حوار مع شباب من عدة بلدان عربية في مخيم صيفي قرب استوكهولم

: 8/12/12, 5:32 AM
Updated: 8/12/12, 5:32 AM
حوار مع شباب من عدة بلدان عربية في مخيم صيفي قرب استوكهولم

الكومبس- تشارك مجموعة من الشباب العرب في مخيم صيفي تابع لمنظمة SSU شبيبة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، جنوب العاصمة السويدية استوكهولم، ما بين 9 إلى 12 من شهر أغسطس/آب ويضم حوالي 600 مشترك من جميع أنحاء السويد ومن دول مختلفة. المجموعة العربية المشاركة تتألف من شباب وشابات يمثلون منظمات مدنية أو شبابية تابعة لأحزاب بتوجهات اشتراكية وديمقراطية وصلوا إلى السويد من عدة بلدان عربية منها مصر وتونس وفلسطين وليبيا ولبنان وسوريا

الكومبس- تشارك مجموعة من الشباب العرب في مخيم صيفي تابع لمنظمة SSU شبيبة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، جنوب العاصمة السويدية استوكهولم، ما بين 9 إلى 12 من شهر أغسطس/آب ويضم حوالي 600 مشترك من جميع أنحاء السويد ومن دول مختلفة.

المجموعة العربية المشاركة تتألف من شباب وشابات يمثلون منظمات مدنية أو شبابية تابعة لأحزاب بتوجهات اشتراكية وديمقراطية وصلوا إلى السويد من عدة بلدان عربية منها مصر وتونس وفلسطين وليبيا ولبنان وسوريا، ليتقاسموا مع منظمات شبابية عالمية التجارب والخبرات ويناقشوا قضايا وهموم قد تخص كل بلد أو منطقة إقليمية بعينها، وقد تكون مشتركة عنوانها الأساسي تطلعات الشباب وطموحه ودوره في المجتمع حاليا ومستقبلا، خاصة أن شباب اليوم هم قادة المستقبل.


إجراءات لا تتعلق فقط بالجوانب الإدارية وتخصيص وقت على هامش برامج المشاركين، بل إجراءات تتسم أيضا بالطابع الأمني، فما حدث في النرويج قبل عام تقريبا في معسكر مشابه لا يزال ماثلا في الأذهان، خاصة أن منظمة الشبيبة النرويجية التي استهدفت من قبل "سفاح النرويج" أنديرس بيرينغ بريفيك هي منظمة توأم مع المنظمة السويدية المستضيفة للمخيم الحالي.

الكومبس استغل فرصة وجود هذه المجموعة الشبابية العربية في السويد، وأجرى لقاءا مع معظمهم، 11 شاب وشابة اشتركوا بالإجابة على أسئلة تخص دور الشباب العربي في المرحلة الجديدة التي تمر بها البلدان العربية، وتتعلق بالرسائل التي يريدون إيصالها للمشاركين، إضافة إلى ما يمكن أن يفيدهم ويحملوه معهم من هذا النشاط إلى بلدانهم، اللقاء تحول إلى حلقة نقاش ممتع ومتنوع.

إجراءات أمنية ونشاطات شبابية متنوعة وسط طبيعة خلابة

مفوضة العلاقات الخارجية في منظمة شبيية حزب الاشتراكيين الديمقراطيين دارينا آغا رتبت لنا إجراءات الدخول إلى المخيم، وهي إجراءات لا تتعلق فقط بالجوانب الإدارية وتخصيص وقت على هامش برامج المشاركين، بل إجراءات تتسم أيضا بالطابع الأمني، فما حدث في النرويج قبل عام تقريبا في معسكر مشابه لا يزال ماثلا في الأذهان، خاصة أن منظمة الشبيبة النرويجية التي استهدفت من قبل "سفاح النرويج" أنديرس بيرينغ بريفيك هي منظمة توأم مع المنظمة السويدية المستضيفة للمخيم الحالي.

