعدنا عن أرواحنا حزم الضغائن، فأن نوايانا مهما اختلفت لا نستطيع معها التقليل من شأن كل تلك الأحداث بحلوها ومرها لذا نشعر دائما أننا نشارك أبناء وطننا حياتهم اليومية بكل تفاصيلها."
فرقة دار السلام تُطرب الحضور
بعد كلمة النادي قدمت فرقة دار السلام المبدعة وعلى مدى 30 دقيقة مجموعة منوعة من الأغاني التراثية العراقية شدت ألحانها الجمهور فصفق للفرقة الفتية ومدربها المبدع الفنان مخلد قابل، وهذه الفرقة تأسست عام 2008، برعاية مشتركة بين نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي ورابطة المرأة العراقية وهي بأشراف السيدة فيروز عبد الاحد، وشاركت في الكثير من فعاليات ومهرجانات الجالية العراقية. وبعد انتهاء فقرتها منحت الفرقة شهادة المهرجان التقديرية استلمتها عن الفرقة السيدة اكرام اورورا ووزعت على أعضائها الزهور. وكذلك قدمت شهادة تقديرية الى مدرب الفرقة الفنان مخلد قابل من قبل رئيس النادي. بعدها أعلن عريف الحفل عن تلقي المهرجان رسالة تحية من الفنان القدير يوسف العاني الذي كانت لجنة التحضير للمهرجان قد هيأت كل شيء لحضوره وكان من المؤمل مشاركته ولكن وعكة صحية ألمت به قبل السفر فأعتذر وحمل لجنة المهرجان رسالة تحية واعتذار لجمهور الجالية العراقية في السويد.
بلمحة قصيرة عن سيرة الفنان حمودي الحارثي تطرق عريف الحفل لبدايات الفنان في عالم الفن والنحت والدراسة والإخراج التلفزيوني بعدها دعي الفنان حمودي الحارثي ليعتلي المنصة ويتحدث إلى الجمهور. وبحديثه المشوق أبهر الفنان الكبير حمودي الحارثي الحاضرين بقوة ذاكرته، حيث أضاء هذا الحديث بأسماء فنية كبيرة من صانعي الفن والإبداع في التاريخ الجميل والعريق للفن العراقي، أمثال ناظم الغزالي، رضا علي، خزعل مهدي، ناظم نعيم وغيرهم، وأساتذة كبار أمثال الدكتور مصطفى جواد، الدكتور سالم الآلوسي والأستاذ كامل الدباغ، أثناء عمله مخرجًا لأعمال وبرامج أولئك المبدعين الكبار. وتطرق لحياته في الإذاعة والتلفزيون العراقي وعلاقته الشخصية ببعض معاصريه من مدراء ورؤساء أقسام وحتى سياسيين كان لهم التأثير الفعلي في أحداث تشابكت فيها الأوضاع السياسية والفنية بالحياة الشخصية فكان الجمهور شغوفا بسماعه لتلك الأحداث والوقائع التي تختزنها ذاكرة فناننا القدير حمودي الحارثي وفي نهاية حديث الفنان كرم من قبل النادي بشخص رئيسه الاستاذ حكمت حسين حيث منح الفنان الحارثي درع المهرجان وشهادة تقديرية ووردة تقيما لمشاركته
فرقة دار السلام.jpg
بعدها أعلن عريف الحفل عن استراحة قصيرة قدمت للجمهور فيها العصائر والكليجة والجكليت وكانت فسحة الاستراحة فرصة ثمينة للجمهور للتعارف وأيضا للقاء الأحبة . بعد الاستراحة جاء دور الفنان المصري هيثم الشويحي ليقدم للجمهور وصلتين راقصتين أجاد فيهما وغمر بردائه الطبقي الملون الدوار جمهور القاعة بفرح ألوان مبهجة تضج بالاضوية البراقة دفع الجمهور للتفاعل والتصفيق له لعدة مرات، ثم رقص رقصة الحصان المرح الودود، دار وسط القاعة مقبلا ومداعبا الحضور بمصاحبة عضو النادي السيد بشار الربيعي، والفنان هيثم الشويحي راقص وتدريسي، تتلمذ على يد أشهر أساتذة الرقص الشعبي المصري إلا وهو الفنان محمد رضا. والراقص الشويحي هو من القلة الذين يجيدون رقصة التنورة والحصان ويعد الوحيد من يمثل هذا الفن في شمال أوربا. وبعدها قدم له الأستاذ جاسم الولائي درع المهرجان وشهادة تقديرية ووردة تقيما لمشاركته.
