تقرير يتحدث عن “العنصرية” بحق الأقليات في السويد

: 1/21/23, 11:14 AM
Updated: 1/21/23, 11:14 AM
تعبيرية
تعبيرية

الكومبس – أخبار السويد: عُرفت السويد بانفتاحها وتقبلها لجميع الأقليات ولاجئ الحرب، لكن يبدو أن الأمر بدأ يتغير وخاصة بعد المكاسب التي حققها حزب “الديمقراطيون السويديون” حسبما شهادات بعض المهاجرين الذين يعيشون في السويد وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية العالمية.

وحسب الوكالة فإنه وعلى مدى فترة طويلة من الزمن تتباهى السويد بأنها مفتوحة للأفكار والتجارة وللأشخاص من جميع أنحاء العالم. وطوال عقود، وفرت ملاذا أمنا لمواطني تشيلي الذين فروا من ديكتاتورية الرئيس اوجستو بينوشيه (من عام 1973وحتى 1990)، والإيرانيين بعد الثورة الإسلامية وألبان كوسوفو بعد الحرب في منطقة البلقان. وجاء في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إنه عندما اندلعت في سوريا حرب أهلية ما أدى إلى نزوح على نطاق واسع أصبح في الفترة 2016-2015 أكبر أزمة لاجئين تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ، فتحت السويد أبوابها حيث استقبلت عددا من طالبي اللجوء أكبر من أي دولة أخرى في المنطقة.

في التقرير الذي نُشر تحت عنوان ” العنصرية أصبحت كل يوم للأقليات في السويد ” كتبت بلومبيرغ الأمريكية تقريرها وأشارت بشكل واضح “أن سمعة السويد كملاذ ديمقراطي منفتح وجنة المهاجرين – أصبحت في حالة خراب ، حيث يحصل حزب سفاريا ديمقارطنا على المزيد والمزيد من الأصوات وأن “العنصرية تزدهر في المجتمع السويد بشكل كبير”. وأشار التقرير أيضًا “أن عدد جرائم الكراهية في السويد قد ازداد – وسط غضب مجتمعي من المهاجرين ، و نفور من المهاجرين تجاه المجتمع السويدي”.

ونقلت بلومبيرغ عن شخص نيجيري يدعي شينيدو قوله إنه عندما وصل في عام 2018 للإنضمام إلى عدة مئات الآلاف من الأفارقة في السويد البالغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة ، اعتقد في البداية أنه سيجد المجتمع المتسامح الجامع الشامل الذي كان بانتظام قرب قمة التصنيفات العالمية لجودة الحياة و السعادة.

ولكنه قال إنه وأسرته سرعان ما تعرضوا للعنصرية، ففي المدرسة كان الأطفال يصرخون في وجه أطفاله و يطالبونهم “بالعودة لبلادهم ” و يصيحون قائلين إن “السود لاينتمون لهذا المكان”. وأضاف شينيدو أنه شعر بأنه أكثر قلقا بعد المكاسب التي حققها حزب “الديمقراطيون السويديون” اليميني المتطرف في الانتخابات العامة التي جرت في شهر أيلول /سبتمبر الماضي.

وقال أشخاص آخرون من سوريا ورومانيا وأفغانستان في مقابلات أنهم تعرضوا لسلوك متعصب وعبارات السخرية ولما هو أسوأ من ذلك، ولم يكونوا جميعا على استعداد لسرد قصصهم لنشرها خوفا من التعرض للانتقام. ويعيش كل هؤلاء الأشخاص في “كليبان”، وهي بلدة محاطة بمزارع تبعد ساعة بالسيارة عن “مالمو” جنوبي السويد التي أصبحت معقلا لحزب”الديمقراطيون السويديون ” .

عنصرية تدفع قس نيجيري للهجرة

وقال قس من نيجيريا إنه فاض به الكيل لدرجة أنه رحل ويعمل في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن حيث الاندماج في المجتمع أكثر سهولة. ورغم أن حزب “الديمقراطيون السويديون”،الذي له جذور نازية جديدة، ليس رسميا في الحكومة ، فإنه القوة الأكبر في الائتلاف اليميني، وللمرة الأولى يتمتع بنفوذ كبير على السياسات المتعلقة بالطاقة وصولاً إلى الرعاية الصحية .

