الكومبس – خاص: اشتكى مجموعة من الموظفين من بيئة عمل “سيئة” في مكان عملهم بأحد متاجر عملاق الأغذية Lidl في مدينة يوتيبوري غرب البلاد. وقال الموظفون للكومبس إنهم يتعرضون للشتائم والتهديد بشكل مستمر من مديرهم المباشر، وهو من أصول عربية.
واطلعت الكومبس على تسجيل صوتي يظهر شتائم بكلمات سيئة من المدير لأحد الموظفين وشجاراً مع أحد الموظفين بخصوص أمور يومية في بيئة العمل إضافة إلى التفوه بكلمات نابية من قبل المدير وموظف آخر، وتهديد المدير للموظفين بـ”كشف” ما يتستر عليهم به مثل تناول أطعمة دون دفع ثمنها، فيما كان بعض الموظفين أيضاً يهددون المدير بـ”كشف المستور”.
المقطع الصوتي الذي سجله أحد الموظفين للاجتماع، يظهر انتهاكاً لكثير من تقاليد العمل السويدية القائمة على الاحترام بين الموظفين.
أيمن (اسم مستعار) أحد الموظفين في المتجر يقدم شكواه عبر مقطع فيديو يشكو فيه من تعامل المدير مع الموظفين.
سالم مسؤول في المتجر نفسه قال إنه في إجازة مرضية الآن إثر الأزمة النفسية التي تعرض لها بعد مشاجرة مع رئيسه المباشر. يقول سالم للكومبس “اتهمني بأنني وقعت على إحدى الأوراق بدلاً عنه وبالطبع هذا الكلام لا أساس له من الصحة إنما يريد فقط الضغط علي لأصبح خانعاً له”. ويضيف “جلست أنا والمدير والموظفين أمير وسامر وبدأ المدير توجيه اتهامه لي وكأنه يريد إلباسي تهمة بالغصب لذلك بدأت حينها الإفصاح عن حقيقته وكيف أنه مدير غير مؤهل يقوم بأعمال غير قانونية في المتجر. لم يستطع المدير تمالك نفسه بل بدأ يشتمني ويصرخ في وجهي ويقول إنني أستطيع أن أفعل ما أشاء ولا أحد يستطيع اثبات شيء وقام بطردي ودفعي من ذراعي للخارج، و أمير وسامر شهود على ذلك. وبالطبع قدمت شكوى للنقابة ورئيس الموارد البشرية في مساء ذلك اليوم إضافة إلى تقديم شكوى لدى الشرطة بحق المدير”.
يؤكد أمير وسامر ما قاله سالم. ويقول أمير “أعمل في المتجر منذ ما يقارب السنتين والنصف. المدير يتعامل معنا بدكتاتورية وبطريقة التهديد دوماً فهو غير مرن وحين اضطررت للغياب لتوقيع عقد بيتي لم يقبل تبرير غيابي, إنه حاد ويتكلم بطريقة عصبية وغير محترمة دوماً. وذلك واضح في رسائل الواتس أب التي تخص مجموعة الموظفين في المتجر لكنه أخرجني مع عدد من الموظفين من المجموعة لأننا لا نريد السكوت عن حقوقنا. كما أننا كموظفين نعمل في كل مرة ما يقارب النصف ساعة بالمجان لأننا يجب أن نوقع على الخروج عند الساعة العاشرة ليلاً ونعود لنكمل العمل بعد ذلك”.
يضيف أمير “قدمت شكوى لدى نقابة العمال منذ 13 ديسمبر الماضي في حق المدير ولم أحصل على رد حتى الآن. أنهيت جميع التدريبات اللازمة لأصبح مدير مبيعات لكن قوبل ذلك بالرفض (..) هاجرت من بلدي حلماً بالعيش في ظل الديمقراطية ومراعاة حقوق الإنسان لكن للأسف ما يحدث لا يمت لحقوق الإنسان بصلة”.
فيما يقول سامر “أنا موظف في هذا المتجر منذ ست سنوات، كنت سعيداً في عملي وأعمل بطاقة إيجابية دوماً إلى أن تسلم إدارة المتجر لدينا المدير المهاجر من أصول عربية حينها فقط شعرت أنني أعمل في متجر غير سويدي، متجر دون قواعد”.
ويضيف سامر “يبدأ دوامي عند الساعة الخامسة صباحاً مع صراخ المدير و ضغط كبير في بيئة العمل كما أن المدير لا يوزع أيام العطل أو الساعات التي تكون أجرتها أعلى بالتساوي على العمال”.
متدربون دون عقود تدريب
وبحسب ما يقول الموظفون، فإن المدير يقوم بتشغيل المتدربين لعدة شهور دون عقود في فترة التدريب، مشيرين إلى أن ذلك مخالف للقانون.
وبالفعل، يقول عادل إن بدأ التدريب في شهر أكتوبر دون عقد. ويضيف “كلما تكلمت مع المدير بدأ بالمماطلة وهكذا حتى أنهيت الشهرين. عددنا كمتدربين 8 ومعظمنا دون عقود، كما أن بيئة العمل سيئة وغير مناسبة للعمل وخصوصاً سماع الشتائم من المدير تجاه بعض الموظفين”.
وأكدت سالي حديث عادل بالقول إنها تدربت في المتجر نفسه دون عقد وكلما تكلمت مع المدير كان يماطل، مؤكدة أنه يتعامل مع الموظفين بطريقة غير لائقة.
وتواصلت الكومبس مع عدد آخر من المتدربين الذين أكدوا أنهم عملوا في المتجر كمتدربين دون أية عقود.
الشركة تحقق في الشكاوى
الكومبس تواصلت مع المدير المعني نفسه، لكنه فضل عدم الإجابة عن أي سؤال وقال في رسالة مكتوبة إنه ليس لديه أي تعليقات يدلي بها، محيلاً الأمر إلى رب العمل والمكتب الصحفي في الشركة.
وسألت الكومبس قسم الموارد البشرية في الشركة عن تعليقه على شكاوى الموظفين وكيف يتم التعامل مع هذه الشكاوى. ورد المكتب الصحفي للشركة في رسالة مكتوبة بالقول “إن قسم الموارد البشرية في Lidl على علم بهذه المشكلة ويأخذونها على محمل الخطورة. القضية عبارة عن تحقيق مستمر يؤثر أيضاً على أفراد. ولهذا لن نعلق على الأمر”.
ملاحظة: كل الأسماء المذكورة في الخبر أسماء مستعارة.