الكومبس – ستوكهولم: أدى الوضع الإنساني الصعب في فلسطين إلى حالة من الكارثة القصوى، خاصة بعد التصعيد السريع للصراع الذي ألمَّ بالمنطقة. ففي غزة، حيث يعيش ما يزيد عن 1.5 مليون شخص، أُجبر نصف هؤلاء على النزوح، وواجهوا صعوبات في العثور على أماكن آمنة. وفي الضفة الغربية، تتصاعد أعمال العنف والتوترات، مما يزيد من الأمور تعقيدًا.
يحتاج ما يزيد عن 3.1 مليون شخص في فلسطين إلى الدعم الإنساني، حيث تشهد البلاد نقصًا حادًا في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والأدوية والوقود. الوضع المأساوي يجعل الحياة صعبة للغاية، ويُشكل تحديًا هائلا للمنظمات الإغاثية.
وفي مواجهة هذه التحديات الضخمة، قامت وكالة المعونة الانتمائية (سيدا)، التابعة لوزارة الخارجية السويدية، بالتدخل بشكل فعال لمساعدة السكان المحاصرين. وقدمت (سيدا) مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 60 مليون كرون إلى السكان المدنيين في فلسطين، حيث يُركز الدعم على النساء والأطفال، الذين يشكلون غالبية المتضررين.
رئيس المساعدات الإنسانية في سيدا، جاكوب فيرنرمان، أكد أن الوضع الحالي يجبر السكان على النزوح من منازلهم بحثًا عن مأوى آمن، ويجدون صعوبة في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة. الهجمات المستمرة تهدد حياتهم يوميًا، مما يجعل الحياة تحت الحصار لا تحتمل.
لسنوات عديدة، قدمت (سيدا) الدعم الإنساني الضروري للفلسطينيين المحتاجين، ولكن الحصار الذي يفرض على غزة والاضطرابات في الضفة الغربية أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية. قبل السابع من أكتوبر، كان 8 من كل 10 أشخاص في غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
تجاوبًا مع هذه الأوضاع الصعبة، قررت الحكومة السويدية في العاشر من أكتوبر وقف المساعدات التنموية الطويلة المدى في فلسطين، وبدأت في إجراء مراجعة شاملة للمساعدات. وعلى الرغم من هذا الإيقاف المؤقت، فإن المساعدات الإنسانية لن تتأثر، حيث تستمر سيدا في تقديم الدعم الإنساني للسكان الفلسطينيين المتضررين.
الغرض من هذه المساعدات هو إيجاد حلا سلميًا ومستدامًا يستند إلى القانون الدولي، يضمن حقوق الإنسان وينهي الاحتلال الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. السكان الفلسطينيين يواجهون تحديات هائلة نتيجة العنف المستمر وعواقب الاحتلال، ونسعى جميعًا لتخفيف معاناتهم وتوفير الدعم الضروري للحفاظ على حياتهم في ظل هذه الأوضاع القاسية.