الفنان الدكتور مفيد الناصح ضيف على المهرجان
أعلن عريف الحفل عن الفقرة الأخيرة لحفل اليوم الأول وكانت لقاءاً مباشرا مع الفنان الموسيقي الدكتور مفيد الناصح ، حيث استعرض عريف الحفل سيرة الفنان متطرقا لبداياته في مدينة البصرة حيث أكمل دراسته حتى الجامعة هناك وبدأ العزف على ألتي العود والكمان في سن مبكرة وأشترك في الفرقة الموسيقية البصرية وفرقة الموانئ الموسيقية،و لحن العديد من الأغاني للكثير من المطربين العراقيين والعرب ومن أشهر ألحانه أغنية يالجمالك سومري التي غناها المطرب فاضل عواد. تحدث الفنان الموسيقي د. مفيد الناصح عن الموسيقى العراقية وتطورها منذ أواسط القرن الماضي وأشار إلى مبدعين كبار من المطربين والملحنين وشعراء الأغنية، وتطرق لمجالات الموسيقى العراقية وتجلياتها وأطوارها والفترة الزمنية التي عاصر فيها نضوج وتطور الأغنية العراقية في بداية السبعينيات من القرن الماضي ثم قدم بعضا من ألحانه التي قدمها للمطربين، وبصوته الشجي وعلى أنغام عوده اطرب الجمهور فراح يردد معه بعضا من المقاطع النغمية وبعد انتهاء فقرته صعد الأستاذ محمد المنصور ليقدم للدكتور مفيد الناصح درع المهرجان وشهادة تقديرية ووردة تقيما لمشاركته، وليعلن عريف الحفل انتهاء اليوم الأول من أيام مهرجان الثقافة العراقية في ستوكهولم الذي يقيمه سنويا نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
الفنان مفيد الناصح.jpg
يوم السينما في المهرجان
في اليوم الثاني من المهرجان، السبت 15 / 9 / 2012، كان يوماً سينمائياً بامتياز، حيث خصص لعرض أفلام وثاثقية وروائية قصيرة لمخرجين شباب من الداخل العراقي ومخرجين من دول الاغتراب، توزعت بين الهواية والاحتراف وكان عددها (12) فيلماً قدمت على جزئين في أمسية سينمائية جميلة. بداية تحدث عريف الحفل الأستاذ محمد المنصور عن بدايات السينما العراقية, ومكانتها بين سينمات الوطن العربي، حيث تعد واحدة من أبرز السينمات العربية. وتحدث أيضا عن الظروف التي واكبت ولادتها والإخفاقات التي رافقت مسيرتها نتيجة لظروف العراق غير المستقرة، والصمت الطويل الذي لازمها، وها هي اليوم تحاول أن تنهض من جديد وتستعيد بريقها، بأفكار ورؤى شبابية واعدة من السينمائيين الجدد، مستندين إلى الإرث السينمائي البهي لجيل المخرجين الكبار من سبعينات القرن الماضي، وموظفين أحدث التقنيات والمعدات في صناعة السينما. خصص القسم الأول لعرض ستة أفلام لمخرجين شباب، والحائزة قسم منها على جوائز محددة لعام 2012، من كلية الفنون الجميلة في بغداد، وتحدث مقدم الأمسية باختصار عن كل فيلم قبل عرضه.
المصورة الشابة سارا سمير.jpg
أولاً: فيلم (الجانب الآخر) للمخرج باقر الربيعي، حائز على جائزة أفضل فيلم (الجائزة الكبرى)أ ف ج.
