الكومبس – بروكسل: تجاهل زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة دعوات من دول جنوب أوروبا للتحرك سريعاً لمواجهة موجة الهجرة غير الشرعية القادمة من إفريقيا على الرغم من مقتل المئات في حوادث غرق قوارب بالبحر المتوسط.
وعبر زعماء الاتحاد المجتمعون في بروكسل عن "حزن عميق" لحوادث الغرق التي أودت بحياة ما يصل إلى 550 مهاجراً هذا الشهر وحده لكنهم أجلوا اتخاذ أي إجراء جديد إلى كانون الأول/ديسمبر.
وسينتظر إصلاح سياسات الهجرة التي ينتهجها الاتحاد إلى ما بعد الانتخابات الاوروبية المقررة العام القادم ويعتقد أن مشاعر الرفض المتزايدة للهجرة ستدعم خلالها موقف أحزاب اليمين المتطرف.
وكان رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا بين زعماء دول جنوب اوروبا الذين دعوا الى تحرك عاجل خلال القمة الاوروبية وعبر عن رضاه بالنتيجة قائلا إن زعماء الاتحاد اظهروا تضامنا مع الدول التي تكتوي بنار هذه المشكلة.
وأضاف في مؤتمر صحافي "أعتقد أننا وصلنا إلى النتيجة الرئيسية وهي أن القضية أصبحت قضية اوروبية وليست مجرد قضية تخص ايطاليا او مالطا او اليونان". واستطرد قائلاً إن هذا لن يكون كافياً ما لم يتبعه الاتحاد بخطوات عملية.
وطالبت حكومات جنوب أوروبا بمشاركة أكثر عدلاً مع دول شمال أوروبا في تحمل عبء الأزمة وبزيادة التمويل من الاتحاد.
لكن حكومات دول شمال أوروبا الأكثر ثراء والتي تشعر بالقلق إزاء استطلاعات الرأي التي تظهر زيادة في مشاعر الرفض للمهاجرين وارتفاعا في نسب التأييد لأحزاب اليمين المتطرف المتوقع أن تقدم اداء جيدا في انتخابات البرلمان الاوروبي في مايو ايار القادم تقاوم تحمل نصيب أكبر في مسؤولية التعامل مع المشكلة.
وتتحمل السويد وحدها رغم قلة سكانها نسبيّاً إستقبال عشرات الآف اللاجئين، وتمنحهم حقوق وميزات لا تتوفر في البلدان الأخرى، مثل الإقامات الدائمية والضمان الإجتماعي والرعاية الصحية وحق المواطنة وفق شروط تعتبر سهلة قياسا الى الدول الأخرى، مثل ألمانيا وغيرها.
وتقول منظمة الامم المتحدة ان اكثر من 32 الف مهاجر من افريقيا والشرق الاوسط وصلوا الى ايطاليا ومالطا حتى الآن هذا العام مجازفين بعبور البحر المتوسط في قوارب متهالكة. وزادت الأعداد بشدة نتيجة للاضطرابات في ليبيا والحرب الأهلية في سوريا.
ولم يقترح زعماء الاتحاد خطوات جديدة محددة لمعالجة الأزمة واكتفوا بطلب قيام قوة مهام تابعة للاتحاد ببحث كيفية جعل سياسات الهجرة أكثر فعالية ورفع تقرير بالنتائج في كانون الاول/ديسمبر .
كذلك لم يتطرق بيانهم الى اي زيادة في موارد وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الاوروبي (فرونتكس) كما طلب ليتا.
وتعتبر الدول التي تتصدر أزمة الهجرة ومنها اليونان ومالطا وقبرص واسبانيا وايطاليا بين الاكثر تضررا من الازمة المالية الاوروبية مما يضعف من قدرتها على التعامل مع هذه الاعداد الكبيرة من المهاجرين.
عند الإقتباس يجب الإشارة الى المصدر، بخلاف ذلك يحق لنا كمؤسسة إعلامية مسجلة رسميّاً في السويد إتخاذ إجراءات قانونية بحق من يسرق جهدنا، سواء كان داخل السويد أو خارجها.