جدل كبير.. “عمليات عذرية” تجري سراً في السويد للحفاظ على “الشرف”

: 10/31/22, 9:45 AM
Updated: 10/31/22, 2:48 PM
(تعبيرية)
Foto: Isabell Höjman / TT
(تعبيرية) Foto: Isabell Höjman / TT

طبيبة تنصح شابة بوضع كبد دجاج طازج في المهبل

هيئة المساواة بين الجنسين: يجب سحب تراخيص الأطباء

خبراء: لا يوجد علمياً ما يسمى غشاء البكارة

الكومبس – ستوكهولم: يثير ما يسمى “عمليات إعادة العذرية” جدلاً في السويد، بعد أن كشف تحقيق أجراه التلفزيون السويدي أن عدداً من العيادات مستعدة لإجراء هذه العمليات للشابات مقابل أموال تتراوح بين 10 آلاف و40 ألف كرون.

التحقيق نصب فخاً لبعض العيادات عبر إرساله مراسلة صحفية تظاهرت بأنها تريد إعادة عذريتها. وبينما قالت بعض العيادات علناً إنها لا تجري هذا النوع من العمليات، فإنها قبلت سراً بإجرائها.

وتضمن التحقيق مقابلة مع فتاة، قالت إنها خضعت لفحص العذرية حين كانت في الـ16 عاماً من عمرها بإجبار من أهلها، متحدثة عن أثر ذلك على حياتها.

فيما اعتبرت هيئة المساواة بين الجنسين “العمليات” أحد ركائز “الاضطهاد المرتبط بالشرف”، مطالبة بسحب ترخيص كل طبيب يجري هذه العمليات.

وفي الوقت نفسه، عرض التلفزيون رأي خبيرة تقول إنه لا يوجد علمياً ما يسمى “عملية إعادة العذرية”، وأنه لا يمكن أصلاً أن يعرف أحد غير الفتاة نفسها إن كانت مارست الجنس من قبل أم لا.

عمليات سرية

عادة ما تتم “عمليات العذرية” بشكل سري، لذلك اتصلت مراسلة في التلفزيون من أصل لبناني عمرها 25 عاماً بعدد من العيادات وتظاهرت أنها تتعرض لاضطهاد الشرف بعد أن أجبرتها عائلتها على الزواج، وأنها مضطرة لإجراء عملية إعادة العذرية.

وقبلت 5 عيادات بإجراء العملية من أصل 20 اتصلت بها المراسلة.

وتعني العذرية أن على الفتاة عدم ممارسة الجنس قبل الزواج، لأن ذلك يلحق العار بأهلها حسب معايير الشرف المجتمعية، ومن علامات العذرية التي يصر عليها كثيرون، حدوث نزيف في ليلة الزفاف.

من غير المعروف عدد الشابات اللاتي يعشن في السويد تحت “شرط العذرية”، غير أن مسحاً أجري في بلدية بوتشيركا أظهر أنه يُطبق على ثلث الفتيات.

وأظهر التحقيق أن كثيراً من المحادثات الطبية حول العذرية تتم سراً، حيث تنتقل النصائح من الأطباء شفوياً.

إحدى الطبيبات في Vårby Care في ستوكهولم عرضت إجراء عملية جراحية مقابل 10 آلاف كرون. وعندما حان الوقت ، ألغت الطبيبة الموعد على عجل وقدمت نصيحة بدلاً من ذلك قائلة للفتاة “يمكنك وضع كبد دجاج طازج في المهبل للتأكد من تدفق الدم ليلة الدخلة”.

وبعد أسبوع، عرضت مجدداً إجراء العملية وقالت إنها تفعل ذلك لحماية الفتيات وإنقاذ مستقبلهن.

وعما إن كان يجب عليها بدل ذلك الاتصال بالشرطة، قالت الطبيبة للتلفزيون “هذا يمكن أن يجعل الأمر أسوأ بالنسبة للفتاة لأن الأسرة قد تقتلها”.

وبحسب أطباء تحدثوا لـSVT فإنه من الأساطير العلمية أن ما يسمى “غشاء البكارة” يجب أن يتمزق عند الجماع الجنسي الأول، ورغم ذلك فإنه حتى العيادات الكبيرة القائمة تقدم ما يسمى عمليات “إصلاح غشاء البكارة”. حيث وافقت عيادة التجميل Devita في البداية على إجراء العملية لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة ، والسبب، وفقاً للممرضة، هو “أن الجراح لا يريد أن ينتهي به الأمر في وسائل الإعلام”.

وفي عيادة Akademikliniken التي تصف نفسها بأنها رائدة في الجراحة التجميلية في الشمال الأوروبي، تبلغ تكلف العملية 30 ألف كرون. كما أنها العيادة الوحيدة التي وافقت على إجراء مقابلة علنية حول الموضوع. وقالت جراحة التجميل ريكا فيلتيم “إلى أين تذهب تلك النساء؟َ إنهن يائسات، وفي حال حظر العمليات في السويد فإنهن سيسافرن إلى الخارج”.

لا أساس علمي

وفي عيادة أخرى في أوربرو، صورت المراسلة بكاميرا مخفية كيف وافق الطبيب على إجراء العملية مقابل 44 ألف كرون. وقال الجراح لـSVT لاحقاً “إنها مجموعة من النساء اللاتي يحتجن إلى المساعدة ولا يحصلن عليها في أي مكان آخر”.

ورداً على سؤال “هل ينبغي حقاً تنفيذ هذه العمليات غير العلمية؟”، أجاب الطبيب “إذا قابلت تلك النساء، فنادراً ما يساعد التحدث عن الأساس العلمي لشرح أنه لا يوجد غشاء البكارة. هذا شيء ثقافي وعاطفي”.

ووفقاً للخبراء الذين عرضهم SVT، فإن الإجراءات التي تقدمها العيادات هي مساعدة مضللة تدعم الأساطير والاضطهاد.

وعن مدى قانونية هذه العمليات، قالت المحققة في هيئة المساواة بين الجنسين مادلين لارشون” إنها منطقة رمادية قانونية. ومن غير المعروف ما إن كانت هذه العمليات قانونية حقاً، لكن وفقاً لقانون سلامة المرضى، يجب على الأطباء التصرف وفقاً للعلم والخبرة المثبتة، ولا يوجد شيء اسمه غشاء البكارة. لذلك يجب سحب تراخيص الأطباء الذين يجرون هذه العمليات”.

ورغم عدة سنوات من الجدل والاقتراحات لحظر ما يسمى “عمليات العذرية” ، لا يوجد في القانون السويدي ما يحظر إجراءات الرعاية الخاصة أو العامة للمرأة فوق سن 18 عاماً. لكن الحكومة الجديدة قالت بوضوح إنها تريد تجريم هذه العمليات.

وتمنع إدارة الرعاية الاجتماعية الأطباء من إجراء “فحوصات العذرية” لأنه لا يوجد دليل يثبت طبياً ما إذا كانت المرأة قد مارست الجنس. وإضافة إلى ذلك يمكن أن يعاقب القانون على إجراء فحص العذرية إذا تم ذلك دون موافقة، أو إذا كانت الفتاة التي تحضع للفحص دون سن 15 عاماً.

ولا يعرف بدقة مدى شيوع عمليات العذرية في السويد.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.