الكومبس – ستوكهولم: كشفت صحيفة أفتونبلادت عن معلومات، تفيد بأن السويدي من أصل صومالي، بلال إلياس محمد، قام بتجنيد ما لا يقل عن 14 شاب وفتاة في شمال العاصمة ستوكهولم ضمن مجموعة كبيرة، التحقت بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية، داعش.
وبحسب “أفتونبلادت”، فقد جرى تبرئة بلال البالغ من العمر 30 عاماً من تهم الإرهاب الموجهة إليه في يوتوبوري في العام 2011، فيما تشير الشبهات إلى أنه العقل المدبر لداعش في تجنيد الشباب من شمال ستوكهولم.
ويتواجد محمد في سوريا الآن، إذ أنه يعمل على تجنيد شباب في العشرينيات من أعمارهم من الذين ينتمون الى نفس الجماعة الإسلامية.
وبحسب مصادر الصحيفة، فقد غادر محمد وعائلته وأصدقائه وأقاربه السويد وسافروا إلى سوريا خلال فترة الربيع – الصيف الماضي، للانضمام الى تنظيمات داعش. ومن ذلك الوقت يتنقل محمد وفريقه، مسافراً بين الموصل في العراق ومناطق قريبة من كوباني في سوريا.
رجال ونساء
وبحسب المصادر، فإن محمد كان الأكثر نشاطاً بين مجموعته. سافر الى سوريا، أواخر حزيران/ يونيو الماضي. وقبل مغادرته، أقنع نحو سبع نساء شابات في السفر الى سوريا، فيما استمرت علاقته مع عدد آخر من الشباب بعد سفره.
وكان الأمن السويدي قد تجسس على المجموعة لمعرفة زعيمها، وبحسب المصادر، لو كان تمكن جهاز الأمن من الوصول باكراً إلى المجموعة، لكان بإمكانهم إنقاذ الآخرين الذين التحقوا بداعش فيما بعد وكانوا مجموعة كبيرة.
وغادر محمد السويد، براً عن طريق السيارة، لخشيته من أن يتم اعتقاله في حال سفره بالطائرة.
وبلال إلياس محمد، معروف في القضاء السويدي، حيث حُكم عليه من قبل المحكمة الابتدائية في يوتوبوري في خريف العام 2010 مع رجل آخر بالسجن، بتهمة التآمر لإرتكاب جرائم إرهابية. وكانت المحاكمة هي الأولى من نوعها في السويد وأثارت اهتماماً محلياً وعالمياً.
ووفقاً للمحكمة، فقد تلقى محمد تدريباته على يد حركة الشباب الصومالية بين عامي 2007-2009، وأنه عندما ألقي القبض عليه كان تحت الملاحقة في عملية التخطيط لهجوم انتحاري في الصومال.
وقد عُثر في حاسوب محمد الشخصي على إعلان جهادي، كتبه أنور العولقي، الشخص الذي يوصف بأنه المنظر الفكري لتنظيم القاعدة، كما كان مرتبطاً بمنير عواد، الذي أدين في وقت لاحق بالسجن لمدة 12 عاماً، لتخطيطه الهجوم على صحيفة Jyllandsposten الدنماركية، حيث عاش الاثنان لسنوات عدة مع بعضهما البعض وكانا مسجلين على نفس العنوان.
أفكار متطرفة
وكانت محكمة الاستئناف قد برأت محمد وصديقه في العام 2011 بعد استئنافهما قرار المحكمة الابتدائية، لعدم كفاية الأدلة ضدهما، إلا أن ذلك لم يوقف علاقة محمد بالجماعات الإرهابية المتطرفة.
وبحسب معلومات “أفتونبلادت”، حصل محمد على دور قيادي في إحدى الجماعات الإسلامية المنشقة في ستوكهولم بعد إطلاق سراحه، حيث انتقل الى فصيل متشدد للإسلام وشكل مجموعة سلفيي الجهاد التي تدعو إلى القيام بالنشاطات الجهادية.
ووفقاً للمصادر، فإن التفسير المتطرف للإسلام الذي دعت إليه مجموعة محمد، منعت على أعضاءها المشاركة في جميع نشاطات المجتمع السويدي، حيث لا يحق للمرء التصويت، كما يجب أن لا تكون له أي علاقة مع المؤسسات السويدية.
وتمكن محمد خلال شتاء العام 2014 كله من بث أفكاره الى الشباب وإقناعهم بالالتحاق بتنظيم داعش، بحسب المصادر.
ولم يعلق الأمن السويدي على المعلومات التي نشرتها “أفتونبلادت”، وأكتفى بالرد برسالة إلكترونية، كتب فيها: “نادراً جداً ما نتحدث عن القضايا الشخصية، التي تحمل معلومات حول نشاطات إجرامية ممكنة، بغض النظر عما إذا كان الشخص معروفاً لدينا في القضية الجنائية أو لا”.