الكومبس – أخبار السويد: كشف عدد من الأعضاء السابقين في كنيسة “We are one church” السويدية الصغيرة عن تعرضهم لضغوط مالية ونفسية كبيرة من قبل قيادة الكنيسة، بالإضافة إلى تهديدات روحية تتعلق بالشيطان، وتدخلات في حياتهم الشخصية بما في ذلك اختيار شريك الحياة.

وقال عدد من الأعضاء السابقين ضمن تحقيق أجرته صحيفة إكسبريسن، إنه طُلب منهم تقديم عشر ما يكسبونه كتبرعات للكنيسة، بالإضافة إلى ما سمّته الكنيسة “قرابين إضافية”، لضمان مكان لهم ولأسرهم في الجنة.

وقالت الشابة آنا (22 عاماً) التي تركت الكنيسة مؤخراً “كنت أشعر بأنني مضطرة لدفع الأموال، ووصلت إلى حد التفكير في الانتحار بسبب الضغط المستمر”.

كما تحدثت عن مشاركتها في نشاط كنسي تطلب كتابة قائمة حول الخطايا وبينها الجنس قبل الزواج واليوغا والأبراج، وعن تشكيكهم بزيارة معالج نفسي، وحثها على الصلاة والصوم لحل مشاكلها. كما لفتت إلى أن الكنيسة تتحكم في توقيت عثور أعضائها على شريك من ضمن صفوف الجماعة نفسها.

ومن جانبه قال الشاب صهيب (19 عاماً) “كنت أقضي معظم وقتي في الأنشطة الكنسية، ولم أعد أستطيع رؤية عائلتي أو أصدقائي خارج الكنيسة”. ولفت إلى أنه تعرض لتحذيرات بأن شكوكه وأفكاره النقدية كانت من عمل الشيطان، مما زاد من توتره وشعوره بالعزلة عن محيطه.

أشبه بالجماعات المغلقة والطقوس السرية

وأوضح أستاذ علم الاجتماع الديني، بيتر آكيربك، أن كنيسة “We are one” تظهر بعض السمات التي يمكن اعتبارها ممارسات شبيهة بالطقوس السرية والجماعات المغلقة.

وأضاف “مثل هذه الكنائس تميل إلى السيطرة النفسية على الأعضاء من خلال التلاعب العاطفي والضغط المالي”.

وأشار البروفيسور جويل هالدورف، المتخصص في تاريخ الكنيسة إلى أن هذه الكنائس الصغيرة غالباً ما تعمل بعيداً عن إشراف المؤسسات الدينية التقليدية، ما يزيد من مخاطر التطرف والانحراف.

وأضاف أن وسائل الإعلام المسيحية تجد صعوبة في انتقاد هذه الجماعات التي تشهد نمواً كبيراً بين الشباب، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق القادة الدينيين لضمان بيئة دينية صحية وعدم عزل أتباعهم عن المجتمع.

والكنيسة تنفي

من جانبه، رد المتحدث باسم كنيسة We are one church ، ليوبولد لاندستروم، على الانتقادات مؤكداً أن الكنيسة تعاني من تحديات متعلقة بنموها السريع، ولكن ليس من سياستها إجبار الأعضاء على التبرع بالأموال.

وأوضح “ما يقدمه الأعضاء هو أمر شخصي، ولا يمكن شراء مكان في الجنة بالتبرعات”. كما نفى التدخل في حياة الأعضاء الخاصة أو فرض ترتيبات زواج.

وتشير التقديرات إلى أن الكنيسة المستقلة (Frikyrka) التي تأسست في سودرمالم بستوكهولم، تضم حالياً نحو 2000 عضو يتوزعون على عدة مدن سويدية، إضافة إلى مدينة Gijón في إسبانيا. كما تدير الكنيسة مدرسة Kristna skolan المستقلة، والتي تضم 290 طالباً في ستوكهولم.