الكومبس – أخبار السويد: قال تقرير للتلفزيون السويدي SVT إن أحد أسباب مداهمات الفجر، التي نفذتها السلطات التركية يوم أمس الجمعة وأدت إلى إلقاء القبض على 19 من المجرمين الخطرين، بمن فيهم إسماعيل عبده، هو أن تركيا تواجه انتقادات لتحولها إلى “جنة للعصابات الإجرامية”، فيما حذر خبير من مخاطر تزايد أعمال العنف في السويد.

ووفقاً لتقرير SVT فإن تركيا أصبحت في السنوات الأخيرة، ملاذاً آمناً لمجرمي العصابات السويديين، الذين تمكنوا من الفرار من السلطات السويدية عبر شراء ما يُسمى بـ “جوازات السفر الذهبية”.

ومع ذلك، وبفضل تعاون بين الشرطة النرويجية والسويدية والتركية، أُلقي القبض على 19 مجرماً، وصودرت أصول نقدية وممتلكات وسيارات فاخرة تُقدر بملايين الدولارات.

ويُعد هذا التعاون فريداً من نوعه، وشمل زيارة الشرطة السويدية إلى تركيا لإبلاغها بهوية الأشخاص الموجودين في البلاد والجرائم التي يشتبهون بارتكابها. كما أن الأدلة التي قدمتها الشرطة السويدية يمكن أن تستخدمها الشرطة التركية في عمليات مقاضاة محتملة، وفقاً للتقرير.

ورغم أن مجرمي العصابات المقبوض عليهم لا يُسلمون دائماً إلى السويد، كما في حالة إسماعيل عبده الذي يحمل الجنسية التركية، إلا أن الأمر يعتبر نجاحاً، ووفقاً لمراسل SVT للقضايا الإجرامية ديامانت ساليهو فإن ذلك “إشارة مهمة للآخرين الموجودين في تركيا، بأنه قد يأتي الدور عليهم إذا استمروا في إصدار أوامر ارتكاب الجرائم عن بُعد، معتقدين أنهم بعيدون عن متناول النظام القضائي السويدي”.

تصاعد أعمال العنف

من جهته رأى مانّيه غيريل الباحث في علم الإجرام بجامعة مالمو أن إلقاء القبض على إسماعيل عبده يد يؤدي إلى تفاقم الصراعات داخل الشبكات الإجرامية وفيما بينها، وقال لوكالة الأنباء TT “شهدنا أمثلة على ذلك سابقاً في السويد، ولا نستبعد تكراره. من الواضح أن إسماعيل عبده يمتلك الكثير من الموارد وشبكات واسعة ومهارات. إن مثل هذا الفاعل قد يمنح مجرمين آخرين فرصة لارتكاب جرائم أكثر تعقيداً”.

بديل في الانتظار

ورغم أن السجن قد يُضعف الشبكة بأكملها، لكن قد يكون هناك أيضاً بديل ينتظر ليحل محل زعيم العصابة. وأوضح غيريل “هناك بعض الأبحاث حول إبعاد قادة الشبكات الإجرامية، وهي متباعدة بعض الشيء. أحياناً يبدو أن هذا يؤدي إلى إضعاف الشبكات، وأحياناً أخرى يؤدي إلى استبدالهم بآخرين”.

ويعتبر عبده محتجز غيابياً ومطلوب دولياً لارتكابه عدة جرائم خطيرة في السويد، إلا أن سبب اعتقاله يعود إلى قضية تركية، وفق ما أعلنه ماتس باريغرين، من قسم العمليات الوطنية في الشرطة Noa.

وبحسب مانيه غيريل فإنه “أمر إيجابي جداً أن نشهد مزيداً من النجاح في التعاون بين السويد وتركيا”.