DSCF0566.JPG

بعد رحلة بالسيارة استمرت أقل من ساعة من وسط العاصمة استوكهولم، وصلنا إلى مكان مخيم Bommersvik الواقع على ضفاف بحيرة Yngern الكبيرة بالقرب من مدينة سوديرتاليا، الطقس المعتدل والمشمس في هذه الأوقات من السنة زاد من جمال الطبيعة الخلابة التي تحتضن المخيم، وعند وصولنا إلى المكان شعرنا بالفرق بين هدوء الغابات المحيطة وضجة الحياة وحيويتها داخل البقعة التي تشكل المخيم.

وفي جولة سريعة رأينا الخيم المرتبة في سهل بجانب عدة مباني منتشرة في منطقة تشبه الخليج الصغير، تضم أيضا ملاعب ومسابح وخيم كبيرة للأنشطة والندوات.

DSCF0591.JPG

اللقاء مع مجموعة شباب تمثل تيارا سياسيا متجانسا إلى حد ما لا يعني أنهم متوافقون على كل شيئ، اختلاف وجهات النظر وتكامل الأفكار والآراء أعطى الحديث مزيدا من المتعة والفائدة، ورغم أن الوقت محدد ولا يكفي أصلا لتوزيعه على 12 متحدثا لتغطية كل ما نود أن نسمعه منهم، إلا أن الجميع شارك بما يود أن يعبر عنه، بكلمات واضحة ومحددة

كيف ترى مسيبة بن على بلدها ليبيا بعد 4 سنوات؟

مسيبة بن علي فتاة من منظمة الشباب الليبية، منظمة كان لها دور في الثورة الليبية خاصة في مجال الإعلام والتعبئة، أثناء ندوات المخيم الصيفي طرح المحاضرون سؤال على المشاركين من دول الربيع العربي ضمن عدة أسئلة، سؤال افتراضي: كيف ترى بلدك بعد 4 سنوات؟ بالنسبة لمسيبة ليبيا تسير على الطريق الصحيح فبعد التخلص من الديكتاتورية جرت انتخابات تشريعية و"نحن دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها العملية الديمقراطية والتي تتضمن نشر ثقافة حرية التعبير، 4 سنوات يمكن أن تكون فترة غير كافية لكنها قد تكون هامة"

DSCF0548.JPG

انعدام الأمن وضعف الدولة يزيد من خطر الطائفية

فؤاد عامر شاب من منظمة شبيبة التقدمي الاشتراكي اللبناني، تحدث عما يمكن أن يستفيده هو ومنظمته الشبابية من المشاركة في هذه النشاطات الدولية، ومن الاطلاع على تجارب السويد وغيرها من الدول، خاصة في تقوية مفهوم المواطنة والدولة المدنية، فؤاد يقول إن الربيع العربي في لبنان له خصوصيته لأن الشعب لا يرى الديكتاتورية في شخص واحد ليثور عليها "على من نثور؟" يتسائل، قبل أن يستدرك أن الثورة يجب أن تعني تغيير النظام الطائفي. مضيفا أن التجربة في لبنان أثبتت أن انعدام الأمن في المجتمع وضعف هيبة الدولة ومؤسساتها يقوي الطائفية، ليس حبا بالعبادة والتدين ولكن للبحث عن قواسم مشتركة بين مجموعات تسعى للتكتل من أجل حماية نفسها داخل المجتمع الواحد.

DSCF0547.JPG

بوادر استعادة الشباب العربي المهمش لدوره السياسي في المجتمع

خالد كراجة شاب من شبيبة المبادرة الفلسطينية، يقول إن حضوره لفعاليات المخيم الصيفي فسح له مجال التعرف على عينات من طاقات الشباب العربي، فبعد أن حرمت الديكتاتوريات العربية هذا القطاع الهام من المجتمع في المشاركة السياسية والمساهمة في بناء مستقبله ومستقبل البلد، نرى الآن بوادر إحياء لدور جديد وواعد لهؤلاء الشباب في احتلال مواقعهم في المجتمع.

