الكومبس – الصحافة السويدية: في إطار الإهتمام الذي توليه الصحف السويدية، لسفر الشباب المقيم في السويد الى سوريا والعراق للإلتحاق بالجماعات المسلحة هناك، نشرت صحيفة ” أفتونبلادت” تحقيقاً نقلت فيه عن الخبير في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب دعوته الى إشراك منظمات المجتمع المدني، ورجال الدين وأئمة الجوامع في النقاش حول إتخاذ تدابير لمنع إلتحاقهم بتلك التنظيمات.
وأضاف رانستورب ان معظم “الجهاديين” في بلدان الشمال الأوربي، هم في السويد، مشيرة الى أن الجهود المبذولة ضد التطرف قليلة، لافتاً الى أهمية مشاركة المنظمات والجمعيات الإسلامية والأئمة في الحد من ذلك، مشددا على وجود حاجة لفريق موجه من الشرطة والأخصائيين الإجتماعيين وعلماء النفس للعمل في هذا الأمر.
وبحسب المخابرات السويدية، فأن نحو 300 شاباً سافروا من السويد للقتال الى جانب تنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعات أخرى.
وقال رانستورب، إن وقف تجنيد هؤلاء الشباب، يتطلب توثيق التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني.
ويرى رانستورب، انه ينبغي إستدعاء المنسقة الوطنية ضد التطرف العنيف Mona Sahlin ووزيرة الديمقراطية Alice Bah Kuhnke لعقد مؤتمر لمناقشة المقترحات ووضع إجراءات مشتركة مع إتحادات مختلفة.
وإستشهد رانستورب بتجربة Århus الدنماركية والتعاون الوثيق بين المجلس البلدي والشرطة لمنع سفر “الجهاديين”، موضحاً ان 110 دنماركياً سافروا الى خارج البلاد للقتال، مشيراً الى وجود برنامج للتوجيه والإرشاد النفسي للعائدين في Århus، قائلاً انه يطمح لرؤية شيء من هذا القبيل في السويد.
وأضاف: المجلس البلدي يعمل لمكافحة الجريمة والشرطة لمنعها، ولكن العمل في ذلك يجب أن يتم بشكل متوازٍ، ويفضل أن يكون ذلك ضمن فرق صغيرة.
أئمة ضد الإرهاب
وقال رانستورب: في النرويج التي فها نحو 70 من الجهاديين، شاركت أجزاء من المجتمع المدني الإسلامي في العمل ضد التطرف، ونريد ان نرى الشيء نفسه في السويد.
وأضاف ان بإمكان المنظمات الإسلامية، والأئمة على سبيل المثال، المشاركة في ذلك، كونهم يشكلون مثالاً ولديهم مصداقية عالية لدى هؤلاء الشباب.
وقال: نحن كمجتمع يجب أن نقف معاً. يمكن ان نفكر بطريقة مختلفة، ولكن يجب علينا أن نعارض الأيديولوجيات العنيفة، سواء اذا كان حاملوها متشددين أسلاميين او من يكرسون الإسلام فوبيا.
إتفاق
وأتفق رئيس مجلس مسلمي السويد Elvir Gigovic على ان المجتمع يجب ان يتحد لمكافحة التطرف، لكنه أشار الى ان الإتحادات الإسلامية، بدأت مثل هذا الكفاح منذ زمن طويل، وأنه يجب تسليط الضوء على ما تقوم به التجمعات والإتحادات الإسلامية ليس أقله العمل الدؤوب لتوفير الترفية الهادف للأطفال والشباب.
وتحدث Elvir Gigovicفي نفس الوقت عن عدم الثقة الموجهة ضد بعض المنظمات الإسلامية، قائلاً: ان ذلك يساهم في بحث الشباب المسلم عن قدوة ورموز سلطة أخرين لهم. وفي الغالب يختارون الحصول على ذلك من خلال الشبكة الإلكترونية، حينها يصبحون فريسة سهلة للدعاة المتطرفين.