الكومبس- خاص: عبّر عدد من السويديين الموجودين في لبنان أو الذين سافروا إليه مؤخراً عن استيائهم من موقف الحكومة السويدية، بعد أن قال رئيس الوزراء أولف كريسترشون إن البلاد لن تساعد الموجودين هناك إن تطورت الأمور، باعتبار أنها حذرت طويلاً من مغبة السفر إلى لبنان ودعت إلى ضرورة مغادرته فوراً.
وسام عبد الرحمن من سكان مدينة مالمو وتزور لبنان حالياً. تعتبر وسام موقف الحكومة السويدية تجاه رعاياها في لبنان “سلبياً”، و”مجرد ذريعة للتخلي عن المواطنين”.
تقول وسام في اتصال هاتفي للكومبس “لا يوجد حتى الآن أي دولة اتخذت مثل هذا القرار تجاه مواطنيها (..) من ناحية أخرى تعبّر سياسة الحكومة عن الكيل بمكيالين بخصوص التعامل مع مواطنيها العالقين في لبنان والتخلي عنهم بينما تساعد مواطنيها في إسرائيل”.
وكانت وزارة الخارجية السويدية أصدرت خلال عام تقريباً تحذيرات متكررة من السفر إلى لبنان ودعت الموجودين هناك إلى مغادرته فوراً.
وعن سبب زيارتها لبنان رغم التحذيرات، تقول وسام “ذهبت إلى لبنان لزيارة أبي وأمي المريضين ولم أذهب للسياحة”.
وأضافت “أشعر بالقلق من تسارع الأحداث وتطور الأمور بشكل سريع خلال الأيام الماضية. أنا حالياً في زيارة لعائلتي التي لم أرها منذ أكثر من عشر سنوات، أبي وأمي في أعمار متقدمة ويعانيان من مشاكل صحية وأمراض وكنت قد خططت لهذه الزيارة منذ مدة طويلة مع ابني الذي لم يرَ أجداده من قبل، لكن الأحداث المتلاحقة و الظروف مثل فترة الكورونا وظروف أخرى أخّرت هذه الزيارة. الآن أنا هنا في لبنان وحتى الآن نحن بأمان لكن لانعلم ماذا سيحدث في الأيام القادمة”.
وكان رئيس الوزراء أولف كريسترشون حث اليوم السويديين الموجودين في لبنان على العودة فوراً إلى السويد. وتشير تقديرات وزارة الخارجية السويدية إلى وجود ما بين 2000 و3000 سويدي في لبنان الذي تتعرض مناطقه الجنوبية والشرقية لقصف مستمر منذ الإثنين.
وقال كريسترشون مخاطباً السويديين الموجودين هناك “عودوا إلى الوطن ما دامت هناك إمكانية للعودة الآن. المطار مفتوح وعدد من شركات الطيران ما زالت تعمل. لكن الوضع قد يكون صعباً جداً لاحقاً”.
“أشخاص مضطرون للسفر”
الطبيب السويدي من أصول فلسطينية لبنانية عصام الجشي كان في زيارة عائلية إلى لبنان قبل أسبوع. وتحدث في مقابلة مصورة للكومبس عن أسباب سفره إلى لبنان رغم تحذيرات الحكومة السويدية.
يقول عصام “ذهبت إلى لبنان رغم المخاطر بسبب ظرف صحي حدث مع والدي. أغلب الذين يزورون لبنان لديهم أسبابهم التي تجبرهم على زيارة لبنان رغم التحذيرات”.
واتهم عصام الحكومة السويدية بازدواجية المعايير حين تتحدث عن عدم إجلاء رعاياها من لبنان لأنهم لم يصغوا للنصائح وفي الوقت نفسه تقوم بإجلاء رعاياها من إسرائيل”.
ولم تخرج تصريحات من الحكومة السويدية تتحدث عن إجلاء سويديين من إسرائيل بعد تفاقم الحرب في لبنان بداية الأسبوع الحالي.
وطالب عصام الحكومة السويدية أن تفكر بلغة العقل والمنطق ومساعدة العالقين في لبنان لأن ظروفهم هي من أجبرتهم لزيارة هذا البلد المتوتر في هذه الظروف، وقال “على سبيل المثال أنا لم أسافر إلى لبنان من أجل السياحة بل لأطمئن على صحة والدي وأحترم أن الحكومة قامت بتحذير المواطنين من عدم السفر الى لبنان لكن بنفس الوقت يجب عليها عدم التخلي عنهم”.
ووفقاً لرئيس الوزراء، هناك استعداد لاتخاذ تدابير في الحالات القصوى. وأضاف “نحن مستعدون دائماً لجميع أنواع المواقف في جميع أنحاء العالم وخصوصاً في مناطق الأزمات في العالم. ونحن نتابعها عن كثب”.
وفي الوقت نفسه، شدد رئيس الحكومة على أن هناك قدراً كبيرا من المسؤولية الشخصية على عاتق السويديين الموجودين هناك الآن.
(شاهد حديث عصام الجشي أعلاه)
شادي فرح