ثانياً: فيلم (لا زمن) للمخرج سامر مقداد، حائز على جائزة عالمية كأحسن تصوير.
ثالثاً: فيلم (كاسيت) إخراج ملاك عبد علي، حائز على جائزة أفضل مخرج واعد في مهرجان السينما في الإمارات العربية المتحدة.
رابعاً: فيلم (خارج زمن) إخراج حيدر الجبوري، حائز على جائزة أفضل إخراج أ ف ج.
خامساً: فيلم (ندى) إخراج مريم علي، حائز على جائزة أفضل سيناريو أ ف ج.
سادساً: فيلم (عالم بلا أبواب) إخراج نورس صفاء، حائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي أ ف ج.
ندوة عن السينما للفنان مقداد عبد الرضا
بعد تقديم المجموعة الأولى من أفلام الشباب من داخل العراق، كان لا بد من وقفة نقدية لهذه الأفلام والتعريف بها ضمن حديث للفنان الأستاذ مقداد عبد الرضا (من تاريخ الفن السينمائي العراقي) ، حيث قدمه عريف الحفل مستعرضا بعضا من سيرته الذاتية. ولد الفنان في مدينة جلولاء، وهو مخرج وممثل تلفزيون وسينمائي وله أعمال في مجال التصوير الفوتوغرافي، عمل في الصحافة عام 1979، أحد مؤسسي جريد الصباح ومؤسس لإذاعة FM، عمل مدير لإذاعة بغداد بين عامي 2004- 2005، مدير لوحدة الإنتاج الدرامي بين عامي 2006- 2007، يعمل حالياً مستشار لإحدى القنوات الفضائية، أعماله في المسرح (النخلة والجيران) وأعمال أخرى في التلفزيون (النسر وعيون المدينة) وفي السينما (اللعبة) وغيرها. حاز على جائزة أفضل ممثل عام 1987 عن دوره في فيلم (شيء من القوة). وفي حديثه تطرق ضيف المهرجان لنشأت السينما العراقية منذ ولادتها بداية عام 1909، وأيضا تحدث عن تاريخ الفن السينمائي العراقي، ذاكرا الدور السينمائية في بغداد والعروض السينمائية الصامتة الأولى التي كانت تقدم وطريقة عرضها وبعض الشخصيات الطريفة المعروفة آنذاك وأهم أصحاب دور السينما، ثم استعرض الفنان سلسلة التراجع المؤلمة في الدور الاجتماعي للسينما ودور العرض واختفاء وإلغاء أغلبها والتي كانت تشكل جزءًا مهما من الصورة البهية لبغداد ومن حياة البغداديين وتراث وتقاليد المجتمع. وأشار الفنان إلى البوادر الشبابية السخية الواعدة بعودة السينما العراقية إلى مكانتها الأولى وضرورة تشجيعهم والأخذ بأيديهم وتوفير أسباب النجاح لهم. وفي الوقت الذي كان الحاضرون يستمعون إلى حديث الفنان مقداد عبد الرضا، كانوا يشاهدون على خلفية المسرح أجزاء صامتة من أفلام عراقية رائدة مثل (فيلم عالية وعصام وفيلم من المسؤول) وأفلام أخرى. وفي ختام محاضرته قدم له الأستاذ فرات المحسن درع المهرجان وشهادة تقديرية ووردة تقيما لمشاركته
تكريم الفنان العراقي المعروف مقداد عبد الرضا.jpg
بعدها أعلن عريف الحفل عن استراحة قصيرة. وفي نهاية الاستراحة أعلن عريف الحفل عن تأسيس مؤسسة الخليلي (المرحوم الأديب عبد الغني الخليلي) للإبداع الثقافي. حيث قرأ على الحضور بيان التأسيس التالي: تم تأسيس مؤسسة الخليلي للإبداع الثقافي. وبالتعاون مع نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي، وسيتم تخصيص جائزة ثقافية سنوية لاستذكار الأديب الراحل عبد الغني الخليلي وجميع المبدعين الذين رحلوا عن وطنهم في العراق. ولتشجيع المبدعين العراقيين في جميع مجالات الثقافة والإبداع المتواجدين في السويد باسم جائزة الخليلي للإبداع الثقافي. وستكون هناك لجنة مختصة لاختيار الفائزين من بين المرشحين.
