سورية تُحتجز مع أطفالها بمطار القاهرة نتيجة معلومات خاطئة في السويد

: 7/4/23, 2:14 PM
Updated: 7/4/23, 4:48 PM
سورية تُحتجز مع أطفالها بمطار القاهرة نتيجة معلومات خاطئة في السويد

الكومبس – خاص: قالت امرأة سورية إنها تواصلت قبل حوالي شهرين مع السفارة المصرية في ستوكهولم لتقديم طلب تأشيرة لزيارة مصر، فأخبرتها السفارة بأن كل ما عليها فعله هو حجز تذكرة والسفر، لكن الأمر انتهى بـ”إسراء” (اسم مستعار) طريحة الفراش في المشفى. وفق ما قالت المرأة نفسها.

إسراء مواطنة سورية، متزوجة ولديها أطفال وهي من أصحاب الإقامة المؤقتة في السويد. ككثير من المهاجرين السوريين تركت إسراء وراءها جزءاً من عائلتها في الوطن والجزء الآخر تشتت بين بلاد الشرق والغرب. بعد غياب دام لسنوات قررت إسراء أن تأخذ أطفالها وتجتمع بعائلتها في مصر.

وبسبب إجراءات دخول السوريين إلى مصر واشتراط تأشيرات عليهم تواصلت إسراء مع السفارة المصرية في ستوكهولم تستفسر عما هو المطلوب منها في حال أرادت زيارة مصر. فكانت إجابة السفارة المصرية، بحسب إسراء، أنها ليست بحاجة لتقديم طلب للتأشيرة لامتلاكها إقامة أوروبية.

تعليمات الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية والتي جاء فيها “السماح بدخول السوريين الى البلاد” بتاشيرة اضطرارية والذي ترجمه البعض على انه تم اعفاء السوريين من التاشيرة

إسراء لم تكتف بمكالمة واحدة فتواصلت، حسب قولها، بالسفارة المصرية مرة أخرى قبل أن تشتري تذاكر السفر وكانت إجابة السفارة هي نفسها “بصفتك تحملين الجواز السوري ولديك إقامة في السويد فلا يتوجب عليك الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول مصر”.

اشترت إسراء تذاكر لها ولطفليها بعمر الـ7 والـ3 سنوات وسافرت من شمال السويد إلى العاصمة ستوكهولم متوجهة إلى القاهرة. وفي مطار ستوكهولم سألت موظفي شركة الطيران وأكدوا لها أنها ليست بحاجة إلى تأشيرة.

سافرت إسراء وأطفالها بواسطة الخطوط التركية من ستوكهولم إلى اسطنبول ومنها إلى القاهرة لتصل الى العاصمة المصرية حوالي الساعة الثانية صباحاً. وهناك أحست بالصدمة حين لم يسمح الأمن في المطار لإسراء وعائلتها بدخول مصر لأنها لا تملك تأشيرة لدخول البلاد.

تقول إسراء للكومبس “شعرت بصدمة كبيرة. أهلي جاؤوا من سوريا إلى مصر لمقابلتي ودفعوا كثيراً من المال للحصول على التأشيرة أما أنا فتكلفت حوالي الـ30 ألف كرون تذاكر سفر. لم أسافر حتى تأكدت من السفارة وفي أكثر من مناسبة ومع ذلك مُنعت من دخول البلاد”.

احتُجزت وأولادي دون طعام

ولأنها وصلت بعد منتصف الليل كان يستحيل على إسراء التواصل مع السفارة المصرية في السويد، فتم احتجاز إسراء وأطفالها في المطار في انتظار صباح اليوم التالي للتواصل مع السفارة، لكن الاتصال مع السفارة لم يجد نفعاً.

وعن رد السفارة، تقول إسراء “كان ردهم مستفزاً، تأسفوا، لكنهم لاموني لأنني لم أفتح الفيسبوك وأرى أنه يتم إرجاع السوريين. لم تكن إجابتهم مقنعة لأنهم لم يعلموني بأي شيء ولم يتم تحذيري في المطار ولم يكتبوا أي شيء على موقعهم الإلكتروني لأنني كنت أفتح الموقع باستمرار”.

الغرفة التي تم فيها احتجاز إسراء وعائلتها في مطار القاهرة

وتروي إسراء أنه منذ وصولها حوالي الساعة الـ2 صباحاً حتى الـ6 مساء من نفس اليوم لم يقدم لها موظفو المطار الطعام. وتضيف “كنت مضطرة أن أظهر جنسية ابني السويدية لكي يجلبوا لي بعض الفطائر على حسابي الخاص بعد ساعات طويلة من وصولنا”.

تسفير وانهيار

بعد محاولات باءت بالفشل للحصول على تأشيرة للدخول تم حجز تذاكر لإسراء وأسرتها صباح اليوم التالي إلى السويد مروراً بتركيا. “كنت مجهدة جداً في مصر، وفي تركيا كنت أشعر أنني مريضة لكنني حاولت أن أتمالك نفسي لكن عندما وصلت للسويد وسمعت كلمة “أهلاً بكم في السويد” انهرت”.

غابت إسراء عن الوعي لساعات وبقي أولادها مع موظفي أمن المطار. وبعد فترة جاء أقارب زوج إسراء إلى المطار وتم نقلها إلى أقرب مستشفى لإجراء فحوصات. واضطرت العائلة للبقاء في فندق لأنها لا تقوى على السفر مرة أخرى، ما أدى إلى مزيد من التكاليف. وذكرت إسراء أنها خسرت حوالي 50 ألف كرون إجمالي الرحلة دون أن تلتقي بعائلتها التي كانت تتوق لرؤيتها.

وبعد عودتها الى السويد واستقرار حالتها الصحية تواصلت إسراء مرة أخرى مع السفارة المصرية في السويد. هذه المرة طلبت منها السفارة تقديم طلب تأشيرة في حال أرادت السفر إلى مصر، غير أن مدة الرد على الطلب قد تتأخر. صرفت إسراء النظر عن السفر فعطلتها ستنتهي قبل قدوم رد السفارة.

ليست إسراء وحدها

في رحلة العودة إلى السويد التقت إسراء بآخرين ممن يحملون جواز السفر السوري تم إرجاعهم من مصر إلى مختلف دول أوروبا لعدم امتلاكهم تأشيرة دخول.

وحسب إسراء يرجع سوء الفهم الذي أدى بكثير من السوريين للسفر إلى مصر دون تقديم طلب تأشيرة هو صدور قرار إعفاء من التأشيرة لصالح السوريين الذين يملكون إقامات خليجية وتأشيرة شنغن، وفي واقع الأمر فإن الإعفاء لم يشمل أصحاب الإقامات الأوروبية لكن المعلومات انتشرت بشكل خاطئ.

وحاولت الكومبس التواصل مع السفارة المصرية، فأحالتها إلى الموقع الإلكتروني للسفارة.

وفي الموقع الالكتروني للسفارة المصرية في السويد يمكن قراءة أن أغلب دول العالم تحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة إلى مصر، وبعض الجنسيات تحتاج إلى موافقات مسبقة من القاهرة قبل منح التأشيرة من السفارة.

كما توجد على صفحة السفارة الرسمية لوائح بالدول التي تحتاج الى أاشيرة لدخول مصر ومن بين هذه الدول يمكن العثور على سوريا في قائمة دول عربية أخرى كالاردن واليمن والسودان.

ونقلاً عن موقع السفارة فإنها تحذر من إجراء أي حجوزات فنادق أو حجوزات طيران قبل الحصول على تأشيرة الدخول، ولا تعتبر السفارة مسؤولة عن تلك الحجوزات.

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.