الكومبس- خاص: انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من المبادرات التي أطلقتها الجاليات السوريّة في أوروبا عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. الجالية السورية في السويد أطلقت بدورها العديد من النداءات والمبادرات، كتلك التي طالبت الحكومة السويدية بالتحرك من أجل”وقف العقوبات الأوروبية على سوريا“.
مبادرة “سوريّو السويد” هي إحدى المبادرات التي انتشرت على موقع فيسبوك، وتهدف إلى “تشكيل تجمّع يضم الكفاءات والخبرات السورية في السويد من أجل وضع خارطة طريق لمشاريع وأفكار تساعد في بناء سوريا الجديدة، وتشكيل شبكة تواصل بين الكوادر السورية داخل السويد وخارجها لتبادل الخبرات والاستشارات، إضافة إلى تعزيز الجهود لدعم العملية السياسية والديمقراطية في سوريا”، وفق ما جاء في إعلان تأسيس المبادرة على موقع فيسبوك.
رسالة تطلب اجتماعاً مع رئيس الوزراء
الكومبس اطلعت على رسالة أعدها القائمون على المبادرة، وأرسلوها إلى رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون والإدارات الحكومية يطالبون فيها بعقد اجتماع معهم من أجل البدء “بحوار بنّاء حول كيف يمكن أن تساهم أنشطة المبادرة في بناء سوريا المستدامة والديمقراطية بشكل أفضل”، وفقاً لما جاء في نص الرسالة.
الكومبس أجرت مقابلة مع الصحفي السوري محمود رحيل، المقيم في مدينة ستوكهولم وهو أحد أعضاء مبادرة “سوريّو السويد”، وسألته عن تفاصيل الرسالة التي أرسلوها لرئيس الوزراء.
من هم كاتبو هذه الرسالة؟
نحن مجموعة من الناشطين وأصحاب الكفاءات والشهادات العليا المقيمين في السويد، بيننا الطبيب والسياسي والمهندس والحقوقي والمعلّم والصحفي. أطلقنا أوّل مبادرة في أوروبا بعد سقوط نظام الأسد تحت اسم “مبادرة سوريّو السويد”، ونسعى من خلالها إلى تجميع الخبرات السورية في السويد وتوحيد جهودها لخدمة سوريا والمساهمة في إعادة إعمارها.
– يعبّر عدد من مستخدمي وسائل التواصل عن خشيتهم من مبادراتٍ تستجلب ضغطاً خارجياً على الوضع السوري. كيف تنظرون إلى ذلك؟
نحن نركّز على بناء المجتمع والبنية التحتية في سوريا الجديدة، ولا نهدف إلى ممارسة الضغط على أي طرف، بل نهدف إلى التأثير الإيجابي في جميع الأطراف والمجتمعات، بما يسهم في الوصول إلى دولة المواطنة والحداثة وتعزيز الديمقراطية والمدنية.
– بماذا تختلف هذه الرسالة الموجهة لرئيس الوزراء عن باقي المبادرات السورية المنتشرة حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي؟ حدثنا أكثر عن وجهة نظركم؟
لسنا مطّلعين تماماً على عمل باقي الجهات، لكننا في مبادرة “سوريّو السويد” نتوجّه إلى كلّ صاحب قرار يمكنه دعم سوريا وشعبها. نحاول بناء الثقة وفتح أبواب الحوار مع كل جهة تستطيع إيصال رؤيتنا بما يخدم سوريا ويعزّز دور السويد الإيجابي في سياستها الخارجية.
– جاء في الرسالة أنكم تطلبون “تبنّي أو دعم هذه المبادرة من قبل الحكومة السويدية”. ما طبيعة الدعم الذي تريدونه؟
نطالب بالدعم السياسي والإعلامي لنا بوصفنا مبادرة، إضافة إلى الدعم المادي للمشاريع التي سنباشر بها بعد ترخيص المبادرة مباشرةً.
– هل استلم رئيس الوزراء هذه الرسالة؟
تمّ إرسال الرسالة بالفعل، لكن لم يَرِدنا أي ردّ حتى الآن، وسندرس إمكانية التواصل المباشر للوصول إلى رئاسة الوزراء.
– تقترحون عقد اجتماع مع رئيس الوزراء، ما هي الأفكار التي ستطرحونها في هذا الاجتماع بحال تمت الموافقة عليه؟ وهل ستركزون فقط على كيفية تطبيق التجربة السويدية في سوريا؟ أم أنكم ستتطرقون إلى وضع السوريين المقيمين في السويد أيضاً؟
سنناقش معه سُبل دعم الشعب السوري، ونستمع إلى مخاوفه، ونقدّم تقييماتنا وآراءنا بشأن الوضع الجديد في سوريا. كما سنطلب منه تخصيص لجنة أو مكتب معني بدعم الشعب السوري للتعاون معنا في إعادة الإعمار ودعم مشاريع تعزيز الديمقراطية والسلم الأهلي للوصول إلى دولة المواطنة والقانون. نحن نعمل من أجل سوريا الجديدة، وهي أولوية بالنسبة إلينا في الوقت الراهن، وهذا عمل كبير يتطلب جهوداً هائلة.
– هل يفكر القائمون على هذه المبادرة في العودة من أجل الاستقرار في سوريا؟
“نحن نؤمن بأن عودة السوريين، سواء من الداخل أو الشتات، ضرورية لبناء سوريا الجديدة، شريطة أن تكون تلك العودة طوعية وآمنة وكريمة. كما يجب أن تتوفر بيئة سياسية مستقرة تضمن احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون. حالياً، نعمل من أماكن إقامتنا في السويد، لكننا نطمح للمساهمة الفعليّة في إعادة إعمار سوريا عندما تتوفر الظروف المناسبة، سواء عبر الوجود المباشر أو من خلال مشاريع ومبادرات تُعزّز الاستقرار والتنمية.
-ذكرت سمر مدور، وهي إحدى أعضاء هذه المبادرة أيضاً في مقابلة أجرتها مع راديو السويد، أنكم تريدون التواصل مع منظمات المجتمع المدني في سوريا. كيف يتم تنسيق هذا التواصل؟ وهل تشارك معكم بعض المنظمات الأهلية السويدية في ذلك؟
نسعى إلى بناء شبكة تواصل مع منظمات المجتمع المدني داخل سوريا وخارجها من خلال قنوات موثوقة تضمن الأمان والاستقلالية. ويتمّ التنسيق عبر أفراد وجهات ذات مصداقية داخل سوريا. كما نعمل على تأسيس شراكات مع المنظمات السويدية التي تشاركنا القيم والمبادئ، لا سيّما في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. هدفنا تبادل الخبرات والاستفادة من التجربة السويدية لدعم جهود المجتمع المدني السوري.
– ما ردكم على تحذير وزارة الخارجية السويدية المستمر من السفر إلى سوريا؟ وكيف ستتعاملون مع هذا الموضوع في حال رغبتم بالسفر إلى هناك؟
نحن نتعامل مع تحذيرات وزارة الخارجية السويدية بجديّة تامة، وندرك المخاطر المرتبطة بالسفر إلى سوريا في الظروف الحالية. لا نشجّع أحداً على السفر أو العودة الكاملة الآن، بل نبحث عن طرق بديلة للتواصل والمساهمة، سواء عبر دعم المشاريع عن بُعد، أو التعاون مع المنظمات الدولية، أو من خلال السوريين المقيمين داخل البلاد والقادرين على تنفيذ بعض المبادرات. وربما في مرحلة لاحقة سيكون لنا دور أكبر في التواصل المباشر والعمل الميداني.
وذكر رحيل أيضاً أنّ “دعم الشعب السوري بعد توقف الحرب وسقوط النظام السوري ضروري لضمان الاستقرار وإعادة الإعمار وتعزيز الديمقراطية، ويحتاج السوريون إلى مساعدات إنسانية واقتصادية لإعادة بناء حياتهم وإصلاح المؤسسات وتحقيق العدالة الانتقالية. كما أنّ الدعم الدولي ضروري لمنع الفوضى وضمان عدم عودة الاستبداد أو نشوء صراعات جديدة، وهو ما يساهم في تقليل أعداد المهاجرين وتشجيع عودة اللاجئين.
راما الشعباني