الكومبس – اقتصاد: أطلق “سويدبنك”، أحد أكبر المصارف السويدية، اليوم سلسلة توقعات اقتصادية تعطي نظرة متشائمة حول واقع الاقتصاد السويدي في الفترة المقبلة، مع تقلص في النمو، وارتفاع في الفائدة، وكذلك في معدل البطالة.
انكماش اقتصادي
وقال المصرف في تقريره إن السويد “دخلت في مرحلة من الانكماش الاقتصادي الذي سيزداد سوءاً ويستمر لفترة طويلة قبل أن يتحسن”، متحدثاً بشكل خاص عن خريف صعب ينتظر السويديين.
وتوقع أن ينكمش النمو السويدي بنسبة 0.9 مع نهاية العام 2023، وهو رقم أفضل قليلاً مما ورد في التقرير الاقتصادي في أبريل.
كما توقع انكماشاً بنسبة 0.3 بالمئة في عام 2024 مقارنة بنمو قدره 0.3 بالمئة في توقعات سابقة نشرها خلال فصل الربيع.
تراجع أكبر للكرون ورفع الفائدة
ويتوقع تقرير البنك انخفاضاً مستمراً في قيمة الكرون السويدي، ليصل إلى 12.10 كروناً لليورو الواحد مع نهاية العام، قبل أن تبدأ مرحلة تعافيه.
كما توقع ماتياس بيرشون، كبير الاقتصاديين في البنك، رفع أسعار الفائدة مرّتين إضافيتين في سبتمبر ونوفمبر لتصل إلى 4.25 في المائة. وهو أعلى سعر فائدة منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008.
وشدد على ضرورة رفع الفائدة لمنع ترسّخ التضخم عند مستويات مرتفعة، ما يؤدي إلى صعوبات أكبر بكثير.
ولكنه توقع أن يبدأ البنك المركزي بخفض الفائدة بطريقة تدريجية في يونيو المقبل، في حال تباطؤ التضخم واستقرار الكرون، لتصل إلى 2.5 بالمئة في نهاية 2025.
ورجح البنك انخفاض أسعار المساكن نهاية العام، بسبب الأزمة الحالية.
سوق العمل
ضغطت مستويات التضخم المرتفعة التي شهدتها السويد على الاحوال المعيشية للمواطنين، ولكن الأزمة لم تنعكس حتى الآن بشكل كبير على سوق العمل، الذي استمر قوياً رغم مؤشرات بدأت تظهر حول تباطؤه.
ولكن سويدبنك يحذر من “تحوّل وتدهور قريب” لسوق العمل، وارتفاع معدلات البطالة في البلاد مع تراجع مستويات التضخم المرتفعة.
واعتبر تقرير البنك أن المتانة التي أظهرها سوق العمل تعود إلى عدة أسباب، بينها نجاح الشركات في نقل ارتفاع التكاليف إلى عملائها عبر رفع أسعار منتجاتها.
ولفت إلى أن ارتفاع التضخم ربما يكون أنقذ سوق العمل بسبب خفض تكاليف العمالة.
ويتوقع سويدبنك أن ترتفع معدلات البطالة إلى ذروتها نهاية العام 2024 لتبلغ 8.3 بالمئة، ما يعني زيادة عدد العاطلين عن العمل بمقدار 50 ألف شخص.