الكومبس – وكالات انطلقت أمس الثلاثاء أعمال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان، تحت شعار "تجارب ناجحة فى حوار الأديان" بمشاركة شخصيات دينية وسياسية من مختلف دول العالم، وبعد أن كان المؤتمر في السنوات الأولى لتأسيسه يقتصر على الحوار الإسلامي المسيحي أصبح يضم ديانات أخرى منها اليهودية
وتشارك شخصيتان من السويد هما الشيخ حسان موسى نائب رئيس مجلس الإفتاء الإسلامي والدكتور هانز هينغسون من وزارة الخارحية السويدية. حيث يساهمان في الحوار في المحاضرات والنقاشات المخصصة للثقافة ووسائل الإعلام.
غياب القرضاوي عن المؤتمر يثير التساؤلات
وغاب أمس، الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن افتتاح المؤتمر اعتراضا على مشاركة ممثلين عن الديانة اليهودية، حيث أناب الأمين العام للاتحاد، الشيخ على محيي الدين القرة داغ، ما ترك الكثير من الأسئلة والشبهات حول هذا الغياب، خاصة وأنه شارك فى الدورات الثلاث الأولى للمؤتمر.
وقال القرضاوي، لصحيفة "العرب" القطرية، مبررا مقاطعته للمؤتمر الدولي المهتم بالحوار بين الأديان، "بعد الإعلان عن توسيع المؤتمر ليكون حوارا إسلاميا مسيحيا يهوديا، قررت ألا أشارك فيه حتى لا أجلس مع اليهود على منصة واحدة، ما دام اليهود يغتصبون فلسطين والمسجد الأقصى ويدمرون بيوت الله، وما دامت قضية فلسطين معلقة ولم تحل".
وأوضح القرضاوى، أنه "ليس هناك ظلم أكثر من الذي فعله اليهود بأهلنا في فلسطين، حيث جاؤوا من أنحاء الأرض وأخرجوا أهلها وشردوهم في الآفاق وبقروا بطون نسائهم"، وأضاف " هاتوا شيئا عمليا جاءت به مؤتمرات حوار الأديان للأمة الإسلامية"، مشيرا إلى أنه شارك في الطبعات الثلاث الأولى حينما كانت تسمى مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي.
وتقول صحيفة الشروق الجزائرية بهذا الصدد:"غير أن هذه المبررات التي روج لها القرضاوي، لم تقنع أطيافا واسعة من الرأي العام والمهتمين بمسألة حوار الأديان، حيث اعتبر موقف الشيخ كلاما موجها للاستهلاك ومحاولة لإعادة المصداقية والبراءة وسلطته المعنوية وسط العالم العربي والإسلامي، والتي اهتزت بعد السقطات العنيفة التي وقع فيها القرضاوي في المدة الأخيرة، والتي أساءت الى مكانته وهيبته، ولاسيما فتاويه المؤيدة لثورات الشارع العربي ضد الأنظمة الحاكمة التي أضفى عليها طابعا جهاديا، بالإضافة إلى موقفه من الشيعة وتراجعه عن التحاور والتقارب معهم، ما أدى مؤخراالى ظهور تباين في الرأي مع الإخوان المسلمين في مصر، بعدما فتح الرئيس محمد مرسي، الباب أمام السياح الإيرانيين.
وتحتضن قطر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان منذ ماي 2007، بعد توصية من مؤتمر الدوحة الخامس للحوار بين الأديان، وعقد المركز مؤتمرات ولقاءات وورشات عمل بهدف تحقيق حوار مستمر بين أتباع الأديان المختلفة، وينظم المؤتمر للسنة العاشرة بحضور 500 مشارك من 75 دولة يمثلون أتباع الديانات السماوية الثلاث.