مدير مدرسة يتدخل لتعديل درجة الرياضيات لطالب
الكومبس – ستوكهولم: كشف استبيان أجرته نقابة المعلمين السويدية أن أكثر من مئة معلم في المدرسة الدولية الإنجليزية (IES) في السويد تعرضوا لضغوط لتعديل درجات الطلبة في العام الدراسي الماضي. وقال 46 منهم إن الضغوط جاءت من إدارة المدرسة نفسها.
ولم تفاجئ نتائج الاستبيان المعلمة كتارينا هيتزر التي تحدثت لصحيفة داغينز نيهيتر بصفتها نائبة رئيسة نقابة المعلمين في المدرسة الإنجليزية عن بلاغات تقدم بها معلمين في المدرسة لممثلي النقابة المحليين تفيد بتعرضهم لضغوطات تتعلق بتقييم درجات الطلبة خصوصاً المتعلقة بشهادات التخرج للصف التاسع الذي يعتبر مرحلة مهمة في تحصيل الطالب.
وتحركت النقابة بعد البلاغات لترسل استبياناً لحوالي 1700 معلم في المدارس الإنجليزية، وافق 323 منهم على المشاركة التي أظهرت تعرض 100 معلم لضغوطات تطالبهم بتعديل درجات الطلبة.
سلوك خطير
واعتبرت كتارينا هيتزر أن التأثير على تقييم المعلمين “سلوك خطير”، خصوصاً عندما يصدر عن إدارة المدرسة المسؤولة عن تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بالنظام المدرسي السويدي.
وأكدت معلمة العلوم الاجتماعية في المدرسة الإنجليزية يسرا المنصور، أنها أبلغت إدارة المدرسة بتحذيرات عدة حول الأمر بصفتها ممثل للنقابة لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد. فيما اكدت المنصور اليوم أن نتائج الاستبيان باتت دليلاً واضحاًعلى وجود مشكلة تتعلق بتقييم درجات الطلبة في المدرسة الدولية الإنجليزية.
النقاش بعد الصيف
رئيسة الأكاديمية في المدرسة الإنجليزية آنا كارين ساندمان، أوضحت في رد كتابي على صحيفة DN أن “الإدارة تأخذ نتائج الاستبيان على محمل الجد وستناقشها مع النقابة بعد فصل الصيف، لمعرفة كيف يمكن العمل بشكل أفضل لدعم المعلمين في ممارسة سلطاتهم، ولدعم إدارات المدارس في جهودها لضمان تقييم الدرجات الصحيح والمتساوي والعادل”.
ولفتت إلى أنه من مسؤولية المديرين التأكد من تقييم الدرجات بشكل صحيح، وقالت “من الممكن أن يكون هناك ضغط من المعلمين في الحالات التي تختلف فيها الآراء”.
الاستبيان أظهر أيضاً أن حوالي نصف مدارس الشركة البالغ عددها 46 مدرسة معرضة بشكل خاص للتأثير على تقييم الدرجات، وفقًا لكتارينا هيتزر. ومع ذلك، لم تتخذ نقابة المعلمين السويدية في IES موقفاً حتى الآن بشأن مدى البيانات التي يجب الكشف عنها، مثل ما إذا كانت النقابة ستكشف عن المدارس والمديرين المحددين المشار إليهم بشكل خاص.
قلق وظيفي
القلق على الوضع الوظيفي برأي كتارينا ويسرا حال دون مشاركة عدد من المدرسين في الإجابة عن أسئلة النقابة، إلى جانب أن “هناك ثقافة صمت متفشية بين المعلمين السويديين بشكل عام، وتبرز بشكل خاص في المدرسة الإنجليزية مما يفاقم التحديات فيها أكثر”.
توظيف من الخارج
توظيف مدارس IES لعدد كبير من المعلمين والمديرين من خارج السويد برأي كتارينا هيتزر شكل تحدياً إضافياً لتقييم الدرجات في المدرسة الإنجليزية.
إحصائيات الشركة أظهرت أن حوالي نصف المعلمين في المدارس الإنجليزية ممن لديهم تدريب تعليمي تم توظيفهم من البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية كالمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة.
قصص واقعية
وتضمنت الآراء في الاستبيان قصصاً عدة تظهر أن إدارة المدرسة الدولية لا تدعم المعلمين عندما يشعرون بالضغط لتقديم درجات أعلى، وأن أولياء الأمور يطالبون المعلمين بأن يظهروا لهم الاختبارات التي أداها أطفالهم
وذكرت يسرا المنصور أن “معلمة استعانت بها قبل عام واحد بصفتها مندوبة لنقابة المعلمين للاشتباه في أن المدير السابق قام بتغيير درجة رياضيات أعطتها لأحد طلابها، وعندما بدأت النقابة التحقيق فيما حدث، تبين أن المدير غير الدرجة فعلاً لأنه كان معلماً للرياضيات في بلده الأصلي، وكان يحق له في بلده أن يفعل ذلك”.
وقاتل يسرا “حينها، كان علي أن أشرح أننا لا نفعل ذلك في السويد، ولا أعتقد بأنه كان ينتهك القوانين عمداً، بل كان يعتقد فعلاً أنه يفعل الصواب”.
وروت أيضاً قصة معلم غير مؤهل أبلغ العام الماضي عن مدير طلب منه توقيع وثائق تقييم درجات الطلبة رغم أن ذلك يتعارض مع القوانين.
تأهيل المعلمين
وأضاف يسرا “ربما يبذل عدد من المديرين قصارى جهدهم، لكن من الصعب معرفة القوانين والأنظمة التعليمية السويدية، خصوصاً إذا لم يكونوا يتحدثون اللغة السويدية”، مشيرة إلى أن إدارة المدارس اكتفت بالتعقيب بأن المديرين والمعلمين يتلقون تدريباً حول المناهج الدراسية السويدية ونظام التقييم.
وهي إجابة مماثلة تلقتها صحيفة DN من إدارة الاتصال في المدارس، حيث أشارت إلى أن 16 من أصل 23 مديراً أجنبياً يعملون في المدارس أكملوا برنامج المدير السويدي الذي يعادل 30 نقطة دراسية.