وقبل رئيس الوزراء أولف كريستيرسون نهج حزب “الديمقراطيون السويديون” المتشدد بشأن الهجرة مقابل الحصول على دعمه في البرلمان. وتولت السويد اعتبارا من الأول من الشهر الجاري الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

ويحكم اليمين المتشدد بالفعل في إيطاليا وبولندا والمجر ويقود بالفعل المعارضة في فرنسا، مما يجعل السويد جزءا من اتجاه أوسع نطاقا في قارة أوروبا فرضته الضغوط الديموغرافية والمالية المتزايدة. ولذلك يواجه كريستيرسون مهمة صعبة تتمثل في تحقيق التوازن خلال رئاسة السويد لمدة ستة أشهر للاتحاد الأوروبي في وقت تتعرض فيه وحدة أوروبا لضغط نتيجة أكبر نزاع مسلح منذ عام 1945 واحتمال فرار المزيد من الأشخاص من أوكرانيا.

وألقى حزب “الديمقراطيون السويديون” باللائمة على الوافدين الجدد بالنسبة لارتفاع معدلات الجريمة بالسلاح وظهور فجوة تتسع بين الأغنياء والفقراء ، ورغم القوة الاقتصادية التي تتمتع بها السويد ، تتزايد المخاوف في الشارع مع سوق إسكان ينهار وتعرض البلاد لخطر السقوط في واحدة من أسوأ حالات الركود بين دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27.

ووفقا لتقرير حديث أصدره فرع منظمة” أنقذوا الأطفال” غير الربحية في السويد ، يتعرض طفل له خلفية مهاجرة من بين كل أربعة في جميع أنحاء البلاد لإساءة أو هجوم عنصري بسبب لون بشرتهم أو ديانتهم. وتظهر أحدث البيانات أن جرائم الكراهية التي تم الإبلاغ عنها ارتفعت في عموم البلاد بنسبة 20%في العقد حتى عام .2018 وتم توثيق أكثر من ثلاثة آلاف حالة في عام 2020، رغم أن الرقم الحقيقي أعلى لأنه لا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحوادث.

مساع لتخفيف حدة “العنصرية”

وذكر يوناس لومان، رئيس الفرع المحلي لحزب “الديمقراطيون السويديون ” إنه لاتوجد أي دراسات تثبت أن كراهية الأجانب أو أي شكل من أشكال العنصرية قد زاد في “كليبان”، قائلا إنه بدلا من ذلك ،ربما تكون هناك وجهة نظر عامة بأن الاندماج قد فشل وهناك حاجة لمعالجته”.

وتحدثت الوكالة الأمريكية مع زيرة المساواة بين الجنسين في السويد بولينا براندبرغ التي أكدت بعض ما جاء في التقرير ، لكنها قالت إن في صياغة التقرير ، يمكن للمرء أن يشعر بالشك حول ما إذا كانت العنصرية قد زادت بالفعل بين السويديين !؟ أو أن المشاكل المجتمعية للمهاجرين والمجتمع السويدي زادت.

وأكدت الوزيرة السويدية للوكالة الأمريكية “بغض النظر عما إذا كانت العنصرية قد زادت أم لا مع صعود حزب “الديمقراطيون السويديون”، فإنه من الواضح تمامًا أن العنصرية موجودة وأننا نحتاج حقًا إلى القيام بشيء حيال ذلك ”

وفي إحدى مدارس” كليبان”، ثلث الطلبة البالغ عددهم 400 لهم خلفية مهاجرة. وقالت مديرة المدرسة ماري جاردبي أن خطاب كراهية الأجانب والمعلومات المضللة منتشرة على وسائل التواصل الأجتماعي، وأن النقاش الوطني يصل إلى أروقة المدرسة.

وأضافت جاردبي أن العمل على تشجيع التفاعل بين الطلبة” أحد أهم مهامنا”. وتحاول المدرسة القيام بذلك في دروس منتظمة ومن خلال جلسات حوارية منظمة. ويرسل المجلس البلدي أيضا مسؤولين تابعين له إلى المدارس للحديث عن هذه القضايا. و بشكل منتظم ما تحدث توترات عنصرية بين المجموعات والأفراد تسفر في المقام الأول عن هجمات لفظية ومشاحنات بدنية متبادلة.

قالت وزيرة المساواة بين الجنسين في السويد بولينا براندبرغ، إن حكومتها سوف تتبع خطة وطنية مطبقة منذ عام 2016 لتوعية الأشخاص ومنع خطاب الكراهية على الإنترنت ودفع النظام القانوني لمكافحة جرائم الكراهية. وأضافت ” من الواضح بجلاء أن العنصرية موجودة وإننا نحتاج في الحقيقة لعمل شيئ ما حيالها وأن نكون في وضعية الهجوم”.

المصدر: بلومبيرغ ووكالات

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.