الكومبس – ستوكهولم: أدانت محكمة سويدية، شابا في الـ 17 من عمره، بإحراق السيارات، رغم نفيه القيام بذلك.
ولكون الشاب قاصراً، ولم يبلغ من العمر 18 عاماً، قررت المحكمة تغريمه بدفع أموال مقابل ما قام به، واخضاعه لبرنامج رعاية القاصرين من قبل دائرة الشؤون الإجتماعية.
وقال الشاب في لقاء أجرته معه صحيفة “أفتونبلادت انقر هنا “ إن إحراق السيارات في ضواحي المدن، هو للتعبير عن الانتقام من الشرطة السويدية، بسبب “انها تعامل المراهقين والشباب في الضواحي كالحيوانات وليس كبقية السويديين” على حد وصفه.
وأكد ان إحراق السيارات يتم لخلق حالة من الفوضى كي تأتي الشرطة الى المكان ويتم قذفها بالحجارة.
وأدين الشاب بقيامه مع مجموعة شباب آخرين ملثمين، بتكسير زجاج إحدى السيارات، والقاء مادة فيها أدت الى اشتعال النار فيها سريعا، لكنه ينفي قيامه بذلك، ويقول “انا بنفسي لم أقم بذلك، لكن أعرف كيف يتم الأمر”.
“الشرطة تعاملنا مثل الحيوانات”
وقال الشاب للصحيفة: ” أعيش في ضواحي المدن، والشرطة تعاملنا مثل الحيوانات، وليس مثل الآخرين، وتقوم بتفتيشنا بدون أي سبب، ولا تحترم الشرطة وجودنا في الشوارع ومن الممكن ان تتقدم باتجاهنا بدون احترام حتى لو كنت مع الوالد أو الوالدة”.
وأضاف: “لدي الكثير من الأصدقاء عاطلين عن العمل، رغم أنهم تخرجوا من نفس المدارس التي درس فيها زملائهم السويديين، لكن السويديين يعملون الآن وأصدقائي عاطلين عن العمل، رغم انهم دخلوا نفس الدورات في مكتب العمل”.
واتهم الشرطة بانها لا تقوم بعملها بشكل صحيح، ” فالشرطة هي مرآة المجتمع، وانا لا أعتقد أنها تقوم بعملها بشكل صحيح، فاذا كانوا يعاملوننا ليس كالبشر، فمن الطبيعي ان نقوم بالرد عليهم بهذه الطريقة، ولكن إذا تعاملوا معنا بإحترام فاننا بالطبع لن نقوم بذلك”.
وردا على سؤال من الصحيفة حول ما إذا كان شخصيّا قد تعرض الى مضايقات من الشرطة، قال: ” نعم تعرضت واذا رأتني الشرطة في الشارع مع أمي مثلا، فانها على الأغلب تتجه لي وتقوم بتفتيشي وكأنه انا مجرم”.
وقال إن “الشرطة إذا التقت في الشارع بعصابتين الأولى تكون للأجانب والثانية للسويديين، فانها تتجه الى الأجانب وتترك الثانية رغم ان الجميع يرتدون نفس الملابس”.
وتابع القول في معرض وصفه “للشرطي الجيد”: “هو الشخص الذي يتكلم معنا ويناقش الأمور ولا يهاجمنا بدافع الإهانة”.
“الحل مساواة الأجنبي بالسويدي”
وأكد الشاب ان حل المشاكل في ضواحي المدن، يكون من خلال التعامل مع الناس بنفس الطريقة وليس التفرقة بين الأجنبي والسويدي، بحسب قوله، وكذلك توفير فرص العمل للأجانب، مشددا على ان الأشخاص الذين يجري محاكمتهم سيصبحون مجرمين أكثر شدة من قبل، معبرا عن قناعته بان المراهقين والشباب لن يقوموا بهذه الأعمال اذا تم التعامل معهم باحترام”.
وزير الداخلية: ” على الشرطة التعامل باحترام مع الجميع لكن لا يوجد عذر لحرق السيارات”
وتعليقا على ما قاله الشاب، قال وزير الداخلية أندرش يغمان للصحيفة إنه يريد رؤية المزيد من أفراد الشرطة في الضواحي، لكن اذا كان سكان هذه المناطق يشعرون بانهم يتعرضون لمعاملة سيئة فان هذا الأمر يبعث على القلق.
وشدد على أن الشرطة “يجب ان تتعامل مع جميع الناس بإحترام، لكن لا يوجد أية أعذار أو مبررات لحرق السيارات”.
ونفى الوزير ان تكون الشرطة تتعامل مع سكان الضواحي من منطلق تمييزي، وقال “أنا بنفسي نشأت في الضواحي”، داعيا الشرطة وافراد المجتمع في الضواحي التقرب الى بعض، والتعاون في حل هذه المشكلة”.
الصورة من أرشيف الكومبس وليست للشخص الذي تحدث للصحيفة