ساحة الخضرة في مالمو: سوق شعبي عربي بنكهة سُويدية

: 3/18/16, 10:38 AM
Updated: 3/18/16, 10:38 AM
ساحة الخضرة في مالمو: سوق شعبي عربي بنكهة سُويدية

الكومبس – مالمو: يمتد عمر ساحة الخُضرة في مالمو الى أكثر من مئة عام! وهي الساحة التي أصبحت معلماً تراثيّاً من معالم المدينة، يرى المرء فيها، كل يوم، مواطنين من مختلف الجنسيات والأعراق.

هي ساحة لبيع الخضار والفاكهة، لكنها بمرور الزمن، أضحت ملتقى للمهاجرين، لتبادل الأحاديث والأخبار اليومية، خصوصاً أنه منذ حوالي عشرين عاما، غلب عليها الحضور العربي، اذ ينحدر أغلب الباعة والمتبضعين فيها الآن من أصول عربية.

المواطنون الذين يعيشون في مالمو، يحرصون بغض النظر عن أصولهم وجنسياتهم، على التبضع من السوق.

ساحةُ الخضرة او ساحة العرب كما يحلو للباعة تسميتها، اصبحت اليوم من التفاصيل المميزة التي تشتهر بها مالمو، حيث بدأت القصة من افتتاح اول بسطة للحاجيات الصغيرة فيها.

“الكومبس” تجولت في الساحة، وسألت عن سبب كثافة التواجد العربي فيها، وما إذا كانت رمزاً للتنوع الثقافي، أم عائقاً أمام المهاجرين في الاندماج بالمجتمع الجديد:

“ساحة الخضرة خاضعة لقانون المنافسة”

أبو خالد وهو صاحب “بسطة” في وسط الساحة، يرى ان ” هذه الساحة لا تخص الجالية العربية او جالية معينة على الرغم من كثرة الباعة العرب فيها، فهي لا تخصهم لوحدهم بل تخص جميع سكان المدينة.

الجالية العربية بدأ حضورها الى هذه الساحة منذ عشرين عاما، لكن الساحة موجودة منذ زمن طويل، تأسست على يد السكان السويديين الاصليين، الذين هم من انشط الفئات التي تتبضع من هذه الساحة، وهم أول الاشخاص الذين يأتون للتبضع في وقت مبكر، وتعتبر الساحة مركز رئيسي في مدينة مالمو لتبضع الخضار والفواكه وتنافس الأسعار الموجودة في المحال التجارية الكبرى “.

ويضيف ” العمل بمجال التجارة لا اتوقع ان يكون عائقا للاندماج في المجتمع السويدي لان موضوع الاندماج يتحكم به الاشخاص وامكانياتهم ورغباتهم بالسعي للفوز والنجاح بهذا الموضوع “.

Grönsaksmarknad_på_Möllevångstorget

التنافس على التسعيرة بدل الجودة يضر بالبائعين

ويتابع أبو خالد ” في الحقيقة ليست هناك أسعار رخيصة في هذه الساحة وانما هناك تنافس، وللأسف هذا التنافس يعود بحالة سلبية على التجار أنفسهم، فكثير من الاحيان نخسر في البيع والشراء بدلا من ان نربح والسبب هو التنافس وانا اتصور ان السبب الرئيسي في هذه الاخطاء التي تحدث هو عدم وجود نقابة او مكتب رئيسي يوجه هؤلاء الباعة ويؤسس لهم كيفية البيع والشراء والاسعار التي تباع بها المواد “.

حسن: “هي ساحة تعيق الاندماج بالمجتمع السويدي”!

أما حسن وهو أحد الباعة فيها، يقول لـ “الكومبس”، عن تاريخ هذه الساحة: ” كانت سابقا ساحة مخصصة لمواطني البلد الأصليين، لكن بعد ان قدم العرب الى السويد وبدأوا بالعمل فيها تحولت الى مكان عربي وسميت بساحة الخضرة، لكثرة الباعة المتواجدين هنا، الساحة تتميز ببيع الخضار والفواكه وايضا هي مكان للقاء ابناء الجالية العربية كل ايام الاسبوع، عدا يوم الاحد الذي تغلق فيه المحال، وتغلق الساحة ايضا في الأيام التي تنخفض فيها بشدة درجات الحرارة “.

ويرى حسن ان ” الحضور الى هذه الساحة كل يوم والتبضع منها بشكل دائم، يحد من اندماج الجالية العربية في المجتمع السويدي، ويجعل الاشخاص منغلقين على أنفسهم، لأن كل الباعة في الساحة يتكلمون اللغة العربية فقط، والمفروض ان لا تبقى الساحة حكرا على الباعة العرب وانما السويديين ايضا حتى يستطيع المواطن العربي تعلم اللغة بوقت أقصر من خلال المحادثات اليومية”.

ويضيف ان ” الحضور السويدي في هذه الساحة قليل وليس باستمرار، لأنهم يفضلون التبضع من المحال التجارية الكبيرة المنتشرة في المدينة، لكن في نفس الوقت يأتي الى هذه الساحة مواطنون عرب من مدن اخرى بعيدة عن مالمو، والبضاعة التي نعرضها هنا تأتينا من محال بيع الجملة الموجودة في الدنمارك وهلسنبوري، إضافة طبعا الى مالمو “.

12626151_1964403310451631_1632152370_n

المتنفس الوحيد

لكن ابو محمد الذي يملك بسطة في السوق، ومضى على وجوده فيها سنوات عديدة، يقول: ” الساحة تعتبر المتنفس الوحيد للجالية العربية، حيث يلتقون مع بعضهم ويتبضعون منها بشكل دائم في ايام الاسبوع، لا اعتقد ان الحضور اليها يؤثر في موضوع الاندماج لان الساحة مفتوحة لكل الجاليات، وبإمكان الشخص التحدث بأكثر من لغة، والتعرف على اكثر من مجتمع، وان الايام التي تشهد فيها الساحة حضور الجالية العربية بشكل مكثف هي ايام الجمعة والسبت لان في هذه الايام بالتحديد تكون الاسعار مناسبة للجميع ويوجد عدد كبير من السويديين يحضرون الى هذه الساحة ونحن نتعامل معهم منذ سنوات”.

ويعزو “رخص الأسعار في الساحة الى نوعية المواد المعروضة فيها، فهناك مواد من الدرجة الاولى، وأخرى من الدرجة الثانية وكل نوع يختلف سعره عن الآخر “.

رخص الاسعار يجذب المزيد من الزبائن

الكومبس التقت ام مصطفى التي تحرص على التبضع من هذه الساحة بشكل مستمر، وتقول ان ” رخص الاسعار الموجودة قياسا بالإمكان الاخرى يجعلنا نأتي الى هذا المكان باستمرار والتبضع منه، كذلك سهولة التعامل مع الباعة والطلب منهم الاشياء التي نحتاجها هو سبب اخر يدفعنا للمجيء والحرص على التبضع منها”.

أما احمد علي وهو شاب جاء حديثا الى مدينة مالمو يقول ” انا اسكن في مدينة ارلوف اتي لهذه الساحة نهاية كل اسبوع لغرض التبضع وشراء الحاجيات بسبب ان مدينتنا تخلو من هكذا ساحة، وارى من الضروري وجود هكذا اسواق شعبية في كل مدينة لتمكين ذوي الدخل المحدود لشراء احتياجاتهم”.

عمار السبع

12348428_1964403307118298_1642241609_n

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.