تسوية الهجرة المرتقبة تثير القلق
لا يوجد بلد في العالم قدّم ما قدمته السويد
الكومبس – ستوكهولم: عبر رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) فيليبو غراندي عن قلقه من تسوية الهجرة السويدية المنتظرة، منتقداً تصاريح الإقامة المؤقتة.
وقال غراندي، لوكالة الأنباء السويدية اليوم من مكتبه في جنيف، إن تشديد الإجراءات سيكون طريقة محفوفة بالمخاطر”، مضيفاً “حان الوقت لتخفيف بعض القواعد الصارمة”.
وتولى غراندي منصبه كمفوض للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ العام 2016. وقال إنه منذ ذلك الحين راقب بقلق كيف أن مزيداً من الدول الغنية شددت إجراءاتها تجاه اللاجئين.
وخلال زياراته إلى السويد، تحدث مراراً عن آثار بعض الإجراءات مثل أوقات المعالجة الطويلة لقضايا اللجوء.
وقال غراندي “هذه مشكلة كبيرة. كان عدد طلبات اللجوء في السويد العام الماضي قليلاً بحيث يسهل التعامل معه بنصف المدة”.
وتتضمن تسوية الهجرة المرتقبة بين الأحزاب السويدية تشديداً محتملاً في نقاط عدة، منها أن القاعدة الرئيسة ستكون تصاريح الإقامة المؤقتة. ومن أجل الحصول على إقامة دائمة يجب توفير متطلبات مثل اللغة والاندماج.
فيما قال غراندي “آمل حقاً ألا يذهبوا في هذا الاتجاه. تصاريح الإقامة المؤقتة سيئة جداً بالنسبة للاندماج. وللأشخاص الفارين من وطنهم، هذا يعني حافزاً أقل بكثير للاندماج في المجتمع الجديد”.
ويعمل غراندي منذ 35 عاماً على قضايا اللاجئين، حيث شهد معاناة بشرية من الإبادة الجماعية في رواندا إلى الحروب الدموية في البلقان خلال التسعينات.
وقال “لسوء الحظ، يترافق الموت والمجازر مع عملي دائماً. لكن ما أراه جديداً هو زيادة تسييس القضية”.
وأضاف “كأوروبي، أشعر بالخجل عندما أحاول إقناع القادة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية باتخاذ قرارات سياسية إنسانية (..) إذا بدأت دول أوروبا بفرض قيود، وأغلقت الحدود، وهذا هو ما تفعله أوروبا الآن، فهذه بصراحة نهاية حماية اللاجئين”.
وأوضح “أسمع باستمرار من قادة الدول الأقل تنظيماً أن جميع البلدان الغنية تغلق أبوابها، الولايات المتحدة، أستراليا، والآن أوروبا… ماذا يمكن أن أجيبهم؟ المثال السيئ له عواقب سيئة”.
وواحدة من أكبر المشاكل في تسوية الهجرة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين في السويد تتعلق بمتطلبات الإعالة للسماح بلم شمل الأسرة.
وانتقد غراندي القواعد السويدية التي كانت أكثر صرامة منذ العام 2016 من دول أخرى. ووفقاً لتقدير الصليب الأحمر، فإن مشروع القانون الموجود على طاولة لجنة الهجرة يعني أن السويد ستصبح واحدة من دول الاتحاد الأوروبي التي يكون فيها لم الشمل صعباً جداً.
وقال غراندي “حان الوقت لتخفيف بعض القواعد الصارمة، بما في ذلك القيود المفروضة على لم شمل الأسرة. فالرجل العازب أكثر صعوبة في الاندماج من الأسرة”.
ورغم انتقاده لسياسة الهجرة السويدية، فإن رئيس مفوضية الأمم المتحدة عبر عن امتنانه للسويد.
وقال “هناك مشاكل، لكن بصراحة لا يمكنني التفكير في بلد آخر في العالم قام بما فعلته السويد خلال سنوات عملي في هذا المنصب. ويجب أن تستمر بهذه الطريقة”.