الكومبس – ستوكهولم: يستعد مجلس بلدية ستوكهولم إلى اتخاذ تدابير مشددة للحد من الحركة المرورية في مركز المدينة، بسبب مخاطرها الكبيرة على الصحة، ومن أجل الالتزام بتوجيهات منظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء، رغم أنه يتحسن.
يدرس حالياً مجلس مدينة ستوكهولم تشديد القيود المرورية داخل المدينة عبر إجراءات مثل حظر الإطارات المسمّرة (dubbdäck) في مزيد من الشوارع، وإيقاف السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل من السير في قلب المدينة، وذلك من أجل تلبية متطلبات منظمة الصحة العالمية.
ورغم أن حسابات بلدية ستوكهولم أظهرت أن جودة الهواء مستمرة في التحسن، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات.
مخاطر أكثر مما كان يعتقد سابقاً
وقالت أوسا ليندهوغن من حزب البيئة وعضوة مجلس المناخ والبيئة لصحيفة داغينز نيهيتر “يجب أن نتحلى بالشجاعة لاتخاذ القرارات. ويجب أن يكون الشخص قادراً على العيش في ستوكهولم دون المخاطرة بصحته. خلصت منظمة الصحة العالمية إلى أنه حتى المستويات المنخفضة من تلوث الهواء لها تأثير أسوأ بكثير على صحة الإنسان مما كان يعتقد سابقاً. إن الفئات الأكثر ضعفاً هي الأطفال والمسنون والنساء الحوامل والمصابون بأمراض مزمنة”.
ورغم أن المستويات في السويد وستوكهولم منخفضة بشكل عام، فإن الأبحاث أظهرت أن حوالي 6700 حالة وفاة مبكرة حدثت بسبب تلوث الهواء في السويد كل عام، وفقاً لداغينز نيهيتر.
وأكدت ليندهوغن “يموت حوالي 1000 من سكان ستوكهولم قبل الأوان، ويفقدون ما معدله عشر سنوات من حياتهم. إن الأطفال الذين يعيشون في شوارع معينة تنخفض قدراتهم الرئوية منذ سن ستة أشهر. وإذا لم نأخذ هذه الأرقام على محمل الجد ونفعل شيئاً ما، فسنتحمل المسؤولية لاحقاً”.
إجراءات لخفض التلوث
ويُعتقد بأن التغييرات التي سيتخذها مكتب شؤون المرور في بلدية ستوكهولم ستركز على تخفيض حركة المرور، وزيادة كهربة أسطول المركبات وإدخال المنطقة البيئية 3 (Miljözon 3)، حيث لا يُسمح بقيادة سيارات البنزين والديزل ولا حتى السيارات الهجينة فيها. إلى جانب تقليل استخدام الإطارات المسمّرة التي تؤثر على مستويات الجسيمات في الهواء، وزيادة ضريبة الازدحام (trängselskatt).
ورغم التحسن الذي شهدته المدينة منذ العام 2017 بانخفاض بنسبة 8 بالمئة بحلول العام الماضي 2023 فإن ذلك ليس كافياً لتحقيق متطلبات منظمة الصحة العالمية. ومن المتوقع أن تنخفض نسبة التلوث بنحو 20 بالمئة بحلول 2030 وفقاً للتطورات الحالية.
ونظر مكتب المرور أيضاً في كيفية عمل المدن في أوروبا. ففي بروكسل وبيرمنغهام، على سبيل المثال، أوقفت حركة المرور في الأجزاء الوسطى من المدينة من خلال تقديم ما يسمى بخطط الدوران. وهذا يعني أن المدينة الداخلية مقسمة إلى مناطق يمكن للسيارات الدخول إليها لكن ليس القيادة فيما بينها. ومن أجل الوصول إلى جزء آخر من قلب المدينة، يجب قيادة السيارات حولها.
ووفقاً لمكتب المرور، فقد أثبت هذا أنه إجراء فعال للغاية لكثيرين لأنهم تركوا سياراتهم في المنزل.
وأضافت ليندهوغن “إن مكتب المرور يواصل العمل، وسنرى ما سنخلص إليه، إن توسيع المنطقة البيئية 3 في المدينة سيتخذ قراراً بشأنه في العام المقبل. وهناك إجماع سياسي على ضرورة أن تكون لدينا مدينة داخلية خالية من الانبعاثات بحلول 2030”.