ربما كانت السويد على حق، طوال الوقت، في اخيار الطريق التي سلكتها لمكافحة جائحة كورونا، هذا ما كتبته صحيفة ديلي ميل البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد 9 أغسطس، الصحيفة تعتقد أن السويديين هم من سيضحكون أخيرا، حسب المثل الإنجليزي، “من يضحك أخيرا يضحك كثيرا”
في مقال طويل واستقصائي مع مقابلة العديد من الباحثين السويديين والبريطانيين، تناول مراسل الديلي ميل، العواقب التي كانت قد تترتب على السويد جراء إبقاء مجتمعها مفتوحاً إلى حد كبير وفي جميع الأوقات.
ولكن مع ارتفاع عدد الوفيات في بريطانيا وكثرة التعليمات الحكومية المتخبطة، ذهاباً وإياباً، هناك سؤال يطرح نفسه: هل كانت اجراءات السويد، فعلاً هي الأفضل رغم كل شيء؟
المقال تضمن رأياً لعالم الأوبئة البريطاني بول فرانكس، الأستاذ المقيم في لوند، والذي يعتقد أن السويد اختارت الطريق الصحيحة بمحض الصدفة.
يشير المقال أيضاً، إلى أن ستوكهولم ربما تكون في طريقها للوصول إلى هدف مناعة القطيع، على عكس العديد من الدول الأوروبية. حيث كتبت الصحيفة: “مع زيادة العدوى مرة أخرى في العديد من الدول التي تم إغلاقها، حيث تحاول هذه الدول جاهدة فتح مدارسها، وتتلمس أيضا آثار الضربة الاقتصادية التي اصابتها بشكل متزايد، هل هذا يعني أن السويد كانت على حق طوال الوقت؟”
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كتبت أيضاً عمودا حول نفس الموضوع بعنوان رئيسي: ” لا يمكن للمدافعين عن إجراءات إغلاق المجتمع استيعاب فكرة أن السويد كانت على حق طوال الوقت”.
في الآونة الأخيرة، وقبل أسبوع تحديداً، أغلقت بريطانيا عدة أماكن مرة أخرى، بعد تخفيف القيود تدريجياً. والآن تدرس الحكومة إغلاق الحانات، وهو نوع من التسوية لتبرير افتتاح المدارس هذا الخريف.
ولكن على الرغم من كل عمليات الإغلاق المرقعة، فقد دفعت بريطانيا ثمناً باهظاً، سواء من حيث الحياة البشرية أو الاقتصاد. فقد توفي، حتى الآن، ما يزيد قليلاً عن 46000 شخص بسبب covid-19 وهناك اعتقاد بأن حوالي 16000 آخرون فقدوا حياتهم نتيجة لإجراءات الإغلاق نفسها، مع ضعف فرص الحصول على الرعاية.
هذا فيما لا تزال الاستراتيجية السويدية موضع تناول ونقاش في وسائل الإعلام الدولية لا تزال التقييمات تتقلب بين معجب بها ومنتقداً لها. البروفيسور في جامعة كارولينسكا يوهان جيسيكي، يقول للصحيفة إن الآراء لا تزال مختلفة حول الإجراءات السويدية ” تتغير الآراء من أسبوع لأسبوع ومن بلد إلى آخر. لكنني أعتقد أنه قبل شهرين كان معظم الناس مهتمين بشكل إيجابي، بما تنتهجه السويد، ثم شهدنا تزايدا في نغمة الانتقاد في وسائل الإعلام الدولية، والآن أصبحت الأمور أكثر إيجابية مرة أخرى”.
البروفيسور جيسيكي، يعتقد إنه من المبكر تقييم ما تفعل السويد أو غيرها الآن، قائلا ” لا اعتقد أن السويد كان يجب أن تغلق مجتمعها، ولكن من المؤكد أننا لن نعرف إذا كنا على صواب أو خطأ بشكل قاطع، إلا بعد عدة سنوات، عندما نرى جميع الآثار الجانبية. ربما لم يكن هناك طريق صحيح واحد فقط، بل يمكن أن يكون هناك عدة طرق” مضيفا أن جميع القيود التي وضعتها السويد كانت بشكل طوعي ولم تفرضها بالقوة، وهو أمر لا يزال سارياً ويعمل بشكل جيد للغاية.
البروفيسور قال مذكرا ” الشيء الوحيد الذي غالباً ما يتم نسيانه هو أنه عندما قدمت الحكومة السويدية توصياتها في مارس، انخفضت مجالات الاتصال بنسبة 70 بالمائة في أسبوع واحد. لقد كان لذلك أهمية كبيرة في الحد من انتشار العدوى”.