الكومبس – أخبار السويد: كشفت صحيفة Hem & Hyra عن شبكة تدعى Dokumentfix كانت تبيع وثائق مزيفة للراغبين في الحصول على شقق أو وظائف في السويد بطرق غير قانونية. وبعد نشر التحقيق، أغلقت الشبكة موقعها الإلكتروني، معلنة نهاية نشاطها.
ويكشف التحقيق عن موقعين رئيسيين لبيع مستندات مزوّرة تشمل عقود عمل وكشوف رواتب وشهادات دراسية، تُعرض بشكل علني مقابل حوالى 1,099 كرون للعقد الواحد، مع قبول دفعات بالعملات الرقمية وبطاقات أجنبية. و تُصمَّم هذه الوثائق بشكل احترافي، يتضمن تواقيع رسمية وشعارات لشركات وهمية، ما يصعّب اكتشاف التزييف يدوياً.
ومنذ عام 2018، وفرت مجموعة Dokumentfix وثائق مزورة تساعد الأشخاص في الظهور كموظفين في شركات معينة أو بإيرادات أعلى من الواقع، ما يمنحهم أولوية في طوابير السكن.
وقال أحد أفراد المجموعة عبر البريد الإلكتروني: “بدأنا بسبب صعوباتنا في الحصول على وظائف، فاخترنا تزييف الوثائق لمساعدتنا ثم مساعدة الآخرين”.
تبريرات أخلاقية وسط نشاط إجرامي
و يدّعي القائمون على الشبكة أنهم لا يهدفون إلى الإضرار بل إلى مساعدة من يواجهون عوائق بسبب ماضيهم، مؤكدين أنهم لا يزوّرون شهادات لمهن حساسة كالتطبيب والتمريض.
غير أن التحقيق كشف عن هدفهم الرئيسي وهو الربح من بيع عقود تفيد بدخل مضاعف، ما يفتح الباب أمام الجريمة المنظمة.
و تشير المراسلات إلى استخدام AirTag لتتبع طرود الوثائق المرسلة إلى وسط ستوكهولم، حيث تُنقل لاحقاً إلى الضواحي وتستقر في مبنى مؤقت بمنطقة صناعية جنوب العاصمة.
ويؤكد خبير الاحتيال أندش بيوركينهايم الى الصحيفة أن الوثائق قد تمر دون كشف إن لم تُفحص تقنياً.
تلاعب بطوابير السكن الرسمية
أظهرت التحقيقات كيف تؤدي هذه الوثائق إلى تدمير نظام الانتظار العادل في سوق الإيجارات.
وقال ممثل عن المجموعة: “إذا كان شخص ما ينتظر لعشر سنوات وفقد عمله، فهل يُحرم من السكن؟ لا نعتقد ذلك”. كما أوضحوا أن الوثائق لا تضمن شقة أو وظيفة بل “تفتح الباب فقط”.
إغلاق بعد النشر وفضائح سابقة
و بعد نشر التحقيق في الصحيفة الورقية، أغلقت المجموعة موقعها قائلة: “كنا مورداً لمن يمر بظروف صعبة، والآن حان وقت النهاية”.
وسبق أن شهدت محافظة سكونه عام 2020 فضيحة في بوبلاتس سيد (Boplats Syd)، حيث اكتُشفت شبكة تضم 58 شخصاً استخدموا وثائق مزورة.
وقال المدير الإداري فرانس ستوبس في بوبلاتس سيد: إنهم اضطروا لإيقاف العمل الروتيني لحين انتهاء التحقيق، مع حظر المتورطين لعامين.
إحصاءات رسمية حول طوابير السكن
ستوكهولم (Bostadsförmedlingen): 50–60 بلاغاً سنوياً عن مستندات مشكوك فيها، 55 حالة حظر، و26 بلاغاً للشرطة في 2023.
يتبوري (Boplats Väst): وقف 20 شخصاً يومياً، مع كشف 10–15 وثيقة مزورة سنوياً.
مالمو (Boplats Syd): 8 بلاغات للشرطة منذ بداية 2024، باستخدام تحليل الخطوط والتواصل المباشر مع أصحاب العمل للتحقق من صحة العقود.