يعلم أبناء المهاجرين في السويد أن عليهم أن يكونوا أفضل من أبناء السويديين في الدراسة حتى يستطيعوا أن ينافسوا في سوق العمل، لذلك يبذلون هؤلاء الأبناء جهدا كبيرا لتحقيق هدف التفوق
يعلم أبناء المهاجرين في السويد أن عليهم أن يكونوا أفضل من أبناء السويديين في الدراسة حتى يستطيعوا أن ينافسوا في سوق العمل، لذلك يبذلون هؤلاء الأبناء جهدا كبيرا لتحقيق هدف التفوق، هذا ما توصلت إليه دراسة ضمن أطروحة دكتورا، دافعت عنها العام 2010 الباحثة كاترين لوندكفيست.
الباحثة قابلت 34 تلميذا وتلميذه من أصول أجنبية، وكانوا جميعهم مدركين للصعوبات التي يمكن أنوتواجههم في سوق العمل والتي يمكن أن تعرضهم لحالات تمييز بسبب أصولهم غير السويدية، إضافة إلى صعوبات فقدانهم لشبكة علاقات سويدية، لذلك قرروا أن يبذلوا جهودا للحصول على مهارات تعليمية ثابتة وراسخة.
وهذا ما أكدته أيضا دراسة اخرى أجرتها الباحثة في شؤون المهاجرين سوزان أوربان بجامعة لينشوبينغ، والتي خلصت إلى أن الأمر ليس مجرد أحلام جميلة يحملها أبناء المهاجرين في السويد، بل هو نوع من التحدي لإثبات الذات. ومن خلال متابعة 290 ألف تلميذ منذ تسعينيات القرن الماضي، لمعرفة فيما إذا أكملوا تعليمهم الجامعي، تبين أن التلاميذ من خلفيات أجنبية لم يتفوقوا فقط على مستوى أهاليهم العلمي، بل تفوقوا أيضا على أقرانهم السويديين.
وضمن مجموعة التلاميذ السويديين، وصلت نسبة التحصيل الجامعي بين الآباء (الآباء تعني هنا الوالدين) إلى 35% وإلى 46% بين الأبناء. أما فيما يخص مجموعة التلاميذ من أصول إيرانية فوصلت النسبة بين الآباء إلى 38% وبين الأبناء إلى 56%، كما وصلت هذه النسب ضمن مجموعة التلاميذ من أصول يونانية إلى 12% للآباء و39 للأبناء
الدراسة أشارت أيضا إلى أنه كلما كان الأبناء يشعرون بما تعرض له آبائهم من تمييز في سوق العمل، كلما ازدادت شهيتهم على التحصيل العلمي، نتيجة تدخل ضمن استراتيجية البقاء، أو ربما تكون وسيلة انتقام (إيجابي) من المجتمع الذي "بال" على آبائهم، حسب وصف الدراسة، وكلمة بال هنا من فعل يبول، وهذا تعبير مستخدم باللغة السويدية، وجاء على الشكل التالي
Man kanske också ett sätt att ta revansch på ett samhälle som pissat på deras föräldrar.