المخيم الصيفي فرصة للتعريف بحقائق القضية الفلسطينية

حسن فرج شاب من منظمة شبيبة فتح الفلسطينية، يقول إنه اشترك سابقا بعدة نشاطات نظمتها منظمة شبيبة الاشتراكي الديمقراطي في السويد، وكان في كل مرة يجد في هذه المناسبات فرصة للتعريف بالقضية الفلسطينية وبالحقائق التي شوهتها الدعايات المضادة ولم تفلح وسائل الإعلام العربية بنقلها للمواطنين في الغرب، وأضاف أن الكثير من العلاقات على المستوى الدولي تطورت بدءا من العلاقة مع المنظمات الشبابية.

DSCF0554.JPG

إلى أي حدود يمكن أن تذهب الديمقراطيات الناشئة في البلدان العربية

نور معضاد فتاة من منظمة شبيبة التقدمي الاشتراكي اللبناني، تقول إننا لاحظنا أن المشاركين يثيرون عدد من الأسئلة التي تتعلق بالقلق من انتشار التزمت الديني في المنطقة وتأثير ذلك على حقوق الإنسان خاصة المرأة، إضافة إلى توجهات السياسة العربية إجمالا في ظل بروز الإسلام السياسي

تقول أيضا: إن أحد المحاورين طرح تساؤلا عن مدى تقبل الدساتير والقوانين الجديدة في الدول العربية التي تشهد تحولات ديمقراطية لفكرة حرية تغيير مواطن ما للدين الذي ولد عليه؟ على سبيل المثال، وهو سؤال أثار نقاشا استمر إلى ما بعد الانتهاء من الندوة. ودخل في الإجابة عليه عوامل التاريخ والثقافة والعادات الخاصة في كل مجتمع.

رسالتنا للمشاركين: لا تقلقوا من اختيار الشعوب العربية

عبد الرحمن عياش ناشط وباحث سياسي عضو سابق بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، يقول إن الرسالة التي نحاول إيصالها من خلال مشاركانتا الدولية بهذا المخيم الصيفي وغيره من نشاطات تنص على أن اختيارات الشعوب يجب أن لا تقلق أحد، حتى لو كانت مقلقة بحسب تصورات مسبقة يحملها الغرب، وحتى إذا أثبتت فشلها في مرحلة معينة، هناك دائما فرصة للتصويب، طالما الشعب بيده الخيار فهو يستطيع تغيير وإزاحة أي خطأ.

عبد الرحمن يقول أيضا أن بعض الحوارات تطرقت إلى ما يمكن وصفه بالثورات العربية "المتعثرة" خاصة في سوريا، عبد الرحمن الذي كان على الأراضي السورية قبل حوالي اسبوع أكد أن أي تدخل خارجي مسلح في سوريا لن يكون لصالح الشعب السوري.

DSCF0563.JPG

طريقة الحوار وأسلوب تسويق الافكار من علامات الندوات المميزة

وفاء مدًر فتاة من منظمة الشباب الاشتراكي الديمقراطي التونسي، تؤكد أن أهم ما يمكن أن نقوم به هنا هو تصحيح الصورة المشوهة عن بلدنا وعن حقيقة التطورات الجارية بها، هناك صور مغلوطة تنقل عن الواقع وعما يجري لدينا من تحولات في الاتجاه الصحيح.

وفاء تحدثت أيضا هي وزملائها في هذا اللقاء عن إعجابهم بطريقة الحوار وأسلوب تسويق الأفكار التي تسود النقاشات أثناء مختلف أنشطة المخيم الصيفي وأشارت إلى اللباقة واحترام الآخر، حتى لو كان مخالفا لرأيه. إضافة إلى حسن الاستماع، وروح النقاش الذي يعتمد على المعلومة كأساس وعلى التوصل إلى نتيجة كهدف.

