حزب SD.. من كيان منبوذ إلى ثاني أكثر الأحزاب شعبية!

: 9/14/22, 2:15 PM
Updated: 9/15/22, 3:56 PM
حقق حزب ديمقراطيي السويد انتصاراً واضحاً في الانتخابات الأخيرة
Foto: Maja Suslin / TT
حقق حزب ديمقراطيي السويد انتصاراً واضحاً في الانتخابات الأخيرة Foto: Maja Suslin / TT

من هو SD وكيف صعد بهذه السرعة؟

الكومبس – ستوكهولم: أصبح حزب ديمقراطيي السويد (SD) أكبر أحزاب اليمين وثاني أكبر حزب في البلاد، ما يعني أن الحزب اليميني القومي اكتسب تأثيراً على سياسة الحكومة. فما هي أيديولوجيته؟ وما أهدافه؟

فيما ترقبت أوروبا نتائج الانتخابات السويدية، تساءل كثيرون عن أسباب صعود حزب ديمقراطيي السويد اليميني القومي المناهض للهجرة وازدياد شعبيته في السويد التي تعد معقل التسامح. حسب DW.

أصبح حزب SD ثاني أقوى حزب بعد حصوله على 20.6 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، وهو ما يعد أكبر إنجاز انتخابي يحققه الحزب على الإطلاق. وبات الحزب الأكبر في الكتلة اليمينية إذ تفوق على حزب المحافظين الذي حل في المرتبة الثالثة بنسبة 19.1 بالمئة من الأصوات.

من هو SD؟

تأسس الحزب العام 1988 موحداً الأطياف المختلفة من الوسط اليميني المتطرف في السويد بما في ذلك الفاشيين وأنصار “القومية البيضاء”. فيما أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة يوتيبوري يوهان مارتينسون إلى أن “بعض العناصر كانت لها صلات بشكل علني مع حركات النازية الجديدة”. وفي منتصف تسعينات القرن الماضي، أدانت قيادة الحزب الجديدة النازية بشكل علني.

وأضاف مارتينسون أن الحزب “بدأ في حظر “الحركات” ذات الميول المتطرفة بشكل تدريجي” إذ جرى طرد الأعضاء المتطرفين بشكل علني وأعيد تشكيل برنامج الحزب.

ورغم ذلك، فإن الصحافي التركي المعارض بولنت كينيس الذي يعيش في السويد منذ عام 2016، قال إن الحزب “يخفي أجندة سرية” إذ يعتقد بأن الحزب وضع “وجهاً ناعماً” فقط على أيديولوجيته النازية الجديدة من أجل جعل الحزب أكثر قبولاً لدى المجتمع السويدي.

قيادة جديدة؟

وفي العام 2005، وصل رئيس الحزب الحالي جيمي أوكيسون إلى رئاسة الحزب، وكان عمره آنذاك 26 عاماً، بعد أن كان عضواً سابقا في حزب المحافظين. وعلى الفور، قام أوكيسون بإبعاد صورة الحزب عن أصوله اليمينية المتطرفة، لكنه اقترب من التيارات الشعبوية.

وعلى غرار الحركات الشعبوية اليمينية الأخرى، شرع الحزب في الدفاع عن “السكان العاديين” ضد النخبة الفاسدة في ذروة الركود العالمي، حسبما ذكر الباحث دانيال لي تومسون في ورقة بحثية تناولت صعود الحزب.

وفي محاولة لكسب ود السويديين، عمد الحزب إلى اتخاذ إجراءات شملت تغيير شعاره من صورة لعلم السويد على شكل شعلة ملتهبة إلى زهرة “بينيوورت” مع ألوان علم البلاد الأصفر والأزرق.

ودخل الحزب البرلمان للمرة الأولى العام 2010 بعد حصوله على حوالي 6 بالمائة من الأصوات، لكن طموح قادة الحزب لم يتوقف عند هذا الحد رغم أنه كان يُنظر إليه باعتباره “حزباً منبوذاً” في مراحل تشكيل الائتلافات. لكن أزمة الهجرة عام 2015، صبت في صالح الحزب.

تغير مسار الحزب

وفي ظل أزمة الهجرة العام 2015، تعرضت أوروبا لموجة كبيرة من المهاجرين واللاجئين الفارين بشكل رئيسي من الصراع السوري حيث وصل إلى القارة قرابة 1.3 مليون شخص خلال عام واحد، فيما استقبلت السويد حوالي 163 ألف طالب لجوء، مقابل استقبال ألمانيا قرابة مليون طالب لجوء.

