تهديد بجسم مشبوه على باب مسجد ستوكهولم الكبير

: 1/29/21, 10:51 AM
Updated: 1/29/21, 10:51 AM
Foto: privat
Foto: privat

مدير المركز الإسلامي لـ”الكومبس”: كاميرا المسجد رصدت من وضع الجسم

القوى الخيّرة في المجتمع السويدي أكبر بكثير

المساجد تقدم خدمات جليلة للمسلمين وغير المسلمين

نتعاون مع الكنيسة في مساعدة اللاجئين الجدد

السياسيون الشعبويون أجّجوا الخطاب العنصري ولعبوا على وتر القوميات

الكومبس – ستوكهولم: تعرض مسجد ستوكهولم الكبير لاعتداء بوضع جسم مشبوه على أحد أبوابه فجر اليوم. وأبلغت إدارة المسجد الشرطة التي حضرت إلى الموقع بسرعة واستدعت خبيراً بالمتفجرات لفحص الجسم المشبوه فاكتشف أن الجسم ليس خطيراً وأن الهدف منه التخويف فقط. وأزالت الشرطة الجسم الغريب وتحفظت عليه مع كتابة بلاغ بالواقعة.

وفي تفاصيل ما حدث، قال مدير المركز الإسلامي ومسجد ستوكهولم الكبير محمود الخلفي لـ”الكومبس” “من عادتي أن أقوم بجولة حول المسجد كل صباح، حيث لا يمر أسبوع دون أن نجد رسائل تهديد وعبارات مسيئة حول المسجد. واليوم حوالي الساعة السادسة صباحاً شاهدت على الباب الخاص بالموظفين جهازاً موصولاً بثلاثة أسلاك أُلصقت بالباب. اتصلت بالشرطة على الفور فحضروا بسرعة وأغلقوا المنطقة حول المسجد ثم جاء خبير المتفجرات. وأزيل الجسم في النهاية خلال حوالي 40 دقيقة من لحظة اكتشافنا الجسم”.

وعن طبيعة رسائل التهديد التي يجدونها عادة حول المسجد قال الخلفي “إنها عبارات مسيئة وعنصرية مثل “لا مكان للمساجد في السويد”، “أيها المسلمون اخرجوا من السويد”، “الإسلام هو الإرهاب”، وغيرها من العبارات. وصار الأمر يتكرر كثيراً في الفترات الأخيرة”.

ولفت الخلفي إلى أن كاميرا المراقبة خارج المسجد رصدت الشخص الذي وضع الجسم الغريب عند الساعة الثالثة فجراً. وقال إن ملامحه لم تكن واضحة لكنه يبدو في الأربعينات من العمر.

وتكررت الاعتداءات على المساجد في السويد خلال الفترة الأخيرة، بوضع أجسام مشبوهة أو بإرسال رسائل تحوي مواد غامضة مرفقة برسائل تهديد ووعيد.

وقال الخلفي إن مسجد ستوكهولم الكبير سجل حادثة مماثلة أيضاً في 23 أيلول/سبتمبر 2018 وأيضاً اكتشفت الشرطة أن الجسم غير خطير وأن هدفه التخويف فقط.

أقلية همجية ومتخلفة

ورأى الخلفي أن هدف هذه الأعمال “إرهاب المسلمين والأشخاص من أصول أجنبية عموماً”. وأضاف “تقوم بهذه الأعمال أقلية همجية ومتخلفة، فقوى الخير في المجتمع السويدي أكبر بكثير. في كل مرة يحصل مثل هذا الشيء تأتينا من غالبية المجتمع السويدي الورود ورسائل التضامن الرافضة للتصرفات العنصرية”.

وعن سبل مواجهة هذه التهديدات، قال الخلفي “أولاً يجب أخذ الأمر بجدية والتعاون مع الشرطة والجهات الرسمية لتوفير أسباب الحماية، حيث يجب أن نشعر بالأمان كمواطنين في هذا البلد. وثانياً أن نتواصل مع المجتمع السويدي والمواطنين الطيبين ونسهم في بناء المجتمع ونتعاون مع كل الاطراف ضد العنف والتطرف والعنصرية، وأن نظهر أن المساجد تقدم خدمات جليلة للمسلمين وغير المسلمين أيضاً”.

ومن أمثلة هذه الخدمات، قال الخلفي “نستقبل كل عام من 10 إلى 12 ألف طالب من عمر ست سنوات إلى الجامعة للتعرف على الثقافة الإسلامية. كما نشارك في برنامج إنساني مشترك مع كنيسة “كاتارينا” التي تجاورنا، والإغاثة الإسلامية، بهدف مساعدة اللاجئين الجدد وتقديم يد العون والمساعدة لهم (..) ونحن عضو فاعل في التعاون مع البلدية ومؤسسات المجتمع المدني في محاربة مشاكل التطرف والعنف والمخدرات وحماية الشباب والمراهقين من هذه المشكلات”.

خطاب سياسي شعبوي

يعيش الخلفي في السويد منذ 33 سنة، ويلاحظ أن الخطاب العنصري المتطرف ازداد في أوروبا عموماً خلال السنوات الأخيرة. ويرى أن من أسباب ذلك استغلال السياسيين الشعبويين للمشكلات الناتجة عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في تقديم خطاب شعبوي يحمّل المهاجرين المسؤولية ويلعب على وتر القوميات والإثنيات، الأمر الذي أدى إلى نشر خطاب الكراهية والعنصرية والنازية الجديدة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.