حضور لافت في حفل كتاب “النكبة” للصحفي السويدي بيرنت هيرميلي

شهادات مكتوبة ومسجلة عن فلسطين العامرة والمتسامحة ما قبل النكبة
ممول الكتاب رجل أعمال سويدي: مساهمة تاريخية

الكومبس – خاص: غصت قاعة المحاضرات في متحف البحر المتوسط أمس الأربعاء بحضور حفل توقيع كتاب “النكبة كارثة أمام أعيننا”، الذي ألّفه الصحفي السويدي بيرنت هيرميلي (Bernt Hermele) بالاشتراك مع زميله كاتو لين (Cato Lein).

وشهد الحفل حضور عدد كبير من الأشخاص، غالبيتهم من السويديين المناصرين أو المهتمين بالقضية الفلسطينية.

وقال الكاتب بيرنت هرميلي، وهو من الدين اليهودي، إن الكتاب وثيقة تجمع شهادات عن النكبة الفلسطينية التي وقعت في العام 1948 على لسان من عاصروها، مضيفاً “قمت برحلات إلى مخيمات الأردن والضفة ولبنان إضافة إلى جمع شهادات من فلسطينيين في أوروبا، ومن هنا تأتي أهمية هذا العمل الذي يتحدث عن نفسه من خلال شهادات حقيقية. لكل شهادة صاحب وهو فقط من له الحق في إظهارها وامتلاكها، وهذه شهادات للتاريخ وللأجيال”.

وقرأ الكاتب بعضاً من الشهادات التي تؤكد أن الفلسطينيين كانوا يعيشون في بلاد عامرة وفيها تسامح بين أتباعه الأديان والطوائف، وأن الفلسطينيين رحبوا بموجات هجرات اليهود هرباً من العنصرية والبطش الذي لحق بهم في مختلف المراحل والبلدان الأوروبية.

كما قرأ الكاتب شهادة لأحد الأثرياء الفلسطينيين في عمان يقول صاحبها “النكبة لا تزال مستمرة ونحن عايشنا منها إلى الآن ثلاث نتائج، النتيجة الأولى عندما فقدنا بيوتنا، النتيجة الثانية عندما أصبحنا لاجئين في بقاع الأرض، أما النتيجة الثالثة فعندما توقفت فلسطين عن الوجود كبلد تاريخي وله مساهمات حضارية مند القدم”.

وتحدث الكاتب عن فكرة الكتاب وكيف تطورت، خصوصاً عندما أبدى السياسي من حزب الاشتراكيين الديمقراطيين ورجل الأعمال السويدي كاشتن إندي (Karsten Inde) استعداده لتمويل المشروع، الذين لا يقتصر على الكتاب بل يشمل أيضاً ملفات صوتية (بودكاست).

وقال الممول إندي “كان لدي اهتمام مبكرة بالسياسة، مع توجهات قوية لنشر مفاهيم السلام والحرية والعدالة في العالم، وأنا أعتبر نفسي دائماً صديقاً لفلسطين، وأعبر بقوة عن رفضي الشديد لحالة الظلم الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني اليوم. عندما قابلت الكاتب والصحفي بيرنت هيرميلي وعرض علي فكرة جمع شهادات من النكبة الفلسطينية، بكتاب وبودكاست، شعرت أنني أسهم بعمل تاريخي مهم، وقلت له أنا مستعد لتمويل المشروع”.

وشهد حفل التوقيع تفاعلاً واضحاً من الحضور، من خلال طرح عدد من الأسئلة والمداخلات حول قضية النكبة. فيما أهدى العمل لوالدته التي توفيت جراء عملية انتحارية في نهاريا، في إشارة قد تكون رمزية منه على العمق الإنساني للقضية الفلسطينية.