وبهذا العدد، استقبلت السويد العام 2015 ثاني أكبر عدد من طلبات اللجوء للفرد في أوروبا بعد هنغاريا. ويرى مارتينسون، الذي كتب ورقة بحثية موسعة عن الحزب، أن هذا الأمر كان عاملاً رئيسياً في تنامي نفوذ الحزب، مضيفاً أن “هذا العدد الكبير غير المسبوق لطالبي اللجوء في السويد وما نجم عنه من تغير سريع استثنائي في التركيبة السكانية من حيث العرق ونسبة المواطنين المولودين في الخارج، لعب دوراً رئيساً في نجاح الحزب خلال العقد الماضي”.

وبعد أن أصبحت الهجرة القضية الرئيسة في انتخابات العامين 2014 و2018، نجح SD في الاستفادة من القلق حيال هذه القضية.

وفي ذلك، يقول كينيس إن دفاع الحزب عن “السويديين” ساعده على تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات، مضيفاً “يشعر بعض السكان غير المتعلمين بأن العمالة الرخيصة من المهاجرين تشكل تهديداً لهم. إنهم يعتقدون يأن حزب الديمقراطيين الاشتراكيين لم يعد يدافع عن مصالحهم”.

وإضافة إلى ذلك، لعب تزايد النشاط الإجرامي وعنف العصابات دوراً في صعود الحزب الذي ضاعف مقاعده في البرلمان عام 2014 بعد حصوله على 13 بالمئة من الأصوات فيما بلغت النسبة 18 بالمئة في انتخابات 2018.

ومهدت موافقة حزب المحافظين على التعاون مع حزب ديمقراطيي السويد العام 2019، الطريق أمام الحزب لإمكانية المشاركة في الحكم.

تنامي قوة الحزب

ويؤكد كينيس، الذي يتابع الحزب منذ وقت طويل، أنه فوجئ بأن حزب ديمقراطيي السويد أصبح ثاني أكبر حزب في الانتخابات رغم أنه خسر كثيراً من الأصوات الداعمة له خلال جائحة كورونا حيث توجه الناخبون أكثر صوب الأحزاب القائمة.

ويضيف بأن التداعيات الاقتصادية جراء الجائحة والحرب الروسية في أوكرانيا لعبت دوراً في تعزيز شعبية الحزب خصوصاً بين الطبقة العاملة، لكنه يشدد على أنه ليس جميع الناخبين الذين صوتوا للحزب يدعمون أيديولوجيته، إذ أن تصويتهم كان رداً على “التدهور الاقتصادي والتضخم”.

طموحات الحزب

بدوره، يصنف مارتينسون حزب “الديمقراطيين السويديين” باعتباره حزبا “مناهضا للهجرة وذا أيديولوجية قومية”، لكن لا يذهب إلى حد تصنيفه كحزب متطرف أو يميني متطرف. ويقول “يعد الحزب من الناحية الاقتصادية أكثر وسطية وواقعية بتقديمه مزيجاً من أفكار اليسار واليمين”.

ورغم ذلك، يؤكد الصحافي كينيس أن الحزب يعد “تهديداً للديمقراطية” في السويد، مشيراً إلى أن 214 من مرشحي الحزب الذين خاضوا الانتخابات الأخيرة يمكن القول إن لهم صلات بحركات يمينية متطرفة.

وتجدر الإشارة إلى أن حزب “الديمقراطيين السويديين” يهدف إلى تحقيق العدد “صفر” من طالبي اللجوء إلى جانب سن عقوبات قاسية والشروع في عمليات ترحيل كبيرة. وأوروبياً، يُعرف الحزب بسياساته المشككة في الاتحاد الأوروبي.

ونقل موقع “بوليتيكو” الإخباري عن زعيم الحزب جيمي أوكيسون قوله خلال تجمع حاشد في هلسنغبوري مطلع الشهر الحالي إن السويد “بلد عظيم وآمن وناجح ويمكن أن يعود كذلك مرة أخرى” وأضاف “لقد حان الوقت لتعطونا الفرصة لجعل السويد دولة عظيمة مرة أخرى”.

سونيا انجيليكا ديهن

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.