صدور ترجمة كتاب جريمة اغتيال الكونت فولك برنادوت باللغة العربية

: 3/10/22, 12:29 PM
Updated: 3/10/22, 12:29 PM
صدور ترجمة كتاب جريمة اغتيال الكونت فولك برنادوت باللغة العربية

الكومبس – ثقافة: صدرت حديثاً الترجمة العربية لكتاب «جريمة اغتيال الوسيط الدولي في فلسطين الكونت فولك برنادوت». صدر الكتاب عن «دار سامح للنشر» في السويد وترجمه عن السويدية سامح خلف.

يحتوي الكتاب على تفاصيل دقيقة ووافية حول الظروف والأحداث التي سبقت حادثة الاغتيال، وما تبعها من تحقيقات وشهادات تلقي الضوء أيضاً على الكثير من تفاصيل ما جرى في فلسطين آنذاك. ويلقي الكتاب الضوء أيضاً على الأسباب والدوافع الظاهرة والعميقة التي أدّت إلى انحياز الرأي العام السويدي- والغربي عموماً- إلى الجانب الإسرائيلي على حساب الطرف العربي الفلسطيني. وبحسب المؤلف، لعب قادة الرأي ووسائل الإعلام الدور الأهم في غياب الرؤية المتوازنة للوضع في فلسطين، ولم تتغيّر الصورة إلا بعد حرب يونيو/حزيران 1967 وما نجم عنها من احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، ثم اشتداد حركة النضال الوطني الفلسطيني واكتسابها تعاطف قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي.

في ما يلي مقتطف من الفصل الأول من الكتاب:

أمضى الكونت برنادوت ومرافقوه ليلة 17 أيلول/سبتمبر في دمشق. وفي الصباح توجهوا إلى بيروت حيث كانت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الفارّين من جراء الصراع قد وصلت إلى هناك، والذين أقاموا هناك في ظروف مزرية. وقد أبدى وسيط الأمم المتحدة اهتماماً بالغاً بوضعهم، وكان قد عزم على طلب مساعدات دولية من أجلهم. وقد وعدت نحو 50 دولة بالمساهمة في تقديم المساعدات التي كان من المقرر أن تصل إلى مرفأ بيروت.

وعند الساعة التاسعة والنصف من صباح ذلك اليوم أقلعت طائرة الأمم المتحدة البيضاء متّجهة إلى القدس. وعن تلك الرحلة يتحدث أوغيه لوندستروم الذي رافق برنادوت في رحلته الأخيرة تلك قائلاً إن الرحلة كانت أساساً لنقل المراقبين، وهم طواقم الأمم المتحدة غير المسلحين والمكلفون مراقبة وقف إطلاق النار الذي كان سارياً في ذلك الوقت. وقد اعتقد فولك برنادوت أنه من أجل زيادة تأثير جهوده الخاصّة من جهة، ومن أجل تقديم مثال جيّد من جهة أخرى، لا ينبغي له أن يتردّد في الذهاب بنفسه إلى الجبهات ومناطق المواجهات المكشوفة؛ حيث يجب أن يتواجد المراقبون ومساعدوهم، وبالتالي عليه أن يرفض التمتّع بالحماية التي لا يستطيع المراقبون التمتّع بها. بالإضافة إلى ذلك، أراد برنادوت البحث في إمكانية نقل مقر عمله من جزيرة رودس إلى القدس، وبالتحديد إلى «مقرّ الحكومة» البريطانية المهجور.

وبينما كانت الطائرة لا تزال محلّقة في الجو، تلقّى طاقمها برقية تفيد بأن مطار قلنديا مغلق، وأن كل طائرة تحاول الهبوط سيتم إسقاطها. عندئذٍ، سأل فولك برنادوت مايلز فلاش عن رأيه في الأمر، فأجاب الأخير بأنه يعتقد أن البرقية مزيفة، مثلها مثل برقية أخرى كانت قد وصلت صباح ذلك اليوم وكانت تفيد بأن الجنرال لوندستروم قد قُتل. «أقترح أن لا نلقي بالاً لهذه البرقية، وذلك لأنني تلقيت صباح اليوم تأكيداً بأنّ كل شيء على ما يرام في المطار. ضحك الكونت برنادوت وقال إن هذه بالضبط هي وجهة نظره، ولذلك واصلنا رحلتنا».

هبطت الطائرة بسلام، وهي الطائرة التي أقلّت الكونت ومرافقيه عدة مرات في رحلات مكوكية بين عواصم دول المنطقة.

انتقل برنادوت ولوندستروم وآخرون إلى رام الله أولاً لمقابلة العميد [نورمان] لاش الذي كان قائد القوات العربية في القدس. وقد اقترح لوندستروم، وكان جنرالاً حذراً، أن يطلب الوفد من لاش دورية حماية على الطريق من رام الله إلى خط الفصل، وقد أيّد اقتراحه أحد المراقبين. وذلك لأن البرقية التي تلقاها الوفد خلال الرحلة الجوية قد خلقت إحساساً بالخطر. لكن برنادوت لم يشأ أن يسمع شيئاً عن ذلك. وقد قال بالسويدية إن لديه الحقّ كمبعوث للأمم المتحدة بأن يتواجد، غير مسلّح ومن دون حماية، حيث يشاء في فلسطين.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.