الكومبس – أخبار السويد: كشفت صحيفة سيد سفينسكان أن النائب المستقل والعضو السابق في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين جمال الحاج قدم طلباً لتسجيل حزب جديد باسم” حزب الاتحاد” (Enighetspartiet) لدى هيئة الانتخابات.
وذكرت الصحيفة أن الصيف الحالي شهد نشاطاً ملحوظاً للحاج، حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع جمعيات ومنظمات في مدن سويدية عدة، كان أغلبها مغلقاً أمام العامة. وبحسب مصادر الصحيفة، جرى أحد هذه الاجتماعات في منزله بمدينة مالمو، بحضور عدد من الأئمة.
وفي لقاء علني نُظم في جمعية السلام التركمانية العراقية، ناقش الحاج الحاجة إلى تأسيس حزب جديد، مؤكداً أن الأحزاب القائمة لا تُمثل شريحة واسعة من المجتمع، خصوصاً ممن هم من أصول مهاجرة.
وكتب الحاج قبل ذلك مقالاً في الكومبس تحت عنوان “هل تحتاج السويد إلى حزب جديد؟.. رؤية من منظور إنساني واجتماعي” قال فيه إن هناك حاجة إلى “تأسيس حزب جديد مبني على قيم ديمقراطية وإنسانية، لا على أسس دينية أو عرقية، يكون هدفه الأساسي استعادة القيم الاجتماعية والإنسانية التي تراجعت في العقدين الأخيرين”.
وفي اللقاء المفتوح قال الحاج إن الحزب الجديد لن يكون قائماً على أساس ديني، مشيراً إلى أن القيم التي يسعى الحزب لتمثيلها تشمل التضامن الدولي، والإنسانية، والمساواة الاقتصادية، والمسؤولية البيئية. وفق ما نقلت الصحيفة.
وأوضح أن تلك المبادئ كانت جزءاً طبيعياً من السياسة السويدية في الثمانينات، لكنها تراجعت لصالح خطاب سياسي متشدد يركز على تشديد سياسة الهجرة والحديث عن “سوء السلوك” لدى بعض الفئات، ما دفعه لإطلاق مبادرته الجديدة.
ورغم أن الحاج أشار إلى أن فكرة إطلاق الحزب لا تزال قيد الدراسة، فإنه، حسب سيدسفينسكان، قدّم طلباً رسمياً لتسجيل اسم “حزب الاتحاد” لدى مصلحة الانتخابات منتصف يونيو الماضي. كما طلب في بداية يوليو تمديد مهلة تقديم التواقيع المطلوبة لاستكمال إجراءات التسجيل، والتي يبلغ عددها 1500 توقيع.
“من السابق لأوانه”
وتعليقاً على أنباء تأسيسه حزباً جديداً، قال الحاج للصحيفة إنه لا يزال يدرس ذلك وإنه من السابق لأوانه التعليق على حزب محتمل. وأشار إلى أن تصريحاته بهذا الخصوص اقتُطعت من سياقها، وإن تقديم رؤية الحزب السياسية بصورة مجتزأة “تُفقد القدرة على فهم السياق الكامل”.
وكان الحاج غادر حزب الاشتراكيين الديمقراطيين بعد سلسلة أحداث بدأت بجدل واسع حول مشاركته بمعزل عن قرار حزبه في مؤتمر تضامني مع فلسطين في مالمو العام 2023، بعد تقارير تحدثت عن صلات للمؤتمر بحركة حماس. وأوقف الحزب الحاج مؤقتاً عن عضوية لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لمدة عام، لكن الحزب استمر في دعمه حينها.
غير أن صحيفة إكسبريسن عادت واتهمت الحاج في بداية 2024 بمحاولة التأثير في العام 2017 في قضية لجوء إمام مصري عبر اتصال بمصلحة الهجرة، ما دفع الحاج إلى الاستقالة من الحزب بعد أكثر من عقدين من النشاط فيه، في حين واصل عمله نائباً مستقلاً.