خبراء: حظر النقاب زاد عزلة المسلمات في الدنمارك

: 8/4/20, 12:29 PM
Updated: 8/4/20, 12:29 PM
Foto: Leif R Jansson / TT (أرشيفية)
Foto: Leif R Jansson / TT (أرشيفية)

الكومبس – دولية: حذّر عالم الاجتماع الدنماركي المختص بالأديان بريان جاكوبسن من أن حظر النقاب في الدنمارك منذ 2018 أدى إلى عزلة كثير من النساء المسلمات. وفق ما نقلت اكسبريسن اليوم.

واحدة من هؤلاء النساء سارة علي (32 عاماً) التي ترتدي النقاب منذ 18 سنة، ولا تجرؤ الآن على الخروج بموجب القانون الجديد.

فيما قالت السياسية بحزب الاشتراكيين الديمقراطيين فيرونيكا بالم “من الغباء توجيه صفعة إضافية لأولئك البعيدين أصلاً عن سوق العمل والمجتمع”.

ومرت سنتان منذ أن فرضت الدنمارك حظر جميع الملابس التي تغطي الوجه في الأماكن العامة، بما في ذلك النقاب والبرقع. ومنذ ذلك الحين، أصدرت الشرطة الدنماركية 60 غرامة.

وأثار القانون جدلاً كبيراً لكن القانون كان مثيراً للجدل. وكانت المتحدثة في السياسة القانونية للاشتراكيين الديمقراطيين ترين برامسن قالت “بالنسبة لنا، من المهم استخدام حظر النقاب لمنع قمع المرأة”.

فيما حذّر عالم الاجتماع جاكوبسن من أن الحظر “الذي يهدف إلى تحرير النساء المسلمات من القمع، جعل النساء أكثر عزلة”.

وقال” أعتقد بأن القانون كان له تأثير عكسي لما تخيلته الغالبية العظمى من السياسيين”.

وأضاف “إذا كان القصد تحرير النساء بحظر البرقع والنقاب، فإن تجربتي مع الأشخاص الذين تحدثت إليهم تبين أنهم كانوا أكثر عزلة في منازلهم”.

وقالت سارة علي “أرتدي النقاب لأنني مسلمة، أحب ممارسة ديني وكنت دائماً شخصاً روحياً جداً، لذلك كان من الطبيعي أن أرغب في تكريس شيء ما لله”.

وأضافت أنها لم تعد تستخدم وسائل النقل العام منذ عامين وأن الحظر دفعها للدراسة عبر الإنترنت بدلاً من الذهاب للمدرسة. وتشعر أنها تغيرت، حيث كانت امرأة منفتحة لكنها تعزل نفسها الآن في المنزل.

وتعتقد في الوقت نفسه أنهم يريدونها أن تتخلى عن إيمانها.

وأضافت سارة “ليس من المقبول أن يقال لي إن هناك حرية دينية، لكن لا يسمح لي بممارستها”.

ووصفت عضوة البرلمان السابقة فيرونيكا بالم الحظر بأنه “مناهض للنسوية”، وحذّرت من أنه سيفرض على المنقبات العزلة.

وأضافت “تحتفظ الدولة بالحق في حظر الملابس، لكن النتائج تتعارض مع الاندماج، وستكون آثارها سيئة كثيراً. يجب أن يُسمح لكل امرأة بارتداء ملابسها بالطريقة التي تريدها، ولا يجب على أي شخص آخر أن يتدخل”.

وتابعت “إذا كنا نريد أن تفعل شيئاً حقيقياً لحرية النساء، فالأمر يتعلق بحقهن في العمل والسكن والتعليم”.

“تمييز ضد الإسلام”

في حين عبّر المختص السويدي بتاريخ الأديان وعلوم الإسلام كريستر هيدين عن اعتقاده بأن حظر تغطية الوجه في الدنمارك “تتعلق بالتمييز ضد الإسلام والتقاليد الإسلامية لا بالمساواة بين الجنسين”.

وأضح “من المعروف أنه من غير المشروع مهاجمة الدين، لذلك من الأسهل الإشارة إلى مكانة المرأة ومساواتها بالرجل. الأمر في الأساس يتعلق بالتسامح مع الملابس المختلفة”.

وعن رؤيته للحظر المفروض على النقاب في الأماكن العامة بالدنمارك، قال هيدين “أعتقد بأنه من الجيد لو كان لدى الجميع المعارف اللازمة للاختيار بأنفسهم”.

وأضاف “كان لدي كثير من الطالبات المسلمات اللاتي تغطين وجوههن في بداية الدورات. لكنهن عندما تعلمن أكثر كشفن عن وجوههن. إنه أمر مؤسف أن المعرفة ناقصة، بحيث يعتقدن أنهم ملزمات، أو أنهن غير آمنات في الثقافة الجديدة لدرجة أنهن يردن التمسك بالشكل الخارجي”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.