في القسم الثاني والأخير من هذه الأمسية السينمائية عرضت ستة أفلام لمخرجين عراقيين يقيمون في دول الاغتراب وتحديداً في أوربا مثل: بريطانيا، ألمانيا، اسبانيا، الدانمارك، والسويد. والأفلام حسب تسلسل عرضها هي:
أولاً: فيلم (فينيسيا وأهوار العراق) للمخرج إحسان الجيزاني من ألمانيا، وهو مخرج وفنان فوتوغرافي عراقي مواليد 1967 يقيم في المانيا، حصل على العديد من الجوائز العالمية في التصوير، أقام العديد من المعارض في العراق وأخرج عدد من الأفلام الوثائقية. له كتابات في عدة صحف ومجلات عالمية وعربية وعراقية، وحصل على عدة جوائز وشهادات تقدير من مختلف دول العالم. فيلم فينيسيا وأهوار العراق، محاولة من الفنان إحسان الجيزاني مع الفنان الفوتوغرافي الإيطالي الذي يعيش في المانيا، والحاصل على جوائز عالمية (انطونيو سانتوروا) لإبراز أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين المنطقتين على وجه الأرض، اللتان تتميزان بجمال الطبيعة وتشتركان بالمياه التي يتنقل سكانها بواسطة الزوارق الصغيرة من مكان إلى آخر ضمن حياة يكتنفها الهدوء والبساطة. وبتلك الطبيعة تتمازج ألوان اللوحات وتتشابه ولكن هناك بون شاسع وأوجه اختلاف حاد، ففي ايطاليا هناك حكومات متتالية أتت ولكنها ظلت تعتني بفينيسيا كمصدر سياحي أقتصادي وميزة لإيطاليا، على خلاف اهوار العراق حيث عانت تلك المنطقة في ظل النظام السابق من التهميش والحرمان، وكانت تنتظر من الحكومات الجديدة إنصافها، ولكن للأسف لم يتغير شيء بالمستوى المطلوب.
ثانياً: فيلم (نسمة هوا) للمخرجة رانيا محمد توفيق من الدانمارك، الحائز على عدة جوائز، وهو فلم وثائقي تجريبي مصور بكاميرات متعددة، كمشروع تخرج من الكلية الوطنية للسينما – الدانمارك. وتلقي المخرجة من خلال فيلمها هذا، الضوء على السعادة من منظور الرقص، من خلال بطلة الفيلم (سحر)، التي تعشق الرقص لأنه يشعرها بالسعادة، فتقرر أن تقيم حفلة ما، لكنها سرعان ما تدرك أنه ليس من السهل دوماً أن يحصل المرء على الأمور التي تجعله سعيداً. عرض الفيلم أول مرة في الأمارات العربية المتحدة ضمن فعاليات المسابقة الرسمية الخليجية للطلبة، والفلم من إنتاج دانماركي.
ثالثاً: فيلم (المكان الآخر) للمخرج كاظم الداخل من السويد، خريج أكاديمية الفنون الجميلة (روما)، درس الرسم والإخراج والتصوير عام 1986. فلم (المكان الآخر) مدة عرضه (18) دقيقة، يعالج فكرة إنسان منفي يبلغ من العمر (86) عاماً، له تاريخ طويل في الحركة السياسية العراقية يمتد إلى فترة العهد الملكي وما زال يعمل الآن في منظمات المجتمع المدني، رغم وجوده في السويد كونه مكان ثان له، ورغم كل المساعدات التي تقدم له، إلا أنه ما زال يبحث عن مكانه الأول في العراق، الفيلم يعالج فكرة الجذور واجتثاث الإنسان ونفيه عنها ويعالج موضوعة العلاقة بالمنفى.
