سكان هوسبي خائفون: ما حدث فظيع!

: 6/2/21, 1:26 PM
Updated: 6/2/21, 1:26 PM
Foto: Alkompis
Foto: Alkompis

شاهدة: كل شيء حدث أمام عيون الأطفال، هذا فظيع!!

ناشطة سياسية: المجتمع السويدي برمتّه يتحمل المسؤولية

على بعد أمتار قليلة، من مدخل ميترو Husby شمال غرب ستوكهولم، يتكرر ذاتُ المشهد!

صورة شاب وسط شموع وورود، ودماء لم تجف بعد! الخوف والقلق من المستقبل، يمكن رصده بسهولة في عيون سكان المنطقة الكثيفة بالمهاجرين.

المشهد يبوح بالنهايات التي ينتهي إليها شباب تورطوا في عالم الجريمة والعصابات، وأصبحوا “ورقة رابحة” لسياسيين يُحّملون الهجرة والمهاجرين، مسؤولية هذه الظاهرة الاجتماعية المعقدة.

قرب موقع الجريمة، وفي “بسطة” بيع الخضراوات والفواكه، تحدثنا مع شاب عربي رفض تصويره أو نشر أسمه.

يقول: “نحن خائفون، صحيح أننا عشنا في بلداننا حروباً وأزمات وصراعات، وكنّا نأمل أن نعيش بأمان واستقرار في هذا البلد، غير أن هذه الجرائم تحدث في وضح النهار، وبين الناس، تجعلنا نخاف على أنفسنا وعلى أطفالنا”.

الشاب يرى حاله حال الكثير من الأصوات التي تعالت مؤخراً، بأن الحل هو في “تشديد القوانين ومعاقبة المجرمين”، “فالقوانين الحالية “فشلت في وقف الجريمة”.

كريمة محمد (55 عاماً) كانت شاهدة على ما حدث عندما تم قتل الشاب.

تقول لـ “الكومبس”: ” كل شيء حدث أمام عيون الأطفال، هذا فظيع!! شاهدت كيف أن الناس كانوا خائفين ومرتبكين ولا يعرفون كيف يتصرفون، حتى أن تقديم الإسعافات الأولية له من قبل السكان تأخر بسبب الفوضى والارتباك الذي حدث بعد إطلاق النار عليه”.

الناشطة السياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمرشحة السابقة للبرلمان السويدي ساجدة كريم

ساجدة كريم: المجتمع السويدي برمتّه يتحمل المسؤولية

الناشطة السياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمرشحة السابقة للبرلمان السويدي ساجدة كريم، نفت أن تكون ظاهرة ازدياد جرائم إطلاق النار المميتة مرتبطة بالهجرة الى السويد، وقالت لـ “الكومبس” إن “الكثير من العصابات الإجرامية لها ارتباطات خارج البلاد، مشيرة الى أن الهجرة هي جزء من المشكلة، وإن السويد هي المسؤولة عن ذلك.

وحمّلت كريم سياسة الاندماج جزءاً آخر من المسؤولية، وقالت ” المدارس الجيدة لا توجد في مناطق المهاجرين، والمستوى الدراسي متدني، لذلك فإن الشباب يعيشون في مجتمع مواز لا يبدو وكأنهم يعيشون في السويد”.

وترى أن الحل للحد من هذه الظاهرة، هو تحسين مستوى المدارس، والسماح للأطفال الذين يعيشون في مناطق المهاجرين، مثل تينستا ورينكبي وشارهولمن في ستوكهولم الدراسة في المدارس الأخرى بالمدينة، ومساعدة الشباب في الحصول على عمل، كما يجب تغيير القوانين بهدف تسهيل حماية الشهود، وكذلك تشديد بعض القوانين الأخرى لردع المجرمين.

وحول مسؤولية الأهل تعتقد كريم أن الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية تربوية كبيرة في توجيه أبنائهم وتربيتهم تربية سليمة تضمن عدم انحرافهم الى عالم الجريمة.

