“ربط الأطفال بالأحزمة” يثير جدلاً في السويد

تيرا تم ربطها 34 مرة على مدار شهرين لإطعامها قسراً

الكومبس – ستوكهولم: تثير طريقة أطعام الأطفال قسراً جراء معاناتهم من مرض فقدان الشهية الحاد جدلاً في السويد. وتُوجه انتقادات لطريقة ربط الأطفال وإطعامهم عبر أنبوب في الأنف كملاذ أخير تلجأ إليه الرعاية الصحية في هذه الحالات.

ونشر التلفزيون السويدي تحقيقاً عن الموضوع عرض فيه قصة فتاة اسمها تيرا تعاني من مرض فقدان الشهية العصابي، جرى ربطها بالأحزمة 34 مرة على مدار شهرين لإطعامها قسراً. ووصفت الفتاة ذلك بأنه “صادم”، منتقدة كيفية تعامل الرعاية الصحية مع حالتها.

وكانت تيرا (اسم مستعار) تبلغ من العمر 16 عاماً حين أحكم فقدان الشهية قبضته على حياتها. وأثناء الرعاية الإلزامية في الطب النفسي للأطفال في Östra sjukhuset في يوتيبوري، تم تقييد يديها وقدميها مراراً وتكراراً ليتم إطعامها عبر أنبوب في الأنف يصل إلى معدتها.

وقالت المحامية والباحثة في الرعاية الإلزامية في جامعة لوند، آنا نيلسون “إنه تدخل هائل في الحرية الشخصية ويعتبر تدخلاً مرعباً ومهيناً”.

وتقارن الرعاية الصحية الإلزامية في السويد بدول الجوار عادة، ففي النرويج لا يتم ربط أي طفل يقل عمره عن 16 عاماً. وفي أيسلندا، تم إيقاف طريقة الربط منذ ثلاثينات القرن الماضي. في حين يعتبر ذلك قانونياً في السويد لكن يجب أن يستخدم كملاذ أخير عندما “لا تكون التدابير الأخرى كافية”، وفقاً لقانون الرعاية النفسية الإلزامية.

وفي العام الماضي خضع أكثر من 140 طفلاً للرعاية الإلزامية في السويد نتيجة معاناتهم من فقدان الشهية. وليس لدى إدارة الرعاية الاجتماعية أرقام موثقة حول عدد المرات التي يتم فيها ربط الأطفال بالأحزمة.

تبلغ تيرا الآن 18 عاماً من العمر وتتم رعايتها من قبل الطب النفسي للبالغين. وعن معاناتها في الطب النفسي للأطفال قالت تيرا إنها عانت من الألم الذي تسببه أحزمة الربط. وأضافت “كل هذه المشاهد ما زالت تدور في رأسي. لن أكون مكتملة نفسياً مرة أخرى”.

وأظهرت سجلات تيرا أنه قبل قرار ربطها بالأحزمة، قبلت طواعية بتغذية الأنبوب في مناسبات عدة، لكن في مناسبات أخرى جرى تقييدها من قبل الموظفين.

وقال رئيس الاطباء في مستشفى سالغرينسكا الجامعي يوهان ساندلين إنه لا يرى مشكلة في قرار الربط بالأحزمة ضمن خطة العلاج، مضيفاً “من المهم أن يكون هناك خطة رعاية تتوقع مواجهة بعض المواقف الصعبة وكيفية التصرف إزاءها”.

الطريقة البديلة للربط بالأحزمة في علاج فقدان الشهية هي “التثبيت”. وهي طريقة يدافع عنها الطبيب المسؤول في سكونا أولف فالين.

وقال فالين “أشعر أنه غالباً ما يكون تقييد الطفل من قبل الأشخاص أكثر لطفاً من الأحزمة. إذا أصبح الأمر عنيفاً، فقد يكون مزعجاً، لكن تهدئة الطفل تطلب قدراً من التدريب”.

في حين قالت المسؤولة عن مركز اضطرابات الأكل للأطفال في مستشفى سالغرينسكا الجامعي آن سولبيري إن “هناك حالات تخاطر فيها طريقة “التثبيت” بإيذاء المرضى وهناك أطفال يعانون من صدمة جراء العنف الجسدي مع وجود أربعة أو خمسة بالغين قريبين منهم جسدياً”.