أيمن: شقيقتي توفيت تحت العملية ولكن أريد أن تكون قصتها عبرة للآخرين

: 3/27/23, 5:11 PM
Updated: 3/27/23, 7:24 PM
أيمن: شقيقتي توفيت تحت العملية ولكن أريد أن تكون قصتها عبرة للآخرين

الكومبس – خاص: كان من المفترض أن تكون عملية بسيطة لكن مها قدورة لم تستيقظ أبدًا بعد التخدير وزوجها الذي كان ينتظر خروجها من العملية سليمةً رآها بدلا من ذلك تُنقل في سيارة الإسعاف إلى الطوارئ.

وبعد يومين وهي موصلة بجهاز التنفس الصناعي ماتت مها والأسباب مازالت مجهولة.

زوج مها وأطفالها الثلاثة مازالوا في حالة لا تسمح لهم بالحديث عن الحادثة، ولكن شقيقها أيمن قدورة، يريد الحديث في الأمر لتسليط الضوء على ما يصفه بالـجريمة الموصومة.

يقول أيمن للكومبس: “سبب طرحي للأمر على الملأ هو تسليط الضوء على هذا النوع من الأخطاء الطبية حتى لا تتكرر. أختي ماتت ولن تعود ولكن أريد حالتها أن تكون عبرة للجميع. نريد التحذير من هذا النوع من المراكز غير المختصة والتي تدّعي أنها قادرة على إجراء هذا النوع من العمليات، رغم أن ليس لديهم لا المعدات ولا يتبعون الاجراءات المطلوبة”.

وتابع: “في أحد دعاياتهم لمركزهم الطبي يقولون إن المرضى معهم في أيدي آمنة. السؤال هنا: هل نحن فعلا في أيدي آمنة معهم”؟

من عملية بسيطة في عيادة خاصة إلى غرفة الطوارئ في المستشفى

لجأت مها قدورة وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 49 عاماً إلى عيادة خاصة في مالمو لتقوية عضلات البطن. ولأنه كان من الصعب الحصول على المساعدة من خلال خدمة الصحة العامة بإعتبارها عملية تجميلية كانت العيادة الخاصة هي الخيار المتاح.

ويذكر شقيق المتوفاة، أنها غالباً ما تكون قد عثرت على العيادة أو المركز الطبي من خلال إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

تم حجز موعد العملية في الـ14 من مارس ووُصفت العملية على أنها جراحة بسيطة. وبالفعل بدأ التحضير للعملية في الساعة الثامنة صباحاً وأبلغت العيادة، عائلة المريضة، أن العملية لن ستستغرق أكثر من ساعة حتّى أنه بإمكان زوجها أن ينتظرها في الخارج.

لكن بعد أكثر من أربع ساعات في غرفة العمليات فوجئ الزوج بنقل مها بسيارة إسعاف من العيادة إلى مستشفى سكونه الجامعي لأنها لم تستيقظ بعد من التخدير. في المستشفى حذر الأطباء من أن نقص الأكسجين الذي كانت تعاني منه مها سيكون له عواقب وخيمة، حتى وإن نجت فكان هناك خطر إصابتها بالشلل.

بعد يومين في قسم العناية المركزة تحت جهاز التنفس الاصطناعي، توفيت مها محاطة بعائلتها.

ما حصل لمها جعل عائلتها تفتح تحقيقاً لمعرفة ما حدث في العيادة، والذي قد يكون تسبب في وفاتها.

رفع شقيق المتوفاة أيمن قدورة، بلاغاً على العيادة الخاصة عند إيفو (مفتشية الرعاية الصحية) وبالتوازي يجري التحقيق في سبب الوفاة من قبل الشرطة، وقبل كل ذلك أرسل فريق الإسعاف، الذي نقل مها تقريرا للعيادة الخاصة لملاحظتهم وجود أوجه قصور عديدة.

العديد من العيوب ظهرت عندما توقف قلب مها في العيادة الخاصة

بعد يومين من نشر خبر وفاة مها، ذكرت وسائل إعلام محلية، وجود أوجه قصور طبية حول التعامل مع الحالة عندما توقف قلب مها.

لاحظ المسعفون جملة من أوجه القصور منها اعتبار الإنعاش القلبي الرئوي غير كافٍ وأن المريضة لم تكن متصلةً بجهاز تنظيم ضربات القلب. وأتى في تقرير المسعفين أنه عندما وصلت سيارة الإسعاف إلى مكان العيادة قابلهم طاقم عمل لم يكن يعرف أين يوجد المصعد لنقل المريضة إلى سيارة الإسعاف. كما أن العيادة لم تستطع أن تقدم للمسعفين أي تقرير أو مذكرات طبية بخصوص الحالة أو العملية.