ومن الأسباب الأخرى التي تعتقد أنها تقف وراء تنامي هذه الظاهرة هي الفوارق الطبقية في المجتمع، والمستوى المادي للعائلات، كما أن الشرطة تتعامل وفق ساجدة بـ “تعالي وفوقية” مع سكان المناطق ذات الغالبية المهاجرة.

الدكتور العيد بو عكاز أستاذ وباحث في علوم التربية وشؤون الأقليات بجامعة مالمو

العيد بو عكاز: لماذا فشلت سياسة السويد في احتواء هؤلاء حتى يشعرون بالانتماء الى المجتمع؟

الدكتور العيد بو عكاز أستاذ وباحث في علوم التربية وشؤون الأقليات بجامعة مالمو يقول لـ “الكومبس”: ليست الهجرة في حد ذاتها المسؤولة عن تنامي ظاهرة الجرائم لكن الظروف التي يعيشها بعض الشباب في المناطق التى تعتبر مهمشة والتي يعاني فيها الكثير من الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في السويد وهم بالأصل ليسوا مهاجرين، ولكن أبناء مهاجرين.

يجب التفريق بين الهجرة والظروف التي تدفع أي شخص ان يلتجأ إلى ارتكاب جرائم..و الذين يرجعون أسباب تنامي الجريمة إلى الهجرة هي أحزاب ضد الهجرة وهم يقولون هذا لاغراض سياسية من أجل الحد من الهجرة…لكن يجب أن نكون واقعيين لان أغلبية من يقوم بعمليات القتل هم من أصل أجنبي لذا نجد أن هذه الاصوات اليمينية متاعلية رغم أنهم يعرفون حق المعرفة ان هؤلاء الشباب من مواليد السويد. فالسؤال لماذا فشلت سياسات السويد لاحتواء هؤلاء حتى يشعرون بالانتماء إلى باقي المجتمع ولماذا يلجأون إلى الجريمة؟

ورداً على سؤال الكومبس لرؤيته حول الحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة أجاب عكاز قائلاً: “من الصعب أن يكون هناك حل واحد أو طريقة تمنع انتشار الجريمة لكن توفير فرص العمل وتحسين وضع المناطق المهمشة ومنها المدارس والسكن وكذلك التمثيل الحقيقي في الأحزاب السياسية وفي مناصب العمل داخل البلديات هي حلول ممكنة .. كما تقع المسؤولة على المهاجرين أنفسهم في الرد على هذه الاتهامات الباطلة لان أغلبية المهاجرين وابنائهم مندمجين ويعملون ومن دافعي الضرائب فهناك شريحة قليلة موجودة في كل المجتمعات تلتجأ إلى الجريمة”.

STOCKHOLM 20210601
Nya dödsskjutningar väcker oro och ångest i Husby-boende och poliser om våldsdåden. Foto: Anders Wiklund / TT kod 10040

شرطة ستوكهولم: حوادث القتل الأخيرة جزء من صراع العصابات

أما شرطة العاصمة ستوكهولم، فتقول إن جريمتي إطلاق النار، اللتين وقعتا خلال اليومين الماضيين، هي جزء من صراع العصابات الإجرامية.

نائب مدير منطقة الشرطة المحلية في يارفا أندرس دغوريستاد كرر في تصريحات صحفية، القول إن “هذه حوادث فردية تشكل جزءاً من بيئة الشبكات الإجرامية”. مضيفاً أن “هؤلاء مجرمون جادون لديهم صفقات مختلفة، تعتمد أساساً على الاتجار بالمخدرات”.

وشهدت العاصمة ستوكهولم خلال يوم واحد جريمتي قتل بالرصاص.

ووقعت الجريمة الأولى، وسط هوسبي الإثنين الماضي، قتل على إثرها شخص واحد. وخلال المساء، أعلنت الشرطة القبض على مشتبه بارتكابه الجريمة. وبعد عدة ساعات قتل شاب آخر في موقف للسيارات في Hjulsta شمال ستوكهولم.

قسم التحقيقات

Foto: Anders Wiklund / TT
Foto: Anders Wiklund / TT
Foto: Anders Wiklund / TT
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.