الكومبس – ستوكهولم: أثار وزير العمل والاندماج في الحكومة السويدية يوهان بيرشون موجة من التعليقات الساخرة والممتعضة من “الخفّة” التي تعامل بها مع قضية اجتماعية اقتصادية أساسية كموضوع البطالة وفرص العمل، والتي تقع في صلب مهامه الحكومية.
وكتب بيرشون عبر تويتر تغريدة حول إعلان شركة SJ وقف القطارات بين يوتيبوري وسكونا خلال أشهر الصيف ربط فيها بين توقف القطارات والنقص في السائقين وموضوع البطالة قال فيها “عصر دولة الرفاه انتهى، ومع سياسات الحكومة الحالية لن يكون من الرائع أن تعيش كعاطلٍ عن العمل بعد اليوم”.
ولم يكتف بيرشون بذلك، بل راح يوزع تغريدته نفسها على المعترضين والمستغربين لقرار SJ مرفقاً التغريدة برابط حول فرص العمل المتوفرة لسائقي القطارات، في موقف وصفه المغردون بــ”غير المحترف” و”الطفولي”، و”الخطير” لناحية التصويب على دور صناديق البطالة.
وتداعت المواقف المستغربة لوصف الوزير البطالة بالـ”رائعة”، وتحدث بعضهم عن خبرتهم مع البطالة والآثار الاقتصادية الهائلة التي خلفتها عليهم مع النقص الكبير في الدخل رغم دعم صناديق البطالة، والضغوط النفسية الكبيرة التي تتركها على الشخص والتي قد يكون أثرها مدمراً.
رئيسة اتحاد TCO النقابي، أحد أكبر النقابات في البلاد، تيريز سفانستروم ردّت على بيرشون كاتبة ” لا أعلم اذا ما تم اختراق حسابك. ربما يجب أن تخوض في المرة القادمة تجربة العاطلين عن العمل” ودافعت عن صناديق البطالة التي دعمت السويد وعمالها لفترة طويلة من الزمن وساهمت في قدرتهم على تخطي الأزمات.
مورغان يوهانسون الوزير الاشتراكي في الحكومة السابقة ردّ بدوره على بيرشون كاتباً ” هل تعتقد فعلاً أن البطالة رائعة؟ حزبك كان في يوم من الأيام مدافعاً عن الضمان الاجتماعي في حالة المرض والبطالة، أما الآن فتحول فقط إلى الصراع الطبقي والسخرية”.
وكتبت عضو البرلمان عن حزب اليسار ليندا سنيكر “بدلاً من توسيع فرص العمل لمواجهة النقص، تريد أن يمرّ العاطلون عن العمل بظروف أصعب مالية بسبب وقف القطارات”.
كما أشار مغردون إلى عدم دراية وزير العمل بالواقع العمالي وأشاروا إلى أن SJ طرحت 36 فرصة عمل لسائقي القطارات تقدم 1600 شخص بطلبات للحصول عليها. ولفتوا إلى أن الأمر بتطلب سنة على الأقل من الدراسة والتدريب ومؤهلات علمية ودرجات عالية، ولذلك قلة فقط تمكنت من الحصول على العمل في النهاية كسائق قطار.
وبعد الموجة الواسعة من الردود، استغرب الوزير في تصريح لصحيفة “أفتونبلادت” الحملة ضده، وصوّب على المعارضة البرلمانية والحزب الاشتراكي الديمقراطي معتبراً أن ردّهم “انفعالي وسخيف”.
وشرح موقفه بالقول “من الواضح أن السياسة السابقة لم تنجح. مئات الآلاف من الأشخاص عاطلون عن العمل بينما تبحث الشركات بشكل يائس عن عمال جدد. هناك حاجة إلى حل هذا الأمر عبر دفع العاطلين عن العمل لأخذ الوظائف المتاحة والانتقال إلى حيث يوجد فرص لهم”.
يذكر أن بيرشون يتولى رئاسة حزب الليبراليين أحد الأحزاب الثلاثة المؤلفة للحكومة السويدية الحالية.
Source: www.aftonbladet.se