الكومبس – دولية: قال خبير عسكري سويدي إن إدارة ترامب تحاول عقد صفقة مع روسيا ثم تلقي باللوم على أوروبا لعدم حلها مشكلة الحرب الأوكرانية، مؤكداً أن عدم دعوة زعماء أوروبيين لمفاوضات أمريكا وروسيا سيكون له عواقب كبيرة جداً.

ويتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا الأسبوع المقبل، لكن بدون دعوة الزعماء الأوروبيين. ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع لبدء المفاوضات مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.

وطالب زعماء أوروبيون بمقعد على الطاولة، لكن المبعوث الخاص لدونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، قال إنه ينبغي “التشاور” مع زعماء أوروبيين ولكن ليس مشاركتهم في المفاوضات.

وقال الخبير العسكري أوسكار يونسون لوكالة الأنباء السويدية TT “إن هذا سيكون له عواقب كبيرة جداً. الأهم هو أن الولايات المتحدة طالبت في الوقت نفسه بأن لا تكون القوات الأميركية هي التي تتولى تأمين اتفاق السلام، بل أن تكون أوروبية. إن احتمالات حدوث ذلك تنخفض إذا لم تشارك أوروبا في المفاوضات”.

أوروبا تتحمل اللوم

وأكد يونسون “من الصعب تجنب الشعور بأن إدارة ترامب تريد محاولة عقد صفقة مع روسيا، ثم تتحمل أوروبا اللوم لعدم حل المشكلة”، موضحاً أنه من الناحية النظرية، يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تتفقا على شيء غير قابل للتنفيذ على الإطلاق، وتابع “ثم يمكن لإدارة ترامب أن تقول (لقد حققنا هدفنا، وأوقفنا الحرب في 100 يوم) وإذا لم يصمد الاتفاق، فسوف تتحمل أوروبا اللوم لأنها فعلت (القليل جداً)”.

وبالنسبة لأوكرانيا فإنه من المهم الحصول على ضمانات أمنية لمنع حرب مقبلة، ما يرجح أن يتطلب نشر قوات أجنبية لحفظ السلام. وعملياً، قد يشمل ذلك مشاركة عشرات الآلاف من الجنود الأوروبيين.

وأوضح يونسون أن “ذلك سيكون مرهقاً للغاية بالنسبة للقسم الأوروبي من حلف الناتو”، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تستطيع إجبار أوكرانيا على قبول أي شيء، قائلاً “إذا كان هناك شيء على الطاولة أسوأ بكثير بالنسبة لأوكرانيا من الوضع الحالي، فقد تعتقد أوكرانيا أنها ستصمد وتحاول لفترة أطول قليلاً”.

وقف إطلاق النار “أكثر واقعية”

ولا يزال من غير الواضح حتى الآن مدى مشاركة كييف في مفاوضات الأسبوع المقبل. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن ممثلين عن أوكرانيا سيحضرون، لكن مصدراً حكومياً أوكرانياً قال لصحيفة بوليتيكو إن كييف لم يتم إبلاغها وليس لديها خطط لإرسال وفد.

وقال أوسكار يونسون “تدرك أوكرانيا أن لديها فرصة أفضل للحصول على شيء جيد بمشاركة الاتحاد الأوروبي”.

من جهته، رأي شيل إينغيلبريكت الأستاذ بجامعة الدفاع الوطني السويدية، أنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق في وقت قصير، قائلاً لوكالة TT “إن وقف إطلاق النار أكثر واقعية إلى حد كبير من اتفاق السلام. فالطرفان بعيدان للغاية عن بعضهما البعض في الوضع الأولي”.