الكومبس تواصلت مع أيمن قدورة شقيق مها ومع العيادة التي أجرت العملية
في اتصلنا مع العيادة التي أجرت العملية لمها، أخبرونا أنهم بصدد إجراء تحقيق داخلي لمعرفة سبب الوفاة ، قبل الخروج والتحدث للصحافة، هذا فيما تجري بالتوازي عدة تحقيقات تجريها السلطات الطبية والجنائية

فيما يقول أيمن خلال حديثنا معه: “رفعت قضية وعيّنت محامياً وقد نقل جثمان أختي إلى التشريح والآن ملفها تابع للبحث الجنائي”.

“لم يتوقف قلب أختي فحسب بل إستغرق إنقاذها فترة طويلة. لا يمتلكون لا معدات ولا خبرة كافية. في حال حدوث أي شيء يتصلون بالإسعاف والإسعاف يحتاج لوقت لكي يأتي. إذا توقف قلبها لجرعة زائدة في الأكسجين أو لخطأ في طريقة التخدير فلا بأس. هذا خطأ بشري ولكن الكارثة هي عدم وجود الإمكانيات اللازمة وعدم الإستعداد لإجراء عملية الإنعاش لإصلاح الخطأ الطبي”.

“ويتابع: “الخطأ وارد ولكن وجود نقص في الاستعدادات الأساسية للتعامل مع الأخطاء أعتبره جريمة وجريمة موصوفة ويجب تسليط الضوء عليها. نحن لا نتعامل بغضب أو كانتقام شخصي. نحن في تصالح مع أنفسنا ولكن نريد أن ننشر الوعي”.

شقيق المتوفاة يذكر أن العيادة الخاصة لم تسلمهم تقارير تظهر ما حدث حتى الآن. اكتفت العيادة بالقول إنهم يجرون تحقيقاً داخليا ولا يريدون مشاركة أي معلومات حتى انتهاء التحقيق، ولكن أيمن يعتقد أن سبب تمنعهم من مشاركة ما حدث أثناء العملية هو تخوفهم ورغبتهم في إخفاء شيء ما.

ماذا كانت طبيعة العملية التي أجرتها أختك؟

“العملية هي لشد عضلات المعدة لأنه حدث تفتق في العضلات نتيجة ولادة القيصرية قبل أعوام. هذه كانت رغبة أختي ولكن ليس لدي أي معلومات مؤكدة لأنهم لم يعطونا المذكرات”.

أنت تتحدث وكأنك متأكد أنها ماتت بسبب التقصير – أليس في ذلك إستباقاً للأحداث؟

“لا، لأننا إستشرنا أطباء. سألت طبيب متخصص بالتخدير في العمليات الجراحية في غرف الطوارئ وذكر أن أغلب الأخطاء الواردة لها علاقة بالتخدير. لكن إذا كان هناك إسعاف مباشر بعد الخطأ الطبي كان من الممكن إنقاذ المريض، حتى في حال كان طبيب التخدير قد أخطأ، ولكن لم يكن ذلك ممكناً في حالة أختي، لأنه كان هناك نقص في المعدات”.

ما هي مطالبكم حالياََ؟

“أنا لا أطالب بإقفال العيادة. هذا عمل الجهات المختصة ولكن نحن نريد فهم ما حدث. نريد على الأقل أن نطلّع على سجلات ما حدث داخل غرفة العمليات وفهم الأمر وإتخاذ الإجراءات اللازمة لكي لا يتضرر آخرون”.

كيف كانت صحة مها العامة؟

“على حد علمنا كانت صحتها جيدة ولا تعاني من شيء سوا من مرض السكري والذي هو وراثي في العائلة. العيادة تقول الآن إن مها كانت من المعرضين للخطر (riskgrupp) ولكن عندما لجأت هي لهم لإجراء العملية هل استفسروا عن صحتها وعن مدى خطورة العملية بالنسبة لها أم أنهم فقط تأكدوا من كونها تملك المبلغ الكافي لدفع تكاليف العملية؟”

وفيما إذا كانت العملية باهظة الثمن يقول أيمن: إنه ليس متأكداً ولكنه يعتقد أنها كلفت حوالي الـ50 ألف كرون.

ويُذكر أن التحقيق في سبب وفاة مها مازال مفتوحا ولكن الأمر قد يستغرق أسابيع أو شهورًا قبل أن يتم تحديده ومن ثم ستقوم مفتشية الرعاية الصحية بمراجعة السجلات الطبية وتفسيرات العيادة.

وبالتواصل مع مستشفى سكونه الجامعي ردت الهيئة الطبية عبر متحدثها الرسمي بأنها لا تعلق على أيّ حالات خاصة بسبب واجب احترام سرية المريض ولكنهم قد يأتون بتعليق عام من أحد المسؤولين عن الحالة يوم الغد الثلاثاء.

Source: www.sydsvenskan.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.