رابعاً: فيلم (الأجنحة) للمخرج فراس الغريب من السويد: مواليد بغداد 1974, في السويد أكمل تعليمه الأولي ثم الثانوي, ثم ألتحق بجامعة (دالرنا) في (فالون) وتخرج عام 2005 بتخصص إخراج ومونتاج تليفزيوني,عمل مع TV4 في الأفلام القصيرة والوثائقية وفيديو كليب. فكرة فلم (الأجنحة) تدور حول معاناة وضياع الشباب الذين ولدوا قبل اندلاع الحروب أو أثنائها، ويعرض الفلم هاجس الخوف من المجهول الذي يلازم الشاب وهو في حالة ضياع وعزلة وسفر دائم، يحاول أن يجيب على أسئلة افتراضية أشبه بالهذيان تخطت حاجز المكان والزمان، يتحدث بصوت عال في حوارات داخلية بتلقائية وبساطة أضفت على الفيلم الصدقية والحرفية وأوصلت الفكرة بقوة.
خامساً: فيلم (العربانة) للمخرج هادي الماهود من بريطانيا، وهو مخرج سينمائي أنجز العديد من الأفلام الروائية والوثائقية، وحصلت أفلامه على جوائز محلية وعربية ودولية، يصر هادي ماهود على المواصلة وعدم التخلي عن حلم إرساء سينما عراقية ملتزمة، تنقل بين العمل المسرحي والتلفزيوني والإذاعي والسينمائي، وكذلك تنقل مكانياً فمن العراق الى السعودية ومنها الى استراليا ثم العودة النهائية للعراق، ليكون في داخل الأزمة التي منحته الكثير من مواضيع أفلامه التي حققها بعد التغيير مثل (العراق موطني) و( في دائرة الأمن) و(سندباديون). هادي ماهود أنجز فيلمه هذا كتابة وإخراجاً وبتمثيل الفنانين: جمال أمين وطه المشهداني ونجم عذوف وغيرهم، ليرسم ملامح مفعمة بالأمل بالرغم من سوداوية المشهد هنا وهناك. العربانة يقودها مجنون وتحمل جندي يبدو أنه خارج من معركة خاسرة تمر عبر أماكن تطفح بالأزمات التي تشكل العراق الحالي، لكننا غالباً ما نرى أطفالاً يحملون بالونات لتختفي (العربانة) في النهاية ويملأ الأطفال الشاشة لتستعيد الألوان ألقها في إشارة متفائلة لغد مشرق. كانت الصورة في الفلم سيدة الموقف كما هو الصمت على الرغم من أن الفيلم روائي قصير.
تكريم الفنان العراقي المعروف حمودي الحارثي.jpg
سادساً: فيلم (المقبرة) للمخرج عبد الهادي سعدون من أسبانيا، وهو كاتب عراقي مقيم في أسبانيا منذ عام 1993، ولد سنة 1968 في بغداد، باحث ومترجم مختص باللغة والأدب الأسباني، حاز مؤخراً على جائزة الإبداع الأدبي الشعرية، جائزة أنطونيو ماتشادو العالمية في إسبانيا 2009. وله العديد من الإصدارات الأدبية. فيلم (المقبرة) الروائي القصير تم تصويره ومونتاجه الكلي في مدريد بكادر تمثيلي فني من العراق بمساعدة كادر تقني من إسبانيا، و شارك في تأدية أدوار الفيلم ممثلين غير محترفين. فيلم المقبرة القصير يروي يوم من حياة مجموعة أصدقاء منفيين في إسبانيا، وهو اليوم التالي لإلقاء القبض على الطاغية صدام حسين. لقاء الأصدقاء أثر وعد قطعوه لصديقهم الميت، وهو زيارته في قبره في مقبرة الغرباء في أطراف مدريد ما أن يصلهم خبر موت أو إلقاء القبض على صدام. الأصدقاء رفقة أبن الميت يمضون للمقبرة محملين بطعامهم ومشروبهم للاحتفاء عند قبر صديقهم المتوفي، هناك يفاجئون برؤية الصديق الميت يحادثهم عبر فيلم فيديو يشاهدونه من خلال الكمبيوتر، سبق وسجله له أبنه. الصديق المتوفى يخبرهم أنه يرقد بارتياح الآن لأن صدام أنهزم أخيراً. السيناريو يتخذ مجرى آخر عند دفن الميت فما أن تبرز موضوعة العراق ووضعه الحالي، يحدث الخلاف ويحتدم النقاش وتدور معركة بينهم ويحاول أحدهم قتل الآخر بالسكين، الفيلم ينتهي نهاية مفتوحة عندما يتساءل أحدهم قائلاً: إنه يشعر بحرقة كبيرة عندما لا يستطيع قول الحقيقة، فيجيبه أحدهم: ولكن عن أية حقيقة منها؟! وتتوقف الكاميرا على مشهد عام لمقبرة شاسعة. الفيلم بدقائقه القصيرة حاول بأسلوب روائي طرح قضية العراق من وجهة نظر أخرى، لعراقيين بعيدين عن العراق، وكيف يرونه من بعدهم.
