صحف أوروبية: المغرب يبتز أوروبا والمهاجرون يدفعون الثمن!

: 5/20/21, 5:15 PM
Updated: 5/21/21, 5:27 PM
عضو في الدفاع المدني الإسباني ينقذ رضيعاً من الغرق في سبتة
عضو في الدفاع المدني الإسباني ينقذ رضيعاً من الغرق في سبتة

في ضوء أزمة الهجرة على الحدود بين المغرب وإسبانيا، تناولت صحف أوروبية “استغلال” المغرب للمهاجرين واستخدامهم كورقة “ابتزاز”، كما انتقدت سياسة الهجرة الأوروبية التي “تعتمد على الطغاة” عوضاُ عن اتباع سياسة لجوء إنسانية.

منذ بضعة أيام والأوضاع في سبتة تتصدر عناوين الصحف الأوروبية. فما إن وصل أكثر من 8 آلاف مهاجر من المغرب إلى الجيب الإسباني خلال يومين، حتى أعادت السلطات الإسبانية أكثر من نصفهم إلى المغرب، وتستمر بإعادة الآخرين.
واعتبرت “دير شبيغل” الألمانية أن ما قامت به الرباط يشبه ما فعلته أنقرة من قبل، وكتبت في تحليل على موقعها الإلكتروني: “تذكرنا المناورة (المغربية) بأفعال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي نقل 15000 لاجئ إلى الحدود مع اليونان في آذار/مارس الماضي، وبالتالي أصاب نصف أوروبا بالذعر لبضعة أيام”. وأضافت: “ومع ذلك فقد حققت الحكومة في الرباط هدفها: فقد أظهرت للأوروبيين مدى قابليتهم للابتزاز عندما يتعلق الأمر بسياسة الهجرة”.

وانتقدت “دير شبيغل” ما اعتبرته فشل دول الاتحاد الأوروبي في إنشاء نظام لجوء مرن على حدودها الخارجية، وأضافت: “وبدلاً من ذلك، يعتمدون على صفقات مع حكام مستبدين مثل أردوغان أو العاهل المغربي محمد السادس، إضافة إلى العنف”. وذكرت الصحيفة الألمانية أن “الاتحاد الأوروبي يخرق القوانين الأوروبية على حدوده الخارجية بشكل منهجي”، مؤكدة أن ذلك “لا يضر المهاجرين المحتاجين للمساعدة فحسب، بل يضر بأوروبا أيضاً”، مشيرة إلى الاوضاع المأساوية للعديد من الشباب المغاربة الذين فقدوا وظائفهم وتضرروا بعد إغلاق المغرب الحدود مع إسبانيا بسبب الجائحة.

“المغرب يستغل المهاجرين”

من جانبها انتقدت صحيفة “تاغيس أنتسايغر” السويسرية كلاً من الرباط ومدريد بسبب الأوضاع في سبتة. وكتبت الصحيفة: “لقد تم استغلال هؤلاء الرجال والنساء والأطفال بشكل ساخر من قبل المغرب. فتحت الرباط الحدود وعلقت الضوابط الحدودية من أجل الضغط على أوروبا”، وأضافت: “مرة أخرى تم الكشف هنا عن ضعف سياسة الانعزال الأوروبية”.

“مشاهد مروعة”

أما صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية فتطرقت إلى ما وصفته بـ”مشاهد مروعة” في سبتة. وكتبت الصحيفة الصادرة في ميلانو: “وصلت بعض المركبات العسكرية إلى الرمال لتفرغ جنوداً يرتدون سترات واقية من الرصات وخوذات وهراوات. كان المهاجرون منهكين … تم فصل القاصرين. ومع ذلك تم احتجاز معظم المهاجرين مع إبقاء أقدامهم في الماء لمنعهم –بشكل رمزي أيضاً- من أن تدوس أقدامهم الأراضي الأوروبية”.
“على الاتحاد الأوروبي أن يفعل شيئاً”

من جهتها حذرت صحيفة “لافانغارديا” الإسبانية من احتمال زيارة تدفق المهاجرين في الصيف، وكتبت: “مع اقتراب فصل الصيف واستعداد الآلاف من قوارب المهاجرين لعبور مضيق جبل طارق، لا يوجد حل سهل، وأضافت: “على إسبانيا أن تبذل قصارى جهدها، ولكن يجب على الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يفعل ذلك. يتعين على بروكسل أن تفعل أكثر من مجرد نشر بيانات دعم”.

“إعادة المهاجرين غير قانونية”

وانتقدت كل من “تاغيس تسايتونغ” الألمانية و”لوموند” الفرنسية إعادة المهاجرين إلى المغرب مباشرة دون منحهم إمكانية تقديم طلب لجوء. وكتبت “تاغيس تسايتونغ” البرلينية: “تمت إعادة العديد منهم فور عبورهم الحدود بشكل غير قانوني دون التحقق من هوياتهم أو منحهم الفرصة لتقديم طلب اللجوء. هذه الممارسة غير قانونية وقد أدانها القضاء الأوروبي في الماضي.”

أما “لوموند”، فأكدت أن إسبانيا تقوم بإعادة المهاجرين الواصلين إلى سبتة ومليلية منذ سنوات. وكتبت الصحيفة الباريسية: “هذه الممارسات تم تكريسها في القانون الإسباني منذ عام 2015 ولا يسمح بها إلا في سبتة ومليلية”، مشيرة إلى أن تلك الممارسات أدت إلى “تعرض إسبانيا لانتقادات شديدة من قبل المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية المهاجرين”.

وأبدت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية تخوفها من أن تصبح إسبانيا، في ملف الهجرة، مثلما كانت إيطاليا في عهد وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني. وكتبت الصحيفة: “أثار سالفيني الهستيريا بشأن وصول المهاجرين إلى الساحل الإيطالي واستخدمها لتغيير سياسات بلاده. سيكون الأمر أكثر من عار إذا حدث نفس الشيء في إسبانيا. لكن في ضوء الجدل السياسي المرير والمستقطب بشكل متزايد، لا يمكن استبعاد ذلك”.

م.ع.ح

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.