DSCF0549.JPG

اهتمام كبير بالربيع العربي من قبل جميع المشاركين

دالية جبر اشتركت بعدة نشاطات مماثلة سابقا تقول إن هناك اهتمامات كبيرة في السويد و اوروبا والعالم إجمالا للتغيرات الجارية في الوطن العربي، الجميع يريد أن يتعرف ويطلع على أسباب وعوامل وظروف الربيع العربي وآفاقه، خاصة في أوروبا التي وفق دالية جبر تختلف عن أمريكا في رؤيتها للمنطقة العربية وأجندة التعامل معها.

وقالت أيضا انها ألقت خطابا هي ونبيل شعث في البرلمان السويدي في وقت سابق ضمن مبادرة أشرف عليها وزير خارجية السويد السابق يان إليسون، تهدف إلى تعزيز التعاون بين السويد والقوى الناشئة في البلدان العربية

DSCF0562.JPG

تراجع اليسار العربي، المعارض من أجل المعارضة فقط

عبد الفتاح عسكري شاب من منظمة الشباب التابعة لحزب التكتل التونسي، اعتبر أن المقارنة بين ما نراه هنا في السويد أو في الدول الأخرى من مظاهر تقدم ورقي لا يمكن مقارنته بما هو موجود لدينا حاليا، هذا الاختلاف غير ناتج عن قصور من طرفنا بل بسبب عدم توفر الامكانيات لدى شبابنا، وحول سبب ابتعاد الناس عن الانخراط في العمل السياسي من خلال الأحزاب يقول عبد الفتاح إن من واجب الاحزاب التي تعاني من هذه الظاهرة إعادة بناء رؤيتها المستقبلية، فأحزاب المعرضة اليسارية كانت لوقت طويل تعارض من اجل المعارضة فقط. كما تمنى أن تتعزز مجالات التعاون بين الأحزاب عبر المتوسط في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات.

هل يمكن أن نرى مبادرة مماثلة للمخيم الصيفي السويدي تجمع شبابا عربا

حنين خوري فتاة من منظمة شبيبة فتح الفلسطينية، شاركت 4 مرات في مخيمات ونشاطات سابقة تقول إن تنظم مخيم بمشاركة 600 شخص عمل يحتاج بلا شك إلى جهود كبيرة، نتمنى أن نستطيع القيام بمبادرة عربية تجمع شبابا عربا مستفيدين من هذه التجارب، مبادرة تؤمن إطار للإلتقاء والحديث مع بعضنا حتى وان اختلفت أفكارنا وآرائنا

DSCF0553.JPG

التجويع أسلوب تنتهجة الأنظمة لتسهيل مهمة حكم شعوبها

محمد أبو حسن شاب من منظمة شبيبة فتح الفلسطينية، تحدث عن بعض أسباب عزوف قطاعات واسعة من الشعوب العربية عن الانخراط في العمل السياسي، خاصة قطاع الشباب، معتبرا أن أوليات الناس تتمثل بالحصول أولا على متطلباتها الأساسية خاصة الطعام، لأن تجويع الشعوب أسلوب تنتهجه السلطات الفاسدة لتسهيل مهمة حكمها

كما تحدث آخرون في اللقاء حول ضرورة استحداث طرق جديدة وفاعلة لاستقطاب الشباب والفئات الاجتماعية الأخرى للانخراط في واجباتهم السياسية، وهناك من عقد مقارنة بين الأحزاب الدينية التي اتجهت منذ فترة طويلة للعمل الاجتماعي لزيادة نفوذها الجماهيري وبين الاحزاب اليسارية والايديولوجية الأخرى التي بقيت منغلقة على أفكارها.

DSCF0575.JPG

الكومبس – محمود آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.