بعد انتهاء العروض السينمائية وزعت على مخرجي الأفلام الشهادات التقديرية عرفانا من المشرفين على المهرجان بقيمة الأفلام وأهميتها وتقديرا لمشاركتهم ، وفيما تسلم الفنان الكبير مقداد عبد الرضا بالنيابة شهادات التقدير التي قدمها نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي للمخرجين الشباب الذي أرسلوا من بغداد أفلامهم لعرضها في المهرجان. أتفق على أن ترسل باقي الشهادات حسب العائدية.
اليوم الأخير كان للفلكلور والمسرح والغناء
في اليوم الثالث والأخير لمهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم، كان يومًا للفلكلور والمسرح والغناء. حيث قدم عريف الحفل الأستاذ جاسم الولائي، جمعية الفنون الجميلة التي يرأسها الفنان أحمد دلشاد وتهتم بالعديد من الفنون التراثية الشعبية في العالم، لوحات ورقصات فولكلورية عديدة، ضمنها قدم ثنائي شيلي راقص مجموعة من الرقصات البوليفية، قدم لهم الأستاذ فرات المحسن درع المهرجان والزهور تقيما لمشاركتهم. من ثم جاء دور الفرقة الكردية بمجموعها لتقدم رقصات فولكلورية كردية، ولاقت الفرقة التشجيع والترحيب من الحاضرين، لذا شارك في بعض رقصاتها العديد منه ، وقدم السيد احمد طه درع المهرجان وشهادة تقديرية ووردة للفنان أحمد دلشاد رئيس جمعية الفنون الجميلة، ووزعت الزهور على أعضاء الفرقة.ثم تجدد اللقاء بالموسيقي والملحن الدكتور مفيد الناصح ليجود على الجمهور بصوته الدافئ بمجموعة من ألحانه التي أطربت الحضور ورددها معه وبانتهاء وصلة الدكتور مفيد الناصح أعلن عريف الحفل عن استراحة قصيرة .
وفي هذا اليوم من مهرجان أيام الثقافة العراقية تم تكريم الرائدة النسوية العراقية في مجال حركات المجتمع المدني وبالذات المدافعة عن السلام العالمي والحريات المدنية الدكتورة سعاد خيري بدرع المهرجان للثقافة، قدمه لها السيد رئيس النادي الأستاذ حكمت حسين. كذلك دعما وتقديرا للدور الفتي للمركز الثقافي العراقي في السويد، قدم النادي أيضًا درع المهرجان للمركز، استلمه نيابة الدكتور أسعد راشد مدير المركز، قدمه له السيد رئيس اتحاد الجمعيات العراقية في السويد الاستاذ عبد الواحد الموسوي.
وخلال فترة الاستراحة تم تهيئة المسرح لعرض مسرحية (عند الحافة) لفرقة ينابيع العراق المسرحية، وهي من إخراج الفنان سلام الصكر وتمثيل الفنانتين نضال عبد الكريم وسومة سامي، وكانت الإدارة المسرحية للفنان صلاح الصكر واختيار الموسيقى للفنان أصيل المندوي وتنفيذها للفنان سليم كثير الحيدر. تتحدث المسرحية عن عالم خيالي يطرح إشكالية الواقع العراقي. يقول مخرج العمل ومؤلفه الفنان سلام الصكر: بعد أن تعودنا أن نكشف ونحلل أسباب سحق إنسانية الفرد، فإن المسرحية تتعرض لهذا الاستلاب عندما يكون الإنسان ذاته هو الأداة والوسيلة لصناعة الوهم لسحق إنسانيته والتعايش معه. مسرحية عند الحافة هي صرخة لإيقاف هدر القيم العليا للإنسان وخنق حريته. وقد استقبلت هذه المسرحية بحفاوة كبيرة من الحاضرين وقدم النادي شهادات تقديرية لجميع المساهمين في المسرحية، وكذلك درع المهرجان لفرقة ينابيع العراق قدمها الاستاذ نبيل تومي. وقدمت للفرقة أيضا باقتي زهور من فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم قدمها المخرج الفنان بهجت هندي، ورابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم قدمها الأستاذ حاتم الطائي.
الختام
وفي الختام، اجريت السحبة على بطاقتي سفر مجانية بالطائرة الى العراق، قدمت دعما لمهرجان النادي من قبل شركة الخطوط الجوية النمساوية. وبعدها شكر وثمن السيد رئيس نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي، الضيوف المشاركين في المهرجان، وكل العاملين والمساهمين في الاعداد والتهيئة والتحضير لانجاح مهرجاننا الثقافي المميز هذا العام وخاصة الزملاء اعضاء اللجنة الثقافية. وبعد ذلك قدمت شهادات تقدير وتثمين وزهور الى جمعية الفنانين التشكيليين، استلمها نيابة السيد رئيس الجمعية شاكر بدر عطية، مع شكر للفنانين التشكيليين المشاركين في المهرجان وهم; أشنا احمد، سمية ماضي، وسام الناشئ، رائد حامد، عباس الدليمي، شاكر بدر عطية، لؤي خليل، وضياء علوان، كذلك جمعية المصورين العراقيين استلمها نيابة السيد رئيس الجمعية سمير مزبان، كذلك كرم العديد من المساهمين في أحياء هذا المهرجان منهم ديما هشام السعدي، سارة سمير مزبان، هادي الجيزاني، عدي عيال، بهجت ناجي، توما شمعون، نضال فارس، باسم ناجي، بشار الربيعي، سنار شمعون، وسامي بهجت. وكذلك تقديرا وتثمينا لدور القنوات الفضائيات العراقية في تغطية فعاليات النادي المنوعة ومهرجانها الثقافي السنوي، قدمت شهادات تقديرية وورود لقناتي الرشيد وبلادي، استلمها السيد سلام قاسم، وقناتي السومرية والبغدادية، استلمها السيد محمد عماد.
اختتم عرس الثقافة العراقية في ستوكهولم لعام 2012 الذي غمر البهجة في قلوب جمهور أبناء جاليتنا العراقية واصدقائنا لثلاثة ايام كانت جميلة ورائعة بحق، حيث تألق فيها مبدعينا الكبار بعطائهم الغزير وادائهم المميز، فكانت بحق أياما ثقافية حافلة وجميلة ومنوعة لاتنسى، وبحضور حشد كبير من المهتمين بالثقافة والفنون والذي غصت بهم القاعة على سعتها . فتحية محبة وتقدير للجميع. وعلى امل اللقاء في المهرجان القادم وابداعات ثقافيه مستمرة.
إعداد التقرير: اللجنة الثقافية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.
تصوير: سمير مزبان، بهجت ناجي، باسم ناجي، نضال فارس، وسامي بهجت
البريد الالكتروني: idkse@yahoo.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.