زيادة حادة في عدد الأطفال المصابين بالأمراض التنفسية في ألمانيا

: 12/2/22, 11:51 AM
Updated: 12/2/22, 3:56 PM
الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن تهدد حياة الرضع والأطفال الصغار
الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن تهدد حياة الرضع والأطفال الصغار

الكومبس – أوروبية: يصاب كثير من الناس حالياً بالزكام، وعادة ما يصاب الأطفال والرضع بفيروس يمكن أن يهدد حياتهم. فما السبب وراء ارتفاع حالات الإصابة هذا العام؟

تمتلئ العيادات الطببية بالمرضى الذين يعانون من السعال والشهيق في هذا الوقت بشكل كبير. ووفقاً لمعهد روبرت كوخ الألماني، أصيب أكثر من سبعة ملايين شخص بأمراض الجهاز التنفسي المختلفة في غضون شهر واحد فقط هذا العام، ولا تستطيع العيادات الطبية استيعاب هذا الكم من المرضى. ومن غير المألوف أن يرتفع عدد الأمراض المعدية بهذا الشكل خلال أشهر الشتاء، حيث ارتفع عدد المرضى في غضون فترة زمنية قصيرة جداً، ما زاد من الضغط على الطاقم الطبي والتمريضي.

فهناك ما مجموعه حوالي 200 من مسببات أمراض الإصابة بالبرد المعروفة. وحسب معهد روبرت كوخ الألماني، أربعة منها تنتشر حالياً بشكل كبير في ألمانيا وأوروبا، هي فيروسات الإنفلونزا وفيروسات الأنف وفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية والفيروس المخلوي التنفسي. والتي تشكل تهديداً خطيراً بشكل خاص على الرضع والأطفال الصغار.

وتدهورت حالة العديد من الرضع والأطفال الصغار الذين أصيبوا بالفيروس المخلوي التنفسي بشدة لدرجة أنهم احتاجوا إلى دخول المستشفى ودعم جهاز التنفس الصناعي. في بعض مناطق ألمانيا، لم تتوفر هناك أسرة للأطفال في المستشفيات المخصصة للأطفال والرضع.

الفيروس المخلوي التنفسي يسبب التهاب القصيبات ويصيب في الغالب الأطفال دون سن 24 شهراً. فالممرات الهوائية تصبح ملتهبة ومتورمة، زيقلل هذا التضييق من تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين. ويمكن أن يؤدي إلى التهاب رئوي وضيق في التنفس.

وتعتبر الحمى والسعال من عوارض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي، ويصاب بعض الأطفال بأعراض مشابهة للسعال الديكي، التي يمكن أيضاً أن تكون مهددة للحياة. من ناحية أخرى، عادة ما يتعامل البالغون مع مثل هذه العدوى دون مشاكل كبيرة، إلا إذا كانوا يعانون من أمراض خطيرة سابقة مثل الربو أو أن جهاز المناعة لديهم لا يعمل على النحو الأمثل.

كورونا تترك بصماتها

في ذروة وباء كورونا كانت الإصابات بفيروسات البرد نادرة، بما في ذلك الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي. خلال فترة جائحة كورونا، أولى معظم الناس اهتماماً كبيراً بالنظافة والإكثار من غسل اليدين وارتداء أقنعة الوجه الواقية والحفاظ على التباعد. فكان من الأصعب بكثير انتشار الفيروسات وبسرعة.

أما هذا العام فالتدابير الوقائية ضد كورونا لم تعد صارمة كما كان الوضع عليه من قبل، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لفيروسات البرد التي انهالت على الأطفال. خلال فترة الجائحة، انخفضت هذه الحالات بشكل حاد، والآن تكتظ العيادات الطبية بالمصابين بنزلات البرد ما يعني أن حالات المرض أعلى بكثير من المعتاد.

جانب آخر زاد من حدة الإصابة. لم يكن لدى هؤلاء الأطفال فرصة لبناء أجسام مضادة ضد الفيروس المخلوي التنفسي أو العديد من فيروسات البرد الأخرى. ويساعد بناء هذه الأجسام المضادة الجسم في العادة على محاربة الفيروسات وحماية الجسم من مسببات الأمراض ما جعل الآن العدوى تزداد سوءاً.

